نص الشبهة:
تكوين 17: 20
وأما إسماعيل فقد سمعت لك فيه. ها أنا أباركه وأثمره وأكثره كثيراً جداً اثني عشر رئيسا يلد وأجعله أمة كبيرة
إن الله قد وعد إبراهيم بأن يبارك إسماعيل بركة عظيمة، ويكثر نسله كثيراً جداً
وبما أن أمة محمد كانت أكبر أمم بني إسماعيل فيكون هو المعنى بالبركة.
إن كلمة جداً جداً تعني بلغة اليهود " بماد ماد "
قوله " لشعب كبير " تعني لغوى جدول
بلغتهم أيضاً وهذه بلغة الأرقام عند اليهود تساوي كلمة محمد إذا أن هناك
أ = 1، ب = 2، د= 4، م= 40، ح = 8، ك = 30، ج= 3، و= 6، ي = 10.
م+ح+م+د = 40 +8 +40 +4 = 92
بمادٍ ماد = 2 +40 +1 +4 +40 +1 +4 = 92
إنتهى نص الشبهة.
الرد:
عند التأكد وتحقيق ما توصلنا إليه من كتابات رحمة الله الهندي، وأبن حزم والقاضي عياض، القرطبي، فأننا وضعنا احتمالات رفض هذا الإثبات من الأوجه التالية:
1. إن النص الذي وجدناه في كتاب الملل والنحل والذي به كلمة جداً جداً، لشعب كبير، مختلف تماماً عن النص الموجود في التوراة الآن ويبدوا إما أن هذه الكلمات مضافة عمداً أو ناتجة عن خطأ في الترجمة.
2. أن النص الحقيقي مع ما قبله من نصوص يلغي كل توقعاتنا فمثلاً لو قال المعترض بأخذ ما يتعلق بذلك من نصوص أخرى مثل:
[ وقال إبراهيم لله ليت إسماعيل يعيش أمامك. فقال الله بل سارة امرأتك تلد لك أبناً وتدعوا سمه أسحق. وأقيم عهدي معه عهداً أبدياً لنسله من بعده.
لكن عهدي أقيمه مع أسحق ] (تك 17: 18 21)
هنا يبدو إبراهيم وهو يتوسل إلى الله في بركة إسماعيل لكن الله يوضح له الحقيقة بأنه سيكون له إبن حقيقي من امرأته وهو الذي سيجعل الله معه العهد للأبد والعهد هو النبوة
كما قال أبن كثير في تفسير سورة البقرة { وأوفوا بعهدي أوفي بعهدكم } والبركة لا تعني النبوة وهي مجرد التكاثر والتناسل وهذا ما نجده والغريب أن القرآن قد أستشهد أو أقر حقيقة مماثلة لذلك عندما أعترض الله على أخذ محمد زيد ابن حارثة أبناً، وكذلك جعل الإسلام أبناء الإيماء بدون صفة شرعية من الوراثة كما للابن الحقيقي وهو نفس فكر الله في التوراة إذ لا عهد لأبن الأمة أو الجارية إنما العهد للابن من الأبوين. [ تفسير سورة الأحزاب: أبن كثير ج3 ص 482 ].
3- أن كلمة بماد ماد، لغوى غدوي هذه إن صحت وهذا فيه نظر لأن الرواية التي ذكرت ذلك غير صحيحة لأنها منسوبة لرجل يهودي أسلم إلا أنهم لم يحددوا اسمه وهذا في لغة أهل الحديث يسمى المجهول وهو مما لا يعمل به، إضافة إلى أنهم قد أضافوا حرف الباء الذي ليس من الكلمة ليتطابق الرقم الكلي مع مجموع رقم محمد وهو 92، كذلك تم استبدال أحرف مكان أحرف وهذا يعتبر عند علماء الأصول تدليس ويبطل آي رواية إذا أنهم قد استبدلوا الغين " غ " بال " ج "، لأن ال (ج) = 3، الغين (غ) = 6 وهذا كله حتى وإن صدق فهو لا يعد دليل لأننا بصدد البحث عن نبوة من الكتاب لا من عند اليهود. ثم إن القول بأن " بماد ماد " هو اسم من أسماء محمد وكذلك " لغوى غدول " أو لجوى جدول " شئ فيه الكثير من التناقض لما جاء في تاريخ الإسلام للذهبي ج1 ص24 إذا ذكر فيما يرويه عنه البخاري ص6 ص 403 عن محمد بن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه قال سمعت النبي يقول إن لي أسماء: أنا محمد ,أنا أحمد، وأنا الماحي الذي يمحو الله به الكفر، وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي، وأنا العاقب " وفي رواية أخرى قال " أنا محمد، وأنا أحمد، وأنا الحاشر، وأنا الماحي، والخاتم، والعاقب "