إبراهيم ونمرود
http://www.sacred-texts.com/jud/loj/loj107.htmوردت هذه قصة نمرود الخرافية في كتاب مدراش رباه Midrash Rabby الذي أشار إليه الشيخ عبد الله يوسف عليّ، فصل 14، في تفسير تك 15: 17.
وتذكر هذه الحادثة طرح نمرود لإبراهيم في النار وعدم مقدرة النار على إحراقه وهى تكررت بالقرآن فى سور:
سورة البقرة 2: 260
سورة الأنعام 6: 74-84
سورة الأنبياء 21: 52-72
سورة مريم 19: 42-50
سورة الشعراء 26: 69-79
سورة العنكبوت 29: 15 و16
سورة الصافات 37: 81-95
سورة الزخرف 43: 25-27
سورة الممتحنة 60: 40
فهذه الحادثة غير موجودة في الكتاب المقدس بل هي من خرافات اليهود كتبوها في كتاب اسمه مدراش رباه والدليل أن كتاب مدراش رباه هو كتاب خرافي ذكره أن اسم ابي ابراهيم في هذا الكتاب هو آزر لكن اسمه الحقيقي في الكتاب المقدس هو تارح، ولا بد أن اليهود يعترفون بالتوراة أولاً لأنها مقدسة وخالية من الغلط. والمفاجأة التي تدعم نقل القرآن لها من الخرافات أن القرآن نقل اسم أبي ابراهيم آزر. ونتساءل أيضا هل ذلك محض مصادفة؟.
حقيقة وجود نمرود وذكر اسم نمرود في التفاسير القرآنية غلطاً:
جاء في سورة النحل 26 "قَدْ مَكَرَ الذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللهُ بُنْيَانَهُمْ مِنَ القَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ العَذَابُ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ".
قال البيضاوي:
قيل المراد به نمرود بن كنعان، بنى الصرح ببابل سُمكه خمسة آلاف ذراع ليترصَّد أمر السماء. فأهبَّ الله الريح فخرّ عليه وعلى قومه فهلكوا".
ونحن نسأل: من أين جاء للبيضاوي أن نمرود ابن كنعان؟ فنمرود هو ابن كوش بن حام بن نوح (تكوين 10: 6-
. وأخذ الناس بعد الطوفان يبنون مدينة وبرجاً عالياً يخلّدون به اسمهم، فعاقبهم الله بأن بلبل ألسنتهم فلم يستطيعوا التفاهم وكفوا عن البنيان، ولذلك سُمّيت المدينة "بابل" لأن هناك بلبل الله ألسنتهم (تكوين 11: 1-9).
ولعلنا نتسائل إذن كيف جاءت لليهود فكرة أن إبراهيم تم طرحة فى أتون نار؟
بالرجوع الى سفر التكوين نجد أن الله قال لإبراهيم: "أنا الرب الذي أخرجك من أور الكلدانيين" (تكوين 15: 7).
ومعنى أور بلغة بابل القديمة "مدينة". وجاءت جزءاً من كلمة "أورشليم" ومعناها "مدينة شليم" أي "مدينة إله السلام". واسم أور الكلدانيين الآن "المغيَّر"، وكان إبراهيم أولاً ساكناً في هذه المدينة.
ولكن توجد في اللغة العبرية والأرامية والكلدانية لفظة أخرى وهي "أَوْر" تشبه "أور" في النطق والكتابة، غير أن معنى "أور" في اللغة العبرية "النور".
وبعد تدوين التوراة بسنين عديدة جاء مفسرٌ يهودي، اسمه يوناثان بن عزييل، لم تكن له أدنى معرفة بلغة بابل القديمة، وأخذ يترجم هذه الآية إلى اللغة الكلدانية، فقال: "أنا الرب الذي أخرجك من تنور نار الكلدانيين"! وقال هذا المفسر الجاهل في تفسيره على تكوين 11: 38 "لما طرح نمرود إبراهيم في أتون النار لامتناعه عن السجود لأصنامه لم يؤذن للنار أن تضره".
ومن هنا وقع اليهود فى هذا الخطأ، ولأن كل الأشياء تعمل للخير، فقد نقل مؤلفي القرآن التفسير التلمودي، فوقعوا فى شر أعمالهم نتيجة نقلهم لترجمة خاطئة.