مصادر القرآن من الحنيفية
سؤال: كان في الجزيرة العربية فئات أخرى غير اليهودية والنصرانية، فهل كان لها أثر أيضا في موضوع مصادر القرآن؟
الإجابة: كان هناك فعلا جماعات أخرى مثل الحنفاء، والصابئة، وشخصيات فارسية. ولكن دعني أبدأ بالحنفاء، أو الحنيفية.
سؤال: من هم الحنفاء؟
الإجابة:
(1) يقول المؤرخون المسلمون أن الحنيفية ملة إبراهيم عليه السلام. (وأنا لا أريد أن أناقش هذه القضية الآن) ولكن أريد أن أوضح ما أَخذه القرآن من مبادئها.
(2) وبداية لابد أن نعلم أن ورقة بن نوفل قبل أن يصبح قسا نصرانيا على مكة كان حنيفيا. وكان معه مجموعة من الرجال من بينهم رجل يدعى "زيد بن عمرو" وهذا اعتزل فوق جبل حراء، وكان محمد يقضي شهرا معه كل عام متحنفا مما أثر في أفكاره وتوجهاته.
(3) تتلخص مبادئ وتعاليم الحنيفية في قصيدة زيد بن عمرو (سيرة ابن هشام ج1 ص 219) هذه التي يقوله فيها:
1
أربَّاً واحدا أم ألفَ ربٍ
أدين إذا تُقُسِّمَتِ الأمور
2
عزلت اللات والعزى جميعا
كذلك يفعل الجَلِدُ الصبور
3
فلا العزى أدين ولا ابنتيها
ولا صنميْ بني عمروٍ أزور
4
ولا هُبَلا أدين وكان ربا
لنا في الدهر إذ حِلمي يسير
5
ولكنْ أعبد الرحمنَ ربي
ليغفر ذنبيَ الربُّ الغفور
6
فتقوى اللهِ ربِّكمُ احفظوها
متى ما تحفظوها لا تبوروا
7
ترى الأبرارَ دارُهم جِنان
وللكفار حاميةً سعير
8
وخزي في الحياة، وإن يموتوا
يلاقوا ما تضيق به الصدور
فمن هذه القصيدة نرى عقيدة الحنيفية وهي نفس ما قاله محمد في القرآن:
(1) رفض عبادة الأوثان.
(2) الإقرار بوحدانية الله.
(3) الوعد بالجنة.
(4) الوعيد بالعذاب في سعير جهنم.
(5) أسماء الله: الرحمن، الرب، الغفور.
(6) المناداة بدين إبراهيم.