مـــــــــــــنتدى رومــــــكم على البالتـــواك7ewar jaree2 fee aladyan
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مـــــــــــــنتدى رومــــــكم على البالتـــواك7ewar jaree2 fee aladyan

مـــــــــــــــــنتدى_مسيحيــــــــــات_حقوق انســـــــــــــــــان_ اســــــــــــلامــــــــــــــــيات
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 تَفْسِير رِسَالَةُ يُوحَنَّا الرَّسُولِ الأُولَى

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
margerges_4jc
Admin



عدد المساهمات : 567
نقاط : 1711
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 18/08/2010

تَفْسِير رِسَالَةُ يُوحَنَّا الرَّسُولِ الأُولَى Empty
مُساهمةموضوع: تَفْسِير رِسَالَةُ يُوحَنَّا الرَّسُولِ الأُولَى   تَفْسِير رِسَالَةُ يُوحَنَّا الرَّسُولِ الأُولَى I_icon_minitimeالخميس سبتمبر 02, 2010 7:01 am

تَفْسِير رِسَالَةُ يُوحَنَّا الرَّسُولِ الأُولَى



دراسات في الرساله الأولي للقديس يوحنا

القمص مرقس عزيز خليل



مقدمه

كاتب الرساله

هو القديس يوحنا الحبيب، الذي كتب الأنجيل المعنون بأسمه، كما كتب سفر الرؤيا، وايضا كتب هذه الرساله وايضا الرسالتان الثانيه والثالثه



نشأته

ولد فى مدينة على شاطئ بحيرة طبريّة تدعي (بيت صيدا) مدينة بطرس واندراوس. بفلسطين من اب وام يهوديين وكان ابوه يعمل صيادا في بحيرة جنيسارات (بحيرة طبرية) وايضا اخوه يعقوب بن زبدى فعمل معهم منذ الصغر حيث كان لدي ابوه سفينة وشباك وأُجراء.

وكانت أمّه سالومه من النساء اللواتي تبعن يسوع وخدمنه باموالهن.

تفاجاالأخان بمجىء يوحنا المعمدان النبى فتبعاه وصارا له تلاميذ ومع ذلك كانوا عصبى المزاج.

وبعد ذلك أصبحا من تلاميذ يسوع الإثني عشر.

القديس يوحنا الإنجيلي.. معنى اسمه: " الله يتحنن " واسمه بالإنجليزية John ويعرف بأسم يوحنا الحبيب وهو كاتب إنجيل يوحنا - لذلك يلقب بالإنجيلي - ولأن انجيله يتحدث عن لاهوت السيد المسيح سمي ب يوحنا اللاهوتي. وكتب الرسائل الثلاث التي تنسب إليه وتحدث فيها كثيرا عن المحبه وسمي يوحنا الحبيب وأخيرا كتب سفر الرؤيا، لذا يسمي بيوحنا الرائي.

تقدمت سالومي أم يعقوب ويوحنا إلى يسوع المسيح وطلبت منه أن يجلس ولديها واحد عن يمينه والآخر عن يساره في مملكته.

كان ليوحنا موقع بارز بين الرسل الإثني عشر فكان يسوع يختصه مع بطرس ومع يعقوب شقيقه لمعاينة أحداث مهمة وخاصة،

لقد شهد هؤلاء الثلاثة حادثة إقامة يسوع لابنة يايروس أحد رؤساء اليهود من الموت.و حادثة تجلي يسوع على الجبل. وحزنه والآمه في بستان جثسيماني.

وقد كان يوحنا وبطرس هما الوحيدان اللذان أرسلهما يسوع إلى المدينة لتحضير عشاء الفصح أو العشاء الأخير، وفي أثناء العشاء كان ليوحنا مركزاً مميزاً على المائدة فقد جلس بجانب يسوع ومتكئا على صدره، وقد طلب القديس بطرس منه ان يسأل المسيح عمن سيسلمه وسأله.

يوحنا هو " التلميذ الآخر " الذي تبع مع بطرس يسوع بعد القبض عليه وأخذه إلى بيت رئيس كهنة اليهود، وكان ايضا التلميذ الوحيد المتواجد عند أقدام الصليب وأثناء وجود يسوع على الصليب طلب منه الاعتناء بأمه مريم.

يبدو انه كانت الصله بين يوحنا وبطرس وثيقة ومهمّة. ففي ليلة آلام يسوع هيّأ العشاء الأخير له. ورافق بطرس إلى بيت رئيس الكهنة. كما رافقه عند شفاء المخلّع ووقف مع بطرس أمام الحكام

و بعد القيامة ذهب يوحنا مع بطرس عدوا إلى قبر يسوع للتأكد من خبر قيامته ووصل يوحنا إلى هناك أولا وكان أول من آمن – من التلاميذ - بقيامة المسيح، عندما ظهر يسوع لسبعة من تلاميذه على شاطئ بحيرة جنيسارات كان يوحنا مرة أخرى أول من تعرف على يسوع. وفي حوالي السنة الخمسين كان قائماً في أورشليم. ثم تركها إلى أفسس في تركيا سنة 60. وبرفقته مريم والدة يسوع إلى مدينة أفسس جنوب آسيا الصغرى، حيث اعتنى يوحنا بالعذراء كابن متفان حتى وفاتها، نفاه الأمبراطور الروماني دوميسيان إلى جزيرة بطمس حيث كتب "رؤياه".

ثم عاد إلى أفسس أيام الأمبراطور نرفا سنة 96 حيث كتب إنجيله ورسائله.

اعتادا يوحنا أثناء كتابة إنجيله على عدم ذكر اسمه بل كان يكتب"التلميذ الذي كان يسوع يحبه " وبعد صعود يسوع إلى السماء أخذ يوحنا مع بطرس مكانة هامة في قيادة الكنيسة الناشئة، وقام مع بطرس بشفاء كسيح على باب الهيكل. وألقيا في السجن بسبب تبشيرهما بالمسيح، كما رافقة بطرس عندما زارا السامرة لمباركة المهتدين الجدد. وقد بقي يوحنا مع تلاميذ آخرين في فلسطين قرابة الإثني عشر عاما وبعد أن بدأ اضطهاد الملك هيرودس أكريبا للمسيحيين. تفرق الرسل في مختلف الإمارات الرومانية، وتوجه بوحنا حينها إلى آسيا الصغرى حيث بشر هناك، وكانت هناك جماعات مسيحية في أفسس قبل وصول بولس الرسول إليها،



من المؤكد بحسب الإنجيل أن يوحنا عاد مع عدد من التلاميذ إلى أورشليم وعقدوا فيها ما عرف مجمع الرسل حوال عام 51 م. كما ذكر الرسول بولس في رسالته إلى الغلاطيين بأنه زار أورشليم والتقى فيها ببطرس ويوحنا ويعقوب الصغير وسماهم ب " أعمدة الكنيسة " وأخذ منهم يمين الشركة أي أعترفوا به كرسول للمسيح (غلاطيين 2: 9)وهذا يدل على اهمية يوحنا في الكنيسة.

بحسب كتابات ترتليانوس فإن الرومان حاولوا تعذيب يوحنا قبل إرساله إلى منفاه وذلك بوضعه في قدر زيت مغلي كبير ولكن ذلك لم يؤذه بشئ. وفي ايامه الاخيرة: بنى يوحنا سبع كنائس فى اسيا الصغرى ومنها كنيسه فى افسس واخذ يتردد عليها اثناء شيخوخته وكان مريضا، فكان الناس يحملونه الى الكنيسة وكانت كلمته الوحيدة هى المحبة.

ومات يوحنا حوالي السنة المائة وله من العمر اكثر من تسعين سنة. ويعتقد أنه الوحيد الذي مات موتا طبيعيا بين التلاميذ الإثني عشر ويعتقد أن قبره موجود في مدينة سيلجوك Selçuk التركية. وسمي بأسم الشهيد بدون سفك دم. وفي الإيقونات واللوحات والأعمال الفنية يصور القديس يوحنا وهو حامل إنجيله ويوجد نسر أو ملاك خلفه دلالة على فكر يوحنا اللاهوتي الكبير.



يوحنا في لوحة العشاء الأخير

بعد النجاح الكبير الذي حققته رواية دان براون (شفرة دا فينشي) أثيرت أسئلة كثيرة حول شخصية يوحنا في لوحة العشاء الأخير للفنان ليوناردو دا فينشي والذي كان موقعه فيها إلى جانب المسيح حيث قدمته الرواية على أنه مريم المجدلية.

والحقيقه ان معظم الفنانين المعاصرين لدافينشي بإيحاء من التقليد الكنسي قاموا بتصوير يوحنا في لوحاتهم على أنه شاب صغير جميل جدا لم تنبت لحيته بعد، وهو ذو ملامح أنثوية تماما كالعادة التي درجوا عليها برسم شبان إيطاليا في ذلك الوقت، وتجدر الملاحظة إلى وجود بعض اللوحات لهؤلاء الرسامين تظهر الرسل الآخرين أيضا بذات المظهر الإنثوي.



تاريخ ومكان كتابه الرساله

كتبت في افسس في اواخر القرن الأول وبدايه القرن الثاني أي بعد خراب اورشليم، وبعد عوده القديس يوحنا من النفي في جزيره بطمس. أي بعد انتهاء الأضطهاد اليهودي، لذلك لم يذكر القديس يوحنا شيئا عن الأضطهاد الا ان الخطر كان من الداخل، فلم يكن الخطر في اراقه الدماء، بل في الغوايه والضلال، وكان السيد المسيح قد أنبأ عن ذلك قائلا: " يقوم انبياء كذبه كثيرون ويضلون كثيرين " (متي 24: 11)، كما اشار الي ذلك القديس بولس الرسول الرسول عندما حذر قاده كنيسه افسس في خطابه الوداعي قائلا: " لأني اعلم انه بعد ذهابي سيدخل بينكم ذئاب خاطفه لا تشفق علي الرعيه ومنكم انتم سيقوم رجال يتكلمون بأمور ملتويه ليجتذبوا التلاميذ وراءهم " (اعمال الرسل 20: 29، 30).

في هذا الوقت كان كثيرون من مسيحي ذلك الزمان من الجيل الثاني أو الثالث، وكانت روعه المسيحيه في الجيل الأول أكثر بكثير من الأجيال التاليه، حيث كان البشر سعداء برؤيه مطلع الفجر الجديد، ولكن وقت كتابه الرساله، كانت محبه البعض قد بردت (متي 24: 12).

و كنيسه افسس هذه، هي التي كان المسيح المقام قد قال لملاكها: " لكن عندي عليك انك قد تركت محبتك الأولي " (رؤيا 2: 4).



الظروف المحيطه بكتابه الرساله

ترتب علي بروده محبه البعض انهم كانوا ينظرون الي المعايير التي تتطلبها المسيحيه علي انها عبء ثقيل، انهم لا يريدون أن يكونوا قديسين بالصوره التي تتطلبها المسيحيه ويتطلبها العهد الجديد. فالكلمه اليونانيه المستخدمه عن القداسه في العهد الجديد (هاجيوس) هي ذات الكلمه التي تترجم (مقدس)، وهي تعني اساسا (مختلف) أو (متميز)

فالهيكل كان مقدسا لأنه يختلف عن غيره من المباني.

السبت كان مقدسا والأحد صار مقدسا لأنه ليس كباقي الأيام.

الأمه اليهوديه قديما كانت مقدسه لأختلافها عن الأمم الأخري.



و المسيحي مدعوا ليكون قديسا، لأنه مدعوا ان يكون مختلفا عن غيره من بني البشر، وعلي الدوام كان هناك فاصلا بين المسيحي وبين العالم " لو كنتم من العالم، لكان العالم يحب خاصته، ولكن لأنكم لستم من العالم بل انا اخترتكم من العالم لذلك يبغضكم العالم " (يوحنا 15: 19)

هذا كله كان يستلزم مطلبا اخلاقيا، ومعيارا جديدا لطهاره الحياه وطرازا جديدا من الأداب الجنسيه، كما يتطلب حنوا جديدا، وخدمه جديده، وغفرانا جديدا ايضا، وكل هذا لم يكن بالأمر الهين، لذا خبا حماس البعض واصبح عسيرا عليهم الوقوف في وجه العالم ومحبه العالم، لم يكن من السهل ان ينكر المسيحي نفسه، وان يكره الأمور التي اعتاد العالم علي اباحتها، كان صعبا رفض مسايره العالم.. لقد اصبحت الأمور التي كان يعتبرها المسيحي انها تحديا يرفعه ويقوده الي السمو، اضحت عند البعض عبئا مزعجا ثقيل الحمل.



ملاحظات علي الرساله الأولي

لم يذكر الرسول لمن وجه هذه الرساله، وبذلك اعتبرت انها موجهه للكنيسه كلها ولذا حسبت من رسائل الكاثوليكون أي الرسائل الجامعه المرسله لكل الكنيسه الجامعه. وان كان البعض يزعم انها كتبت لكنيسه افسس وذلك لأنها كتبت هناك وهذا غير صحيح فكم من رسائل كتبها القديس بولس الرسول في اماكن معينه ولم تكن مرسله الي نفس المكان.



لم تبدأ الرساله بالبدايه التقليديه للرسائل، ولم تختتم ايضا بالخاتمه التقليديه، انها لا تتضمن توجيها افتتاحيا لأحد مثلما نجد في رسائل القديس بولس الرسول " بولس، المدعو رسولا ليسوع المسيح بمشيئه الله.. الي كنيسه الله التي في كورنثوس " (1 كورنثوس 1: 1).

و لا نجد فيها تحيات ختاميه كالتحيات التي نجدها في رسائل القديس بولس " تسلم عليكم كنائس اسيا، يسلم عليكم في الرب كثيرا اكيلا وبريسكلا مع الكنيسه التي في بيتهما " (1 كورنثوس 16: 19).



هناك تشابه بين انجيل القديس يوحنا والرساله في الفكر اللاهوتي مثل جاء في الأنجيل ان الله ارسل ابنه الوحيد ليرفع خطايا العالم "وفي الغد نظر يوحنا يسوع مقبلا اليه، فقال: هوذا حمل الله الذي يرفع خطيه العالم " (يوحنا 1: 29)،



و جاء في رساله يوحنا " وتعلمون ان ذاك اظهر لكي يرفع خطايانا " (1 يوحنا 3: 5)



جاء في الأنجيل ان الكلمه كان عند الله منذ الأزل

" في البدء كان الكلمه، والكلمه كان عند الله، وكان الكلمه الله، هذا كان في البدء عند الله" (يوحنا 1: 1،2).



و جاء في رساله يوحنا

" الذي كان من البدء، الذي سمعناه، الذي رأيناه بعيوننا، الذي شاهدناه، ولمسته ايدينا، من جهه كلمه الحياه. فان الحياه اظهرت، وقد رأينا ونشهد ونخبركم بالحياه الأبديه التي كانت عند الآب واظهرت لنا " (1 يوحنا 1: 1، 2)



جاء في الأنجيل ان تجسد الكلمه يهب حياه للمؤمنين به

"و الكلمه صار جسدا وحل بيننا ورأينا مجده، مجدا كما لوحيد من الآب مملوء نعمه وحقا"(يوحنا 1: 14)



" وجاء في رساله يوحنا

" بهذا تعرفون روح الله، كل روح يعترف بيسوع المسيح انه قد جاء في الجسد فهو من الله "(ا يوحنا 4: 2، 9)



جاء في الأنجيل أن المؤمن بالمسيح ينتقل من الموت الي الحياه

" الحق الحق اقول لكم ان من يسمع كلامي ويؤمن بالذي ارسلني فله حياه ابديه، ولا يأتي الي دينونه، بل قد انتقل من الموت الي الحياه " (يوحنا 5: 24)



و جاء في رساله يوحنا

" نحن نعلم اننا قد انتقلنا من الموت الي الحياه، لأننا نحب الأخوه. من لا يحب اخاه يبق في الموت " (1 يوحنا 3: 14)



جاء في الأنجيل ان العالم يحب خاصته ولا يسمع لأولاد الله

" ان كان العالم يبغضكم فاعلموا انه قد ابغضني قبلكم، لو كنتم من العالم لكان العالم يحب خاصته ولكن لأنكم لستم من العالم، بل انا اخترتكم من العالم لذلك يبغضكم العالم"(يوحنا 15: 18، 19)

" انا قد اعطيتهم كلامك والعالم ابغضهم،لأنهم ليسوا من العالم،كما اني لست من العالم" (يوحنا 17: 14)



و جاء في رساله يوحنا

" هم من العالم، من اجل ذلك يتكلمون من العالم، والعالم يسمع لهم، نحن من الله فمن يعرف الله يسمع لنا، ومن ليس من الله لا يسمع لنا، من هذا نعرف روح الحق وروح الصلال " (ايوحنا 4: 5، 6)



جاء في الأنجيل ان المحبه هي أهم سمات المؤمن

" هذه هي وصيتي ان تحبوا بعضكم بعضا كما احببتكم.. بهذا اوصيكم حتي تحبوا بعضكم بعضا " (يوحنا 15: 12، 17)



و جاء في رساله يوحنا

" ايها الأخوه، لست اكتب اليكم وصيه جديده، بل وصيه قديمه كانت عندكم من البدء، الوصيه القديمه هي الكلمه التي سمعتموها من البدء، ايضا وصيه جديده اكتب اليكم، ما هو حق فيه وفيكم، ان الظلمه قد مضت والنور الحقيقي الآن يضيء، من قال انه في النور وهو يبغض أخاه فهو الي الآن في الظلمه، من يحب أخاه يثبت في النور وليس فيه عثره، واما من يبغض أخاه فهو في الظلمه، وفي الظلمه يسلك، ولا يعلم اين يمضي، لأن الظلمه أعمت عينيه "(ايوحنا 2: 7 11)



" بهذا اولاد الله ظاهرون واولاد ابليس، كل من لا يفعل البر فليس من الله، وكذا من لا يحب أخاه، لأن هذا هو الخبر الذي سمعتوه من البدء: أن نحب بعضنا بعضا... نحن نعلم اننا انتقلنا من الموت الي الحياه لأننا نحب الأخوه، من لا يحب أخاه يبق في الموت.... بهذا قد عرفنا المحبه: ان ذاك وضع نفسه لأجلنا، فنحن ينبغي لنا أن نضع نفوسنا لأجل الأخوه... وهذه هي وصيته: ان نؤمن بأسم ابنه يسوع المسيح، ونحب بعضنا بعضا كما اعطانا وصيه" (1 يوحنا 3: 10، 11، 14، 16، 23)

" ايها الأحباء لنحب بعضنا بعضا، لأن المحبه هي من الله، وكل من يحب فقد ولد من الله ويعرف الله.... ايها الأحباء ان كان الله قد احبنا هكذا، ينبغي لنا ايضا ان نحب بعضنا بعضا " (1 يوحنا 4: 7، 11)



يتضح ان الكلمه السائده في الرسائل الثلاث هي كلمه " المحبه "

انها رساله محبه قلقه كتبها القديس يوحنا الحبيب الراع المحب لشعبه، يرعاهم بأمانه وارسلها الي الكنائس المختلفه التي كان يرعاها ولنلاحظ تكرار قوله " يا اولادي " و" يا ايها الأولاد "، مما يؤكد ان القديس يوحنا يشعر بمسؤليه رعويه ابويه تجاه من يقرأ الرساله.

يهدف الوحي الألهي ان يحقق للبشر حياه الفرح الكامل لكل من ينفذ ما جاء في الرساله وبالذات حياه المحبه لله وللأخوه، فالمحبه قادره ان تشعل حياه الناس مره أخري متي دخل الفتور اليها.



عندما يشعر الأنسان انه محبوب من الله فهذا يجعل قلبه ممتليء بالحب لله، وهذه المحبه كافيه ان تخرجه من حاله الفتور والأعتياديه والروتينيه. فالأنسان معرض للأنجذاب الي محبه العالم، خاصه اذا عرف الفتور طريقه اليه، وشعر ان وصايا المسيح تطلب منه عدم محبه العالم، فيدخله شعور بالكبت والحرمان، وان الله يحرمه من محبه ملذات الدنيا، اما من يحب الله فيترك كل شيء بسهوله لأنه لا يشعر بقيمه أي شيء بجوار محبه الله، لذلك يقول القديس يوحنا " وصاياه ليست ثقيله " (1 يوحنا 5: 3)، فمن هو الذي يشعر ان وصايا الله ليست ثقيله؟.. انه الشخص الذي يتبادل المحبه مع الله.. أما من يشعر انه محروم مما يتمتع به الآخرون فهو انسان معقد ومكبوت ومحروم أو لا يجد فرصه للخطيه.. انه الشخص الخالي من المحبه.



توجد بعض العبارات اليونانيه انفرد بها انجيل القديس يوحنا ورسالته الأولي منها:

" يرفع الخطيه " وردت في (يوحنا 1: 29،) و(1 يوحنا 3: 5).

" يحفظ الوصايا " وردت في (يوحنا 14: 15) و(1 يوحنا 3: 24)



البدع والهرطقات التي انتشرت وقت كتابه الرساله

يوجه القديس يوحنا الحبيب رسالته الي اولاده المحبوبين، خاصه انه كانت تنتشر في ذلك الوقت بعض البدع وسط محيط الكنيسه، لقد اعتقد بعض المسيحيين أنهم يعملون لصالح الكنيسه عن طريق محاوله جعل العقيده المسيحيه مقبوله عقليا، وكان هولاء علي علم تام بالأتجاهات العقليه والتيارات الفكريه التي كانت سائده في ذلك الوقت، لقد كانوا يرغبون في شرح العقيده المسيحيه بأستخدام نفس المصطلحات المستخدمه في شرح الأفكار الفلسفيه المنتشره حينذاك.



حقيقه هولاء المعلمون الكذبه

لقد كانوا في الكنيسه، لكنهم انسحبوا منها وخرجوا " منا خرجوا لكنهم لم يكونوا منا " (1 يوحنا 2: 19).. وكانوا اناسا لهم قوه التأثير مما جعل يوحنا يلقبهم بالأنبياء " لأن انبياء كذبه كثيرين قد خرجوا الي العالم " (1 يوحنا 4: 1).

و مع انهم كانوا قد تركوا الكنيسه وخرجوا منها، الا انهم كانوا يحاولون أن ينشروا تعاليمهم داخلها, لكي يغووا اعضاؤها ويضلوهم عن العقيده السليمه والأيمان القويم (1 يوحنا 2: 26).



ما هو الفكر المعاصر؟

ما هو هذا الفكر المعاصر؟ وما هي تلك الفلسفه التي كان اولئك الأنبياء الكذبه والمعلمون المنحرفون يحاولون ان يوفقوا بين العقيده المسيحيه وبينها؟



المذهب الغنوسي

هذا المذهب كان منتشرا في كل العالم اليوناني، ويعتقد اتباع هذا المذهب بوجه عام ان الروح وحده هو الخير، وعلي هذا الأساس يجب علي الغنوسي ان يحتقر العالم وكل ما هو مادي، ويؤمن الغنوسي ان كل الأشياء المخلوقه من الماده هي شر في اساسها، الغنوسي يكره الجسد بوجه خاص، لأن الجسد ماده، ولذلك فهو شر، والآن في هذا الجسد توجد الروح سجينه ومعها ايضا في هذا السجن عقل الأنسان.

و يؤمن الغنوسي ان الروح ليست سوي بذره أو تدفق من الروح الذي هو الله، الذي هو صالح كله، وهكذا يجب ان تكون الغايه الوحيده للحياه اطلاق سراح الروح، هذه البذره السماويه السجينه وتحريرها من شر الجسد وهذا لا يتم الا عن طريق معرفه سريه وطقسيه معقده واطلاع متقن، ولا يتاح هذا للجميع فالأشخاص العاديون منهمكون في مشاغل الحياه اليوميه، لدرجه لا تدع لهم مجالا للدراسه والتدريب، وحتي اذا توفر لديهم الوقت، فليس لديهم الأستعداد العقلي لفهم الأسرار العويصه المعقده، وهذا أدي الي التمييز بين فريقين من الناس أحدهما يضم القادرين علي ان يحيوا حياه روحيه والآخر الذين لم تتوفر لهم هذه المقدره..



البدع التي تدور حول شخص السيد المسيح ومن هذه البدع:

البدعه الأولي: ظهور السيد في صوره جسد ولكنه لم يتجسد (الدوسيتيين)

سميت هذه البدعه ب (الدوسيتين)، وكلمه (دوسيتين) جاءت من اللفظ اليوناني (دوكين) أي يظهر،

ان " الدوكيتيه " او " الدوسيتيه " يمكن ترجمتها الي " الترائي " فالفعل اليوناني معناه " يبدو" او " يظهر "

انهم يعتقدون ان السيد المسيح ظهر في هيئه جسد فقط ولكنه لم يتجسد، وانه كان مجرد خيال وليس حقيقه.

و قد اصر هؤلاء علي ان السيد المسيح كان كائنا روحيا بحتا وادعوا نقلا عن احد الكتب المزيفه ان يسوع المسيح عندما كان يمشي، لم تكن قدماه تترك اثرا علي الأرض.. أي انهم بايجاز ينكرون تماما ان يسوع المسيح تجسد وانه اخذ جسدا بشريا من أي نوع.

لذلك يقول القديس يوحنا " من هو الكذاب الا الذي ينكر ان يسوع هو المسيح " (1 يوحنا 2: 22).



خطوره هذا الفكر هي

اذا كان السيد المسيح لم يتخذ جسدا، فهو بالتالي لم يتألم حقيقه، ولم يشعر بما نشعر انه يهدم اهم بركات التجسد وهي المبادله " اخذ الذي لنا واعطانا الذي له "

انه يشوه محبه الرب لنا " الذي شابهنا في كل شيء ما خلا الخطيه وحدها "

اننا نثق ان من صار يشبهه هنا علي الأرض "(غلاطيه 4: 19). سيشبهه هناك في السماء (1 يوحنا 3: 2).



البدعه الثانيه: (اله الخير واله الشر)

يقوم هذه البدعه علي وجود الهين، اله الخير واله الشر

اله الخير هو خالق الروح

اله الشر هو موجد الماده

و يعتقدون أن الماده في نظرهم شر، ويقولون ان الله لا يمكن ان يتخذ جسدا لأن الجسد شر ’

لذلك اهتمت الكنيسه ان تشرح ان الجسد والماده صالحان لأن الله خلقهما، اما الأنسان بشره فهو يفسدهما.



الظروف التي ساعدت علي انتشار فكره عدم التجسد

تواتر احداث التاريخ ووقائعه جعلت هناك صعوبات امام اليهود، لقد كان من الصعب ان يؤمن اليهودي بمسيح مصلوب، ولكن حالما يبدأ الأيمان تتلاشي الصعوبات.


كان المسيحيون يؤمنون بسرعه المجيء الثاني للسيد المسيح، لكي يخلصهم ويبررهم، لقد كان هذا المجيء المرتقب غاليا علي قلب كل يهودي, لكن ما حدث في عام 70 ميلاديه، كان مؤلما لهم بدرجه كبيره. لقد حاصرت الجيوش الرومانيه مدينه اورشليم وقاوم اليهود مقاومه انتحاريه عنيفه ’ فصب الرومان جام غضبهم علي المدينه المقدسه، ونقضوا مبانيها حجرا تلو حجر، وسيروا في قلب المدينه محراثا لتقليب ارضها، فكيف في وسط هذا كله يمكن ليهودي ان يقبل الرجاء في عوده يسوع ورجوعه لكي يفتقد شعبه!

لقد خربت المدينه المقدسه، وتشتت اليهود في كل ربوع العالم، وفي مواجهه كل هذا كانوا يقولون: كيف يمكن القول بأن المسيا قد جاء حقا!؟ وكانوا ايضا يعتبرون انه من المحال ان يكون يسوع الذي أتي هو المسيا.



امكانيه الخلاص عن طريق المعرفه العقليه (الغنوسيين)

بالأضافه الي ما ذكرناه عن الغنوسيه والغنوسيين نقول، ان كلمه غنوس هي الكلمه الأنجليزيه (Know) انهم يعتقدون ان التأمل العقلي والفكر قادران علي خلاص الأنسان،

لقد اهتموا بالمعرفه كطريق للخلاص ونادوا بأن السلوك ليس له اهميه كبيره،و في بعض الأماكن ذهبت الغنوسيه شوطا بعيدا فنادوا بأن الغنوسي هو الشخص الذي نال المعرفه وحصل عليها، أي انه الأنسان العارف

قام فريق من الغنوسيين ينادي بأن الغنوسي الحق يعرف كل شيء الأردأ والأفضل، ويلم بالأثنين معا، فيغوص في الأعماق كما يصعد الي العلاء، ويختبر كل المستويات في الحياه، اسماها وأدناها، بحسب ما هي عليه في الواقع، انها نفس الفكره التي تقول أنه من الأفضل للشباب أن يطلق لشهواته العنان ويترك الحبل علي الغارب لشهواته، لقد نظر الغنوسيين الي الخطيه علي انها نوع من انواع الواجب الديني.

و توجد اشاره لمثل هؤلاء في الرساله الموجهه الي ملاك كنيسه ثياتيرا، حيث يشير السيد المسيح الي اناس " عرفوا اعماق الشيطان " (رؤيا 2: 24)، ويمكن القول بأن القديس يوحنا كان يقصد الأشاره الي اولئك القوم وهو يؤكد ان " الله نور وليس فيه ظلمه البته"(1 يوحنا 1: 5)



خطوره هذا الفكر هي

لو كان هذا صحيحا:

فما هو الداعي للتجسد والفداء

ما هو الداعي لمعونه المسيح ما دمنا سنخلص بقدرتنا الذاتيه وبالتالي لا ضروره لعمل الله فينا بحسب فهم الغنوسيين.

نظرا لأن الغنوسيين اهتموا بالمعرفه كطريق للخلاص ونادوا بأن السلوك ليس له اهميه كبيره نلاحظ ان القديس يوحنا يتحدث عن مجموعتين



الأولي: يسميهم السالكين في النور (اولاد الله)

الثانيه: يسميهم السالكين في الظلمه (اولاد ابليس)



صفات اولاد الله كما جاءت في الرساله

اولاد الله (1 يوحنا 3: 1) لهم حياه ابديه (1 يوحنا1: 2)

اولاد الله يعيشون في شركه مع الله ومع الأخوه (1 يوحنا 1: 3)

اولاد الله يعيشون في فرح كامل (1 يوحنا 1: 4)

اولاد الله يسلكون في النور (1 يوحنا 1: 7)

اولاد الله يعيشون في محبه لله ومحبه للأخوه (1 يوحنا 2: 10)

اولا د الله تغفر لهم خطاياهم (1 يوحنا 2: 12)

اولاد الله اقوياء (1 يوحنا 2: 14)

اولاد الله لا يخجلوا عند مجيئه (1 يوحنا 2: 28)

اولاد الله يكونون مثله (1 يوحنا 3: 2)

اولاد الله لا يخطؤن (1 يوحنا 3: 9)

من يحب العالم ويترك الله ويذهب الي العالم يكون سالكا في الظلمه (1 يوحنا 2: 22، 1: 6، 2 تيموثاوس 4: 10) لأن الخطيه تخرجنا من كوننا اولاد الله فننحرف عن وضعنا الحقيقي كأولاد الله ونخرج من مكاننا ولكن الأبن اذا اخطأ يشعر بغربه ولا يستمر في الخطيه وبالتوبه والأعتراف يعود لبنوته



صفات اولاد ابليس كما جاءت في الرساله

اولاد ابليس (1 يوحنا 3: 10) ليست فيهم محبه الآب (1 يوحنا 2: 15)

اولاد ابليس لهم شهوه الجسد والعيون وتعظم المعيشه (1 يوحنا2: 16) وكل هذا يمضي.

اولاد ابليس حياتهم مملؤه بالبغضه (1 يوحنا 2: 9، 11)

اولاد ابليس ينكرون ان يسوع هو المسيح ويفعلون الخطيه (1 يوحنا 3: Cool

اولاد ابليس يبقون في الموت (1 يوحنا 3: 14)



الكذابين الثلاثه:

في نظر القديس يوحنا الرسول هناك كذابين ثلاثه، هم:

من يقول ان له شركه مع الله ويسلك في الظلمه (1 يوحنا 1: 6)

من قال عرفته ولا يحفظ وصاياه (1 يوحنا 2: 4)

أن قال أحد اني احب الله وابغض اخاه (1 يوحنا 3: 20)



البدعه الثالثه: الحط من قدر السيد المسيح (الأبيونيون)

المقصود بال (ابيونيون) الفقراء من اليهود.. ومنهم كيرنثوس عدو القديس يوحنا

القديس يوحنا يسمي هولاء ب (اضداد المسيح) (1 يوحنا: 2: 18) ويعلن ان السيد المسيح هو " ابن الله " (1 يوحنا 4: 15).



ماذا يدعي به كيرنثوس:

فصل كيرنثوس بين " يسوع الأنسان " و" المسيح القدوس " فقال: ان يسوع كان انسانا عاديا، ولد ميلادا طبيعيا، مثلما يولد سائر البشر, لا فرق بينه وبين احد من البشر، وعاش في حياته مطيعا لله، ثم بعدما اعتمد في الأردن نزل عليه " المسيح " من السماء، في هيئه جسميه مثل حمامه، ومن تلك القوه الفائقه التي لا تضارعها قوه في الوجود، جاء المسيح للبشر بأخبار من عند الآب، الذي كان وما زال غير معروف لهم

و لم يقف كيرنثوس عند هذا الحد، بل راح يقول: انه في الأيام الأخيره من حياه " يسوع " فارقه " المسيح "، وان " المسيح " لم يتعرض لأي الم، لكن الذي تألم هو فقط جسد " يسوع " البشري وهذا الجسد البشري وحده هو الذي مات وقام، بينما بقي المسيح القدوس في وجود روحي بحت، غير قابل للتألم علي الأطلاق، وهذا الفكر نجده في الأسفار الغير قانونيه.



موقف القديس يوحنا من ادعاءات كيرنثوس:

قام القديس يوحنا بالرد علي ادعاءات كيرنثوس ووبخه بعنف ودحضه، وقال عن السيد المسيح " هذا الذي أتي بماء ودم، يسوع المسيح، لا بالماء فقط، بل بالماء والدم " (1 يوحنا 5: 6)، وما يشير اليه القديس يوحنا في الآيه السابقه هو رد علي اتباع كيرنثوس القائلين ان المسيح القدوس اتي " بالماء " وكان هذا في " معموديه يسوع "، لكنهم أنكروا أنه قد اتي بالدم، الذي هو الصليب، لأنهم اصروا علي القول بأن المسيح القدوس، قد ترك جسد " يسوع " البشري قبل الصلب، وانه لهذا لم يتألم علي الأطلاق.



خطوره هذه البدعه:

يمكن اعتبار هذه الهرطقه توقيرا خاطئا، لأن اصحابها يخشون ان ينسبون للسيد المسيح بشريه كامله وحقيقيه، دون ان يدركوا انها عقيده خاطئه.

لم يكن ممكنا للسيد المسيح ان يخلص البشريه دون ان يصير انسانا حقيقيا ’ لأن خلاص البشر في حقيقته ’ يتوقف علي مشابهه " يسوع المسيح " التامه لهم في كل شيء (خلا الخطيه وحدها)



موقف الغنوسي من الماده:

يتجه بعض الغنوسيين الي الصوم الزائد والبتوليه والمعامله الصارمه للجسد والقسوه عليه، ولكن علي العكس من ذلك يقف الآخرين موقف اللامبالاه فيطلقون العنان لميول الجسد وشهواته بلا ضابط، لأنه اذا كان الجسد كله شرا، فأنه لا يهم ما يفعله الأنسان بهذا الجسد الفاسد الشرير، لذلك قال الوحي الألهي علي فم القديس يوحنا " ان قلنا ان لنا شركه معه وسلكنا في الظلمه، نكذب ولسنا نعمل الحق " (1 يوحنا 1: 6) وقال ايضا " من قال قد عرفته وهو لا يحفظ وصاياه فهو كاذب وليس الحق فيه، واما من حفظ كلمته، فحقا في هذا قد تكملت محبه الله، بهذا نعرف اننا فيه " (1 يوحنا 2: 4 6).



هدف الرساله:

ان رب المجد يسوع تجسد وبدمه طهرنا من كل خطيه ونتيجه تجسده اعطانا طبيعه جديده هي طبيعه المحبه.. لا نحب العالم بل نحب الله والأخوه

الرد علي الهراطقه منكري التجسد بالقول " بل اخذ جسدا حقيقيا به اشترك في طبيعتنا واشتركنا في طبيعته التي هي المحبه "

موضوع التجسد قبل ان يكون موضوع للمناقشه والجدل هو حياه نحياها

التجسد هو سبب الطبيعه الجديده التي نحيا بها منتصرين علي الخطيه وهذا هو معني قول القديس بولس الرسول" عظيم هو سر التقوي الله ظهر في الجسد " (تيموثاوس الأولي 3: 16)

قبل السيد المسيح وفدائه لم يكن هناك حل لمشكله الخطيه، فدم الثيران والكباش لا يستطيع أن ينزع الخطيه (عبرانيين 10: 11),اما السيد المسيح فبفدائه اعطانا دما يطهرنا من كل خطيه (1 يوحنا 1: 7)، وما دمنا نحيا في هذا الجسد الضعيف فنحن لابد سنسقط " ان قلنا انه ليس لنا خطيه نضل انفسنا وليس الحق فينا " (1 يوحنا 1: Cool، الا انه في الآيه التاليه يقول " ان اعترفنا بخطايانا فهو امين وعادل حتي يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل اثم "(1 يوحنا 1: 9)، لقد منحنا سر التوبه الذي به نعترف ونتوب عن خطايانا فتغفر لنا.



هل هناك تضاد

يقول القديس يوحنا: " كل من هو مولود من الله لا يفعل خطيئه, لأن زرعه يثبت فيه، ولا يستطيع ان يخطيء لأنه مولود من الله " (1 يوحنا 3: 9). ويقول لنا ايضا " ان قلنا انه ليس لنا خطيه نضل انفسنا وليس الحق فينا " (1 يوحنا 1: Cool، ويقول ايضا " ان قلنا اننا لم نخطيء نجعله كاذبا " (1 يوحنا 1: 10) فهل هناك تضاد في ذلك؟



لا.. علي الأطلاق

لتوضيح ذلك نعود لما ذكرناه عن اولاد الله واولاد ابليس، قلنا عن اولاد الله لا يخطؤن ولكن نظرا لوجودنا في الجسد المادي فنحن نخطيء, ولكن عندما نخطيء، يبكتنا الروح القدس فنشعر بغربه ووحشه وسريعا ما نقدم توبه واعترافا فتغفر الخطايا ونعود لمكانتنا كأولاد لله، ويستمر دخولنا وخروجنا هذا الي ان نحصل علي الجسد الممجد بعد القيامه، وهذا ما اطلق عليه القديس بولس الرسول " التبني فداء الأجساد " (روميه 8: 23).

لقد ولدنا من الله بالمعموديه ولكن ما يزال الجسد فينا عنصر ضعف يعرضنا للخطيه، لذلك نقول ان البنوه التي حصلنا عليها بالمعموديه الآن، بل ان كل ما حصلنا عليه من نتائج للفداء ما هو الا عربون، وفي السماء نحصل علي الكل، فحين نحصل علي الجسد الممجد في السماء لا نعود نخطيء، ولن نستطيع ان نخطيء الي الأبد. اما الآن فنحن معرضين لأن نخطيء, ودم يسوع يطهرنا من كل خطيه.

لذلك فنحن بالتوبه والأعتراف لا نفقد بنوتنا لله، لذلك يقال علي التوبه أنها معموديه ثانيه، اما في السماء فالتبني كامل الذي نصير فيه بلا خطيه، ولا نحتاج الي توبه أو اعتراف، فنحن لن نخطيء ابدا، اذ سنخلص من هذه الطبيعه المعرضه للسقوط.



اذا اردت ان تتحد بالمسيح وتثبت فيه

نحن نتحد بالمسيح بالمعموديه " ام تجهلون اننا كل من اعتمد ليسوع المسيح اعتمدنا لموته، فدفنا معه بالمعموديه للموت، حتي كما اقيم المسيح من الأموات بمجد الآب، هكذا نسلك نحن ايضا في جده الحياه " (روميه 6: 3 5)، ونعرفه من خلال الثبات فيه " " (فيليبي 3: 9، 10).. لأعرفه.. معرفتنا بالمسيح ليست معرفه ظاهريه من الخارج كما نعرف البشر، بل هي معرفه من خلال الثبات فيه، وثبات المسيح فينا كان بأن اعطانا حياته.. " كل من هو مولود من الله لا يفعل خطيئه لأن زرعه يثبت فيه " (1 يوحنا 3: 9).

و علينا ان نسلك في النور وبمحبه وطهاره ونحفظ الوصايا ليستمر هذا الثبات وتستمر هذه المعرفه، ان ثباتنا في المسيح يجعل افكاره متطابقه مع افكاره وتكون اعضاؤنا اعضاؤه.



بايجاز غايه كتابه الرساله

ان نتجنب المضللين " " (1 يوحنا 2: 26)

ان لا نخطيء " يا اولادي اكتب اليكم هذا لكي لا تخطئوا " (1 يوحنا 2: 1)

ان يكون فرحنا كاملا " " (1 يوحنا 1: 4)

ان نعلم ان لنا حياه ابديه ولنا ثقه فيه " (1 يوحنا 5: 13، 14)



الله في الرساله الأولي للقديس يوحنا

القديس يوحنا الحبيب يريد ان يقول لنا في هذه الرساله شيئان هامان:

" الله نور وليس فيه ظلمه البته "(1 يوحنا 1: 5)

" الله محبه " ومن محبته لنا، احبنا قبل ان نحبه نحن وأرسل ابنه كعلاج لخطايانا " ايها الأحباء، لنحب بعضنا بعضا، لأن المحبه هي من الله، وكل من يحب فقد ولد من الله ويعرف الله، ومن لا يحب لم يعرف الله، لأن الله محبه. بهذا اظهرت محبه الله فينا: ان الله قد ارسل ابنه الوحيد الي العالم لكي نحيا به..... ونحن قد عرفنا وصدقنا المحبه التي لله فينا. الله محبه ومن يثبت في المحبه يثبت في الله والله فيه " (1 يوحنا 4: 7 10، 16)

الله اله معلن وباذل لذاته، وهو نور وليس ظلمه، وهو محبه وليس بغضا او كراهيه.



يسوع المسيح في الرساله الأولي للقديس يوحنا

اراد الهراطقه والمعلمين الكذبه مهاجمه الأيمان المسيحي عن طريق الهجوم علي شخص رب المجد يسوع المسيح، وقد قام القديس يوحنا الحبيب بالرد عليهم، ومن بين ما جاء في رساله القديس يوحنا:

يسوع المسيح هو " الذي كان منذ البدء " (1 يوحنا 1، 2، 14) والشخص الذي تكون له شركه مع المسيح، تكون له بالتالي شركه مع الأله الأزلي. وبتعبير آخر " يسوع هو ابن الله " وهذه عقيده أساسيه راسخه عند القديس يوحنا " " (1 يوحنا 4: 15، 5: 5)

يسوع هو المسيح أو المسيا بحسب التعبير المألوف " " (1 يوحنا 2: 22، 5: 1).

عندما نقول ان يسوع هو من البدء وهو ابن الله، فان هذا يعني أننا نحافظ علي ارتباطه بالأزل، وعندما نقول أنه هو المسيح فأننا بهذا نحافظ علي ارتباطه بالتاريخ، حيث ان مجيئه حادثا تاريخيا مرتبط بقصد الله وخطته.

و من كلا القولين فأننا نقول ان دخول رب المجد في التاريخ لم يكن بدايه وجوده، وان التاريخ كله يقود ويؤدي اليه.

يعلن القديس يوحنا عن كمال بشريه السيد المسيح وبأنه كان انسانا حقيقيا وبأن " روح ضد المسيح وحده، هو الذي ينكر ان يسوع المسيح قد جاء في الجسد " (1 يوحنا 4: 2، 3)، ويعلن القديس يوحنا ان السيد المسيح لم يصر بتجسده انسانا فقط لكنه ايضا تألم من اجل البشر، واتي باالماء والدم (1 يوحنا 5: 6).

الذي بلا خطيه جاء ليرفع عنا خطايانا

الذي بلا خطيه جاء ليرفع عنا خطايانا,لقد جاء السيد المسيح وتجسد وتألم ومات وقام وصعد، كل ذلك كان لأجل فداء الخطاه،وقد يدعي الأنسان في كبرياء انه بلا خطيه(1يوحنا 1: 8 10).



العالم في الرساله الأولي للقديس يوحنا

المسيحي يحيا في عالم معاد، عالم بلا اله، عالم لا يعرف المسيح " انظروا ايه محبه اعطانا الآب حتي ندعي اولاد الله! من اجل هذا لا يعرفنا العالم " (ايوحنا 3: 1) وبالتالي لا يعرف ابناء المسيح، لقد ابغض العالم المسيح وبالتالي فأنه يبغض اولاده " " (1 يوحنا 3: 13).

المعلمون الكذبه هم من العالم وليسوا من الله، انهم يتحدثون بلغه العالم التي تجد قبولا واذانا صاغيه "هم من العالم,من اجل ذلك يتكلمون من العالم والعالم يسمع لهم " (1 يوحنا 4: 4، 5)

العالم كله موضوع في الشرير " نعلم اننا نحن من الله والعالم كله قد وضع في الشرير " (1 يوحنا 5: 19) لذلك يجب علي المسيحي ان يغلب العالم بالتسلح بالأيمان في معركته معه.

من الحماقه والغباء أن يعطي الأنسان قلبه لهذا العالم الذي يعاد اولاد الله، انه عالم محكوم عليه وفي طريقه للأنحلال. " العالم يمضي وكل شهوته " (1 يوحنا 2: 17).



ليس معني هذا ان ييأس المسيحي او يخاف لأن العصر الجديد قد جاء و" الظلمه قد مضت والنور الحقيقي الآن يضيء " (1 يوحنا 2: Cool، ورغم ان مجيء العصر الجديد لم يعلن في ملء كماله، الا انه سيعلن بكل تأكيد. والمسيحي يملك ما يمكنه من الأنتصار علي هذا العالم.



بر المسيحي في الرساله الأولي للقديس يوحنا:

الله بار، وكل من يعرف الله عليه ان يعكس في حياته بر الله (1 يوحنا 2: 9)، كل من يثبت في المسيح وكل من ولد من الله لا يخطيء(1 يوحنا 3: 3 10).

وقاعده هذا التصور لبر المسيحي هي ان يعبر عن ذاته في محبته للأخوه، فنحن نظهر حبنا لله وللناس بحفظنا لوصايه (1 يوحنا 5: 2) وكل من ولد من الله لا يخطيء (1 يوحنا 5: Cool





الأصحاح الأول

ايه 1: الذي كان من البدء الذي سمعناه، الذي رأيناه بعيوننا ’ الذي شاهدناه، ولمسته ايدينا، من جهه كلمه الحياه.

الذي كان من البدء = أي الأزل، الكائن قبل كل الموجودات

الذي سمعناه = أي تجسد الله الأزلي، غير الزمني صار زمنيا، وبعد ان كان غير منظورا صار منظورا وتلامسنا معه

انها نفس بدايه انجيل يوحنا " والكلمه صار جسدا " (يوحنا 1: 1).



سمعناه.. رأيناه.. شاهدناه.. لمسته ايدينا.. انها معرفه اختباريه معاشه، عاشها القديس يوحنا مع المسيح ثلاث سنين ونصف، انها معرفه متدرجه، السمع هو اول الدرجات التي ذكرها يوحنا، ثم تحدث عن الرؤيا، والرؤيا أقوي من السمع



ثم تحدث عن المشاهده وهي اقوي من الرؤيه، فالمشاهده هي نظره تأمليه أي قضاء وقت في التأمل، اما الرؤيه فهي نظره سريعه، اما التلامس فهو اقوي كثيرا من المشاهده.



يعلن القديس يوحنا انه قد سمع المسيح.. وقديما قال " صدقيا " ل " ارميا ": " هل توجد كلمه من قبل الرب " (ارميا 37: 17).. ان الناس لا يجدون لذه في افكارنا او آرائنا الشخصيه، لكنهم يجدونها في كلمه الله.



قيل عن احد كبار الوعاظ انه كان يصغي اولا الي الله، ثم بعد ذلك يكلم الناس، وقيل عن آخر انه في اثناء وعظه كان يتوقف عن الوعظ ويصمت اكثر من مره وكأنه كان يصغي الي صوت ما، فالمعلم الحقيقي هو شخص يحمل رساله من يسوع المسيح لأنه قد سمع صوته.



الذي رأيناه: = ان الفعل اليوناني الذي يفيد معني النظر هو " هوران " وهو يفيد مجرد الرؤيه بالنظر الطبيعي والعين الطبيعيه، بينما الفعل اليوناني الذي يعني التأمل يشير الي اطاله النظر الي شخص او شيء ما حتي يتم استخلاص شيء، مما يعنيه هذا الشخص او الشيء او الصفات المميزه له، عن طريق التأمل.. والأنسان لا يصبح مسيحيا عن طريق نظره خاطفه يلقيها علي المسيح، لكنه يثبت نظره في شخصه المبارك وملء قلبه حب عظيم.



لمسته ايدينا: اعلان من يوحنا عن حقيقه تجسد السيد المسيح، وهو بذلك يرد علي الهراطقه الذين ادعوا ان جسد السيد المسيح كان خياليا (هرطقه الدوسيتيين)



انه كلمه الله الحي الذي كان مع الآب والروح القدس منذ الأزل.. الحياه لأنه ينبوع الحياه لكل البشر.. حين سمع يوحنا السيد المسيح وتلامس معه أدرك انه جاء ليعطي حياه للبشر، ونحن ندرك هذا الآن بالروح القدس، لقد تجسد المسيح لندرك هذه الحقيقه وتكون لنا هذه الحياه.



لقد اعلن القديس يوحنا انه لمس المسيح فعلا، فهل نسينا كيف ظهر السيد المسيح لتلاميذه بعد القيامه وقال لهم " انظروا يدي ورجلي اني انا هو، جسوني وانظروا، فان الروح ليس له لحم وعظام كما ترون لي " (لوقا 24: 39).



ان الوحي الألهي علي فم القديس يوحنا يرد علي اولئك الذين يدعون (الدوكيتيين او الدوسيتيين) الذين نادوا بأن بأن المسيح لم يكن له في أي وقت من الأوقات جسد بشري من لحم ودم، ولكنه كان مجرد شبح يظهر ويترأي في هيئه انسان



من جهه كلمه الحياه: = ان قوله " من جهه " يعني أن ما اقوله عن الذي كان من البدء الذي سمعناه.. هذا اقوله عن المسيح كلمه الحياه



المسيح هو الكلمه.. هو الحي.. هو كلمه الله الحي، بل هو الحياه.. هو الذي يعطي حياه للخليقه.. هو الذي يجدد الخليقه التي فسدت وماتت فجاء ليعطيها حياه " لي الحياه هي المسيح " (فيليبي 1: 21).. جاء لتكون لنا حياه روحيه وابديه.



سؤال: هل هذه الخبره (سمعناه.. رأيناه.. شاهدناه.. لمسته ايدينا) قاصره علي يوحنا تلميذ المسيح الذي عايشه ثلاث سنوات ونصف،



الأجابه: لا.. ان الروح القدس يعطينا نفس الشيء دون ان نري المسيح بالجسد.. (يوحنا 16: 13 16)، وهذا نحصل عليه بالأيمان

الروح القدس يعطينا ان نتلامس مع حقيقه محبته وغفرانه، يعطينا ان نتلامس مع صفاته، نستمتع به ونشتاق اليه، ونشعر بمجده، كما لو كنا رأيناه، بل افضل، فطوبي لمن آمن ولم يري،

هناك من رأوا السيد المسيح بالجسد ولم يدركوه فصلبوه، اما الروح القدس فيعطينا أن نعرفه ونعرف حقيقته، وفي معرفته حياه (يوحنا 17: 3).



ايه 2: فان الحياه اظهرت، وقد رأينا ونشهد ونخبركم بالحياه الأبديه التي كانت عند الأب واظهرت لنا.



الحياه اظهرت: المسيح الحياه ظهر في الجسد ورأيناه ونشهد لكم.الم يقل عن نفسه " انا هو انا هو القيامه والحياه " (يوحنا 11: 25) لقد تجسد المسيح لنتمتع بالحياه التي اظهرها، الحياه التي تجلت بشرا لنستطيع ان نراه وندركه انه حياه لنفوسنا ومخلصا لنا من موتنا الروحي،



لقد اماتت الخطيه النفس البشريه اذ حجبتها عن الله مصدر حياتها، فجاء الأبن متجسدا واهبا الحياه الأبديه لأنه هو حي الي الأبد، بعد ان جعلنا من لحمه ومن عظامه (أفسس 5: 30).



الحياه اظهرت = أي اعلنت بمنهي الوضوح



و نخبركم بالحياه الأبديه: = هي ابديه لأن الحياه التي حصلنا عليها هي المسيح الذي لا يموت.



الحياه الأبديه لا تبدأ هناك في السماء بعد القيامه، بل تبدأ هنا علي الأرض، بالعشره مع المسيح الآن، نتذوق فيها عربون الحياه التي من فوق، نتذوق ما فيها من فرح وسلام. اما الحياه قبل المسيح فأفضل تعبير عنها ما قاله القديس بولس الرسول " كنت عائشا قبلا " (روميه 7: 9).. لقد قال هذا عن الحياه بدون الناموس، وهي بلا شك تنطبق علي الحياه بدون المسيح، وهي كما يقولون " أهي عيشه والسلام " فبدون المسيح لا فرح حقيقي ولا سلام حقيقي، هذه الحياه كانت عند الآب، والله اعطانا حياته الأبديه لأن الله هو الحياه الأبديه، والمسيح استعلن لنا هذه الحياه الأبديه في جسد قيامته ’



الحياه بدون المسيح يصيبها الملل، لذلك يخترع البشر خطايا، وحتي الخطايا بعد وقت تفقد بريقها وتصبح ممله، اما الحياه مع المسيح فلها طعم آخر، بل حتي الالام مع المسيح لها طعم آخر ’ فالشركه مع المسيح لها لذتها سواء في افراح او في الام، وبينما اولاد الله في فرح مع المسيح حتي في الامهم فأن اولاد العالم في ضيق وملل حتي وسط ملذاتهم. لقد كنا غير مستحقين للمجد الأرضي، فصار لنا المجد السماوي.



و قد رأينا ونشهد ونخبركم = يوحنا رأي المسيح وعايشه بالجسد ورأه متجليا علي الجبل ومعه موسي وايليا، ورأي المسيح قائما من الأموات وسمع من المسيح ان من يؤمن به ستكون له حياه ابديه، فهوجعلنا اعضاء جسده القائم من الأموات، فمن يثبت في المسيح سيقوم معه ويكون له مجد السماء، ومارأه يوحنا وشاهده يخبر الكل به لنطلب هذه الحياه الأبديه التي تبدأ بالفرح الكامل هنا وبالمجد الحقيقي في السماء.



قال احد الخدام لأحد الوعاظ المباركين بعد ان القي عظته (لقد وعظتنا اليوم، وكأنك قادم للتو من الحضره الألهيه) وقال آخر (ربما يكون قد فعل ذلك بالفعل).. ان كنا لا نستطيع ان نري المسيح بالعيان كمت فعل يوحنا الا اننا نستطيع ان نراه بالأيمان.



لم تكن رؤيه يوحنا للسيد المسيح مجرد رؤيه خاطفه، بل انه ثبت نظره في المسيح، فما هو الفرق بين المعنيين،



ايه 3: الذي رأيناه وسمعناه نخبركم به ’ لكي يكون لكم ايضا شركه معنا. اما شركتنا نحن فهي مع الآب ومع ابنه يسوع المسيح.



الذي رأيناه وسمعناه: = أي السيد المسيح وما أتي به من حياه لنا نخبركم به، فكل من اختبر حياه المسيح الأبديه يود لو اخبر بها كل انسان حتي يختبر هذه الحياه الأبديه ويعيشها،فتتحول الحياه المعاشه الي كرازه وشهاده



لكي يكون لكم ايضا شركه معنا =المقصود بالشركه الفه.. صداقه.. موده.. محبه.. شركه في هدف واحد وعلي ان يكون بمحبه.. فتكون الكنيسه عباره عن مجموعه من البشر تمتلك شيئا واحدا، انهم اعضاء جسد المسيح الواحد.



اما شركتنا نحن فهي مع الآب ومع ابنه يسوع المسيح.= القديس يوحنا يوجه الدعوه للآخرين لكي يكون لهم شركه معه (مع يوحنا) ومع الكنيسه، ثم يعلن لهم ان يوحنا والكنيسه فشركتهم مع الآب والأبن، أي انه يدعوهم لهذه الشركه مع الآب والأبن ومع الكنيسه ايضا، ان كل من آمن واعتمدة صار في الأبن وبالتالي صار في الآب وبالتالي صار ابنا للآب، أي اننا نصبح في شركه اتحاد مع الأبن وفي شركه بنوه للآب.



اننا في الأبن.. والأبن في الآب وبهذا نصير في الآب كما في الأبن (يهوذا 1)



انها رساله لكي يكون لنا شركه مع الآب والأبن.. نشترك في رؤيه المسيح وسماع صوته،



طالما نحن في هذه الشركه فيمكننا ان نتمتع بثمارها وهو الفرح الكامل وذلك من خلال الكنيسه.. فعن طريق الكنيسه نولد من الماء والروح، ونعترف ونتناول من الأسرار المقدسه.



اذا اراد الناس ان تكون لهم شركه مع بعضهم البعض ومع الله، واذا ارادوا ان يجدوا الفرح الحقيقي فانهم لن يجدوا شيئا من هذا الا في يسوع المسيح.



ملحوظه: يذكر القديس يوحنا " شركه معنا " قبل قوله " شركه الآب والأبن " أي انه لن يكون لنا شركه مع الآب وابنه ان لم يكن لنا شركه بعضنا مع بعض في محبه



سؤال: من المهم ان ندرك ان لنا شركه مع الروح القدس " " (كورنثوس الثانيه 13: 14) ولكن لم يذكرها القديس يوحنا هنا، فلماذا؟



التعليق: أي شركه لها طرفين، الأنسان والله، والروح القدس هو الذي يحقق الشركه بيننا وبين الله، والروح القدس فينا هو يثبتنا في المسيح وينقلنا الي حضن الآب.



التركيز هنا علي البدع والهرطقات التي تنكر لاهوت المسيح او ناسوته، فهو يتكلم عن المسيح ولا يتكلم عن الروح القدس, فالهرطقات التي شككت في الروح القدس جاءت بعد هذا بمئات السنين.



ان القديس يوحنا يرغب في ان يكون للناس شركه بعضهم مع بعض ومع الله وكل واعظ ومعلم يود علي الدوام ان يجعل الناس اكثر التصاقا ببعضهم البعض واكثر قربا الي الله وكل رساله تدعو الي الأنشقاق ليست سوي رساله زائفه، ويمكن ان نوجز الرساله المسيحيه في هدفين لا حدود لعظمتهما وهما محبه الناس ومحبه الله.



ايه 4: ونكتب اليكم هذا لكي يكون فرحكم كاملا.



القديس يوحنا يرغب في ان يمتع شعبه بالفرح، فهو يكتب اليهم ليكون فرحهم كاملا، والفرح هو جوهر المسيحي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تَفْسِير رِسَالَةُ يُوحَنَّا الرَّسُولِ الأُولَى
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مـــــــــــــنتدى رومــــــكم على البالتـــواك7ewar jaree2 fee aladyan :: ( الفئة الثانيه الوعظات الروحيهه ) :: منتدى ابونا القمص مرقس عزيز-
انتقل الى: