رد فعل داود النبي أبو ثامار
ماذا عن رد فعل داود النبي أبو ثامار , وأبشالوم بن داود شقيق ثامار كما جاء بسفر صموئيل الثاني (13: 21-22) تقول المواقع المنحرفه ما نصه:
“سمع داود الملك بكل ما جرى , فغضب جدا ولكنه لم يشأ أذية أمنون لأنه كان يحبه , أما أبشالوم فلم يكلم أمنون بشر ولا بخير , لأنه أبغضه لاغتصابه أخته “.(النص مشوها كما جاء في بعض المواقع الإسلامية حيث لم يذكر باقي احداث القصه ومنها حادثة ارتكاب أبشالوم ابن داود لخطيئة الثأر لعار اخته من اخيه المغتصب الزانى حيث قام ابشالوم بقتل اخيه غيلة
“ فاوصى أبشالوم غلُمانه قائلا: إنظروا متى طاب قلب أمنون بالخمر وقلت لكم إضربوا امنون فإقتلوه لا تخافوا أليس انى انا امرتكم؟؟ فتشددوا وكونوا ذوى بأس. ففعل غٌلٌمان ابشالوم بامنون كما أمر أبشالوم ” (صموئيل الثانى 13: 28-29)
لا يوجد امر من الرب الاله بأرتكاب جريمة الثار
طبعا ايضا لا يوجد امر من الرب الاله لابشالوم بأرتكاب جريمة الثار تلك فقد فعل هذه الجريمة من تلقاء ذاته كعادة كل خاطئ يروى لنا الوحى المقدس قصة خطيئته
لماذا لم يعاقب داود ابنه أمنون طبقا لشريعة موسى؟
سؤال: أما لماذا لم يعاقب داود ابنه أمنون طبقا لشريعة موسى؟
التعليق: لأن شريعة موسى تأمر للزاني والزانية ” على فم شاهدين او ثلاثة شهود يقتل الذي يقتل.لا يقتل على فم شاهد واحد. ايدي الشهود تكون عليه اولا لقتله ثم ايدي جميع الشعب اخيرا فتنزع الشر من وسطك ” (تثنية 17: 6-7)
وفي هذه الحادثة لم يكن هناك شهود على هذا الزنا الصريح بل حدث سرا في غرفة أمنون
“فأخذت تامار الكعك وجاءت به إلى أمنون أخيها في غرفته“..
وما فعله أبشالوم بالانتقام لم يكن تطبيقا لشريعة بل ثأرا وانتقاما من أخيه .. وهو قبيح في عيني الرب
أبشالوم يدخل على جواري أبيه
استكمالا للحادثة يعترض بعض الأخوه المسلمون على ما جاء بسفر صموئيل الثاني (16: 21-22) كما يلي: ” فقال له أخيتوفل: أدخل على جواري أبيك اللواتي تركهن للعناية بالقصر , فيسمع بنو إسرائيل جميعهم أنك صرت مكروها من أبيك , فتقوى عزيمة جميع الذين معك , فنصبت لأبشالوم خيمة على السطح ودخل على جواري أبيه , على مشهد من بني إسرائيل , وكانت نصيحة أخيتوفل في تلك الأيام كما لو كانت من عند الله , هكذا كانت لأبشالوم كما كانت لداود "
من هو اخيتوفل؟
و نحن نقول: هل اخيتوفل هو اله؟
هل اخيتوفل هو اله اسرائيل؟
هل نصيحة أخيتوفل صارت أمرا إلهيا؟
اخيتوفيل هو قائد عسكرى متمرد فى دولة اسرائيل ساعد ولى عهد اسرائيل “أبشالوم ” لاقامة حكم انقلابى على نظام حكم والده الملك ” داود” ملك مملكة اسرائيل الشرعى.
و لما كان اخيتوفل لا ينظر الا للناحية العسكرية فى تلك الحرب الاهليى بين القوات المتمردة على الملك الشرعى بقيادة اخيتوفل والقوات الشرعية لملك اسرائيل الملك ” داود”
فقد نصح هذا القائد العسكرى ولى عهد المملكة المتمرد بان يخالف امر اله اسرائيل ويرتكب فاحشة رهيبة ضد ملك اسرائيل تجعل الجميع فى اسرائيل يتاكد بما لن يدع مجالا للشك بانه لا امكانية للصلح ابدا ما بين الابن المتمرد وابيه الملك الشرعى , ورأى اخيتوفل ان هذا فقط هو الذى سيشجع شباب مملكة اسرائيل على الانضمام للجيش المتمرد ضد الجيش الشرعى فما يخيف الشباب من الانضمام لجيش ولى العهد المتمرد هو انهم يقولون ان ولى العهد هو ابن المك وسيصطلحان حتما فى يوم من الايام وساعتها لن يعلق الأب ابنه على المشنقة بل سيعلق فقط جنود ابنه على المشنقة فالاب سيسامح ابنه فى النهاية وحب الاب سيتغلب فى النهاية على نيران الحقد
اما اذا ارتكب الابن المتمرد مثل تلك الفاحشة فسيعرف الجميع ان ما بين الابن وابيه لا صلح فيه , فسيعرفون ان التمرد قد دخل منعطف الجدية اخيرا وقد عبر خط الرجعة
تفكير شيطاني من أخيتوفل لأبشالوم
تفكير شيطاني من أخيتوفل لأبشالوم .. لم يأمر يهوه الإله القدوس أبشالوم أن ينكح نساء أبيه
فقد سبق ان حذر الرب الملك داود مرارا وتكرارا بانه اذا استمر فى خطاياه واذا استمر فى الخروج عن وصايا الهه واذا استمر فى اغواء الشر الذى بدا يسقط فيه فان الرب سيدعه فريسة لاقرب المقربين له فسيترك الرب احد اهل بيت الملك يفعل بالملك الفواحش ويعفر هيبته وهيبة ملكه
” لماذا احتقرت كلام الرب لتعمل الشر فى عينيه؟؟ , قد قتلت أوريا الحثى بالسيف!! واخذت إمرأته لك إمرأة!! وإياه قتلت بسيف بنى عمون!
والآن: لا يفارق السيف بيتك إلى الابد لأنك إحتقرتنى واخذت إمرأة أوريا الحثى لتكون لك إمراة هكذا قال الرب: هأنذا اُقيم عليك الشر من بيتك!! وآخذ نساءك أمام عينيك واُعطيهن لقريبك فيضطجع مع نسائك فى عين هذه الشمس!! لانك أنت فعلت بالسر وانا أفعل الأمر قدام جميع إسرائيل وقدام الشمس ” (صموئيل الثانى 12: 9-13)
يعاقب الشرير بافعال شرير آخر
وهذا هو ما سمح به إله اسرائيل القدوس .. أن يعاقب الشرير بافعال شرير آخر .. وأن يجعل الشر عقابا للشر، هو لم يأمر بالشر .. ولكنه سمح بحدوثه كما يقول القدوس بولس الرسول” وكما لم يستحسنوا ان يبقوا الله في معرفتهم اسلمهم الله الى ذهن مرفوض ليفعلوا ما لا يليق.” (رومية 1: 28)
فهو اسلمهم إلى ذهنهم الخاطئ ولم يردعهم للتوبة بل تركهم في الشر ... ليكون الشر بكامل إرادته عقابا للشر.
كيف يأمر الله نبيه هوشع أن يتخذ زوجة زانية
ربما يدهش البعض كيف يأمر الله نبيه هوشع أن يرتبط بإمرأة زانية كزوجة له وينجب منها أولاد زنى، إذ يقول له: "إذهب خذ لنفسك إمرأة زنى وأولاد زنى، لأن الأرض قد زنت زناً تاركة الرب" (هوشع 1: 2).
فتعبير "إمرأة زنى" (هوشع 2: 1)، فى الانجيلزية تترجم harlot وليس adultress، أى أنها لا تعنى مجرد إمرأة زانية بطريقة جسدية حسب المفهوم العام وإنما تعنى إنسانة مكرسة حياتها للبعل، فتحسب زانية من أجل إرتباطها بالبعل، خاصة وان عبادة البعل إرتبطت بارتكاب الزنا، فقد وجدت ناذرات يكرسن حياتهن للبغى لحساب البعل، ولعل جومر بنت دبلايم كانت من فئة هؤلاء النازرات.
فى الواقع أن العبادة الوثنية فى ذاتها كانت تدعى زنا harlotry، حتى ان مجرد الإرتباط بالعابدين للبعل يكفى أن يعطى للإنسان هذا اللقب حتى وإن لم يمارس الزنى. فقد إرتبطت غالبية الإسرائيليات فى ذلك الحين إن لم يكن كلهن بعبادة الوثن، حتى صار يصعب وربما يستحيل آن يجد النبى إمرأة له إلا من عابدات البعل، لكن ليس جميعهن كن يمارسن الزنى جسدياً.
وبالرجوع الى الآية كاملة يتضح التفسير " قال الرب لهوشع أذهب خذ لنفسك إمرأة زنا وأولاد زنا لان الارض قد زنت زنا تاركة الرب".
يتضح من الآية بصورة واضحة أن الزنا هنا بمعنى ترك الله والذهاب الى عبادات أخرى.
وبالرجوع الى معنى كلمة "جومر" وأولادها يتضح المغزى العميق لطلب الله من هوشع.. فكلمة "جومر" فى العبرية تعنى نهاية الكمال خاصة كمال الفشل، أما "دبلايم" فتعنى كعكة مزدوجة من التين المضغوط أو أقراص الزبيب. وكان هذا النوع من الكعك يستخدم فى الإحتفالات الخاصة بعبادة البعل، إذ قيل عن بنى اسرائيل أنهم: "ملتفتون إلى الآلهة الغريبة ومحبون لاقراص الزبيب " (هوشع 3: 1).
وكأن أكل الكعك المحشو بأقراص الزبيب أو التين قد ارتبط إرتباطا وثيقا بعبادة الآلهة الغريبة. هكذا زواج هوشع النبى بجومر إبنة دبلايم إنما يشير إلى الإرتباط بشعب إسرائيل الذى بلغ كمال الفشل (جومر) المولود عن العبادة الوثنية ورجاساتها (دبلايم)، أو كأن إسرائيل وقد صارت جومر إنما هى إبنة دبلايم، أى إبنة الحفلات الرجسة التى إنتشرت فى كل البلاد. وصارت أشبه بكعكة مقدمة للبعل، طعاماً رجساً ومائدة نجسة للشيطان وأتباعه!
كما بقيت جومر فى شرها تلد أبناء زنا بالرغم من زواجها من رجل طاهر ونبى مبارك هكذا بقى اسرائيل فى زناه الروحى بالرغم من إعلانات الله له عن إتحاده معه. لم يتنجس هوشع بسبب جومر بل صارت جومر فى دينونة أقسى من أجل زواجها بالنبى ما لم تكن قد ندمت ورجعت بالطهارة إلى رجلها، وهكذا إن لم يرجع إسرائيل بالإيمان إلى الله تكون عقوبته أشد وأمّر!
خطيئه داود النبي
يعترض بعض الأخوه المسلمون على ما جاء بسفر (صموئيل الثاني2: 11-27)
" وَكَانَ فِي وَقْتِ الْمَسَاءِ أَنَّ دَاوُدَ قَامَ عَنْ سَرِيرِهِ وَتَمَشَّى عَلَى سَطْحِ بَيْتِ الْمَلِكِ، فَرَأَى مِنْ عَلَى السَّطْحِ امْرَأَةً تَسْتَحِمُّ. وَكَانَتِ الْمَرْأَةُ جَمِيلَةَ الْمَنْظَرِ جِدّاً. فَأَرْسَلَ دَاوُدُ وَسَأَلَ عَنِ الْمَرْأَةِ، فَقَالَ وَاحِدٌ: «أَلَيْسَتْ هَذِهِ بَثْشَبَعَ بِنْتَ أَلِيعَامَ امْرَأَةَ أُورِيَّا الْحِثِّيِّ؟» فَأَرْسَلَ دَاوُدُ رُسُلاً وَأَخَذَهَا، فَدَخَلَتْ إِلَيْهِ فَاضْطَجَعَ مَعَهَا وَهِيَ مُطَهَّرَةٌ مِنْ طَمْثِهَا. ثُمَّ رَجَعَتْ إِلَى بَيْتِهَا. وَحَبِلَتِ الْمَرْأَةُ، فَأَرْسَلَتْ وَأَخْبَرَتْ دَاوُدَ وَقَالَتْ: «إِنِّي حُبْلَى». فَأَرْسَلَ دَاوُدُ إِلَى يُوآبَ يَقُولُ: «أَرْسِلْ إِلَيَّ أُورِيَّا الْحِثِّيَّ». فَأَرْسَلَ يُوآبُ أُورِيَّا إِلَى دَاوُدَ. فَأَتَى أُورِيَّا إِلَيْهِ، فَسَأَلَ دَاوُدُ عَنْ سَلاَمَةِ يُوآبَ وَسَلاَمَةِ الشَّعْبِ وَنَجَاحِ الْحَرْبِ. وَقَالَ دَاوُدُ لِأُورِيَّا: «انْزِلْ إِلَى بَيْتِكَ وَاغْسِلْ رِجْلَيْكَ». فَخَرَجَ أُورِيَّا مِنْ بَيْتِ الْمَلِكِ، وَخَرَجَتْ وَرَاءَهُ حِصَّةٌ مِنْ عِنْدِ الْمَلِكِ. وَنَامَ أُورِيَّا عَلَى بَابِ بَيْتِ الْمَلِكِ مَعَ جَمِيعِ عَبِيدِ سَيِّدِهِ وَلَمْ يَنْزِلْ إِلَى بَيْتِهِ. فَقَالُوا لِدَاوُدَ: «لَمْ يَنْزِلْ أُورِيَّا إِلَى بَيْتِهِ». فَقَالَ دَاوُدُ لِأُورِيَّا: «أَمَا جِئْتَ مِنَ السَّفَرِ؟ فَلِمَاذَا لَمْ تَنْزِلْ إِلَى بَيْتِكَ؟» فَقَالَ أُورِيَّا لِدَاوُدَ: «إِنَّ التَّابُوتَ وَإِسْرَائِيلَ وَيَهُوذَا سَاكِنُونَ فِي الْخِيَامِ، وَسَيِّدِي يُوآبُ وَعَبِيدُ سَيِّدِي نَازِلُونَ عَلَى وَجْهِ الصَّحْرَاءِ، وَأَنَا آتِي إِلَى بَيْتِي لِآكُلَ وَأَشْرَبَ وَأَضْطَجِعَ مَعَ امْرَأَتِي! وَحَيَاتِكَ وَحَيَاةِ نَفْسِكَ لاَ أَفْعَلُ هَذَا الأَمْرَ». فَقَالَ دَاوُدُ لِأُورِيَّا: «أَقِمْ هُنَا الْيَوْمَ أَيْضاً، وَغَداً أُطْلِقُكَ». فَأَقَامَ أُورِيَّا فِي أُورُشَلِيمَ ذَلِكَ الْيَوْمَ وَغَدَهُ. وَدَعَاهُ دَاوُدُ فَأَكَلَ أَمَامَهُ وَشَرِبَ وَأَسْكَرَهُ. وَخَرَجَ عِنْدَ الْمَسَاءِ لِيَضْطَجِعَ فِي مَضْجَعِهِ مَعَ عَبِيدِ سَيِّدِهِ، وَإِلَى بَيْتِهِ لَمْ يَنْزِلْ. وَفِي الصَّبَاحِ كَتَبَ دَاوُدُ مَكْتُوباً إِلَى يُوآبَ وَأَرْسَلَهُ بِيَدِ أُورِيَّا. وَكَتَبَ فِي الْمَكْتُوبِ يَقُولُ: «اجْعَلُوا أُورِيَّا فِي وَجْهِ الْحَرْبِ الشَّدِيدَةِ، وَارْجِعُوا مِنْ وَرَائِهِ فَيُضْرَبَ وَيَمُوتَ». وَكَانَ فِي مُحَاصَرَةِ يُوآبَ الْمَدِينَةَ أَنَّهُ جَعَلَ أُورِيَّا فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي عَلِمَ أَنَّ رِجَالَ الْبَأْسِ فِيهِ. فَخَرَجَ رِجَالُ الْمَدِينَةِ وَحَارَبُوا يُوآبَ، فَسَقَطَ بَعْضُ الشَّعْبِ مِنْ عَبِيدِ دَاوُدَ، وَمَاتَ أُورِيَّا الْحِثِّيُّ أَيْضاً. فَأَرْسَلَ يُوآبُ وَأَخْبَرَ دَاوُدَ بِجَمِيعِ أُمُورِ الْحَرْبِ. وَأَوْصَى الرَّسُولَ: «عِنْدَمَا تَفْرَغُ مِنَ الْكَلاَمِ مَعَ الْمَلِكِ عَنْ جَمِيعِ أُمُورِ الْحَرْبِ، فَإِنِ اشْتَعَلَ غَضَبُ الْمَلِكِ، وَقَالَ لَكَ: لِمَاذَا دَنَوْتُمْ مِنَ الْمَدِينَةِ لِلْقِتَالِ؟ أَمَا عَلِمْتُمْ أَنَّهُمْ يَرْمُونَ مِنْ عَلَى السُّورِ؟ مَنْ قَتَلَ أَبِيمَالِكَ بْنَ يَرُبُّوشَثَ؟ أَلَمْ تَرْمِهِ امْرَأَةٌ بِقِطْعَةِ رَحًى مِنْ عَلَى السُّورِ فَمَاتَ فِي تَابَاصَ؟ لِمَاذَا دَنَوْتُمْ مِنَ السُّورِ؟ فَقُلْ: قَدْ مَاتَ عَبْدُكَ أُورِيَّا الْحِثِّيُّ أَيْضاً». فَذَهَبَ الرَّسُولُ وَدَخَلَ وَأَخْبَرَ دَاوُدَ بِكُلِّ مَا أَرْسَلَهُ فِيهِ يُوآبُ. وَقَالَ الرَّسُولُ لِدَاوُدَ: «قَدْ تَجَبَّرَ عَلَيْنَا الْقَوْمُ وَخَرَجُوا إِلَيْنَا إِلَى الْحَقْلِ فَكُنَّا عَلَيْهِمْ إِلَى مَدْخَلِ الْبَابِ. فَرَمَى الرُّمَاةُ عَبِيدَكَ مِنْ عَلَى السُّورِ، فَمَاتَ الْبَعْضُ مِنْ عَبِيدِ الْمَلِكِ، وَمَاتَ عَبْدُكَ أُورِيَّا الْحِثِّيُّ أَيْضاً». فَقَالَ دَاوُدُ لِلرَّسُولِ: « هَكَذَا تَقُولُ لِيُوآبَ: لاَ يَسُؤْ فِي عَيْنَيْكَ هَذَا الأَمْرُ، لأَنَّ السَّيْفَ يَأْكُلُ هَذَا وَذَاكَ. شَدِّدْ قِتَالَكَ عَلَى الْمَدِينَةِ وَأَخْرِبْهَا. وَشَدِّدْهُ». فَلَمَّا سَمِعَتِ امْرَأَةُ أُورِيَّا أَنَّهُ قَدْ مَاتَ أُورِيَّا رَجُلُهَا نَدَبَتْ بَعْلَهَا. وَلَمَّا مَضَتِ الْمَنَاحَةُ أَرْسَلَ دَاوُدُ وَضَمَّهَا إِلَى بَيْتِهِ، وَصَارَتْ لَهُ امْرَأَةً وَوَلَدَتْ لَهُ ابْناً. "
نحن لا نكسر الأخلاق والشرائع الإلهية من أجل الأنبياء
فأمام قداسة يهوه لا تقف عصمة الإنبياء.. قانون الكتاب المقدس هو أن الإله قدوس وبار..” ليس قدوس مثل الرب.لانه ليس غيرك.وليس صخرة مثل الهنا.” (1 صم 2: 2).. وهو لا يحابي الأنبياء .. فيصف الزاني بزناه، والعاهرة باثمها.. “الذي لا يحابي بوجوه الرؤساء ولا يعتبر موسعا دون فقير.لانهم جميعهم عمل يديه”. (يعقوب 34: 19)
وأن الجميع بما فيهم الأنبياء زاغوا وفسدوا “الكل قد زاغوا معا فسدوا.ليس من يعمل صلاحا ليس ولا واحد” (مز 14: 3) “الجميع زاغوا وفسدوا معا.ليس من يعمل صلاحا ليس ولا واحد.” (رومية 3: 12)
وعندما يوصف الزاني بأنه زان .. فلا حرج.. وعندما يوصف العاهر بالعهر .. فلا جناح.. وعندما يخون شعب الرب إلهه .. ويزن وراء آلهة أخرى .. فوصفه بالعهر الديني لا حرج فيه.. فوصف الخطيئة بالقبح منطقي ومقبول
و العهد القديم يقدم لنا حقيقه العالم بما فيه من فساد وانحلال وخطيئة، والتي لم يسلم منها حتى الأنبياء , وعندما نعرض خطايا البشر أمام قداسة الإله نعلم مدى الحاجة للخلاص
نظر المرأة واشتهاها وأخذها وزنى بها
هنا يورد لنا الوحي المقدس خطية داود النبي؛ وكيف أنه نظر المرأة واشتهاها وأخذها وزنى بها؛ وحينما علم أنها حُبلى حاول أن يغطى على ما فعل بأن أرسل زوجها إليها؛ ولكن أوريا كان رجلاً مثالياً صالحاً؛ ولم يرضى أن ينام مع زوجته؛ والجيوش في الحرب؛ وبالتالي قام داود بوضعه في مقدمة الجيش حتى يُقتل..
خطية وقع فيها داود من نفسه وليست وصية من الرب
وهنا نرى أن داود النبي أرتكب خطية مركبة؛ حيث أنه اشتهى المرأة وزنى بها؛ وقتل زوجها.. ويورد الوحي المقدس هذا الفعل الذي قام به داود على أساس أنها خطية ضعف وقع فيها داود من نفسه؛ وليس على أسأس أنها وصية من الرب الإله؛ ويجب عليه تنفيذها.. وسأقدم الدليل بعد قليل..
والكتاب المقدس؛ لأنه كلمة الرب الإله الحية؛ فهو لم يجامل نبياً أو قديساً؛ بل أظهر أخطاء الجميع دونما مواربة أو محاباة؛ فالكتاب المقدس يقول في (مزمور2: 14و3) "اَلرَّبُّ مِنَ السَّمَاءِ أَشْرَفَ عَلَى بَنِي الْبَشَرِ لِيَنْظُرَ: هَلْ مِنْ فَاهِمٍ طَالِبِ اللهِ؟ الْكُلُّ قَدْ زَاغُوا مَعاً فَسَدُوا. لَيْسَ مَنْ يَعْمَلُ صَلاَحاً لَيْسَ وَلاَ وَاحِدٌ.)
وهناعلينا أن ندخل إلى النقطة الثانية وهي جوهر الموضوع وأساسه وهي
موقف الرب الإله من خطية داود النبي
وهذا هو جوهر الموضوع؛ لأن المقياس؛ ليس؛ هل داود أخطأ أم لا؛ لأنه طالما داود بشر؛ فهو بلا شك؛ خاطيء في طبيعته؛ وأيضاً يقوم بفعل الأخطاء مثل البشر؛ فنحن نؤمن أن الأنبياء معصومون في الرسالة الإلهية فقط وبكل أبعادها؛ ولكنهم غير معصومين في سلوكهم البشري الطبيعي.. فالمقياس الأساسي ليس هو: هل داود أخطا أم لا؛ وإنما المقياس الأساسي: ما هو رأي إله داود؛ ورب داود؟؟!!.. ما هو رأي إله الكتاب المقدس؟؟!! وهل سيجامل داود لأنه نبيه؟؟!! هل سيعطي داود ميزة خاصة ورخصة تختلف عن البشر في ارتكاب الأفعال لأنه نبي؟؟!! أم أنه إله عادل يساوي بين البشر في ارتكابهم للخطايا؟؟!!
هل هو إله يغمض عينه عن الخطية؛ حينما يرتكبها داود لأنه نبي؛ أم أنه دائماً يعلن عن ذاته؛ بأنه إله قدوس يرفض الشر؟؟!! ويطالب بشعب مقدس؟؟!!.
هذا هو الأساس والمقياس وجوهر الموضوع.. ماذا كان رد فعل الرب إله الكتاب المقدس على ما فعله داود؟؟!!
هذا هو المحك لنعرف مَن هو إله الكتاب المقدس!! لقد قال عن نفسه في كتابه المقدس الرائع في (سفر اللاويين44: 11) " إِنِّي أَنَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ فَتَتَقَدَّسُونَ وَتَكُونُونَ قِدِّيسِينَ لأَنِّي أَنَا قُدُّوسٌ..). وقال أيضاً في (سفر اللاويين2: 19) "قُلْ لِكُلِّ جَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ: تَكُونُونَ قِدِّيسِينَ لأَنِّي قُدُّوسٌ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ. ".. كلام رائع جداً..
يا إلهنا المبارك هل ستجامل داود لأنه نبي؟!
والآن يا إلهنا المبارك؛ قد رأيت ما فعل داود عبدك ونبيك؛ فهل ستجامله لأنه نبي؟؟!! هل سيكون له حكم خاص؟؟!!
هل سيكون له عندك خائص تخصه بها دون سائر البشر العاديين؟؟!! هل أنت قدوس مع البشر فقط؛ وتفقد قداستك مع الأنبياء؟؟!!..
كل هذه تساؤلات؛ يفهمني فيها الأحباء المسلمين جيداً؛ ويعرفون ماذا أعنى بهذه الأسئلة؛ فتعالوا لنرى إذن ماذا كان رد فعل الإله القدوس..
ردود فعل الإله القدوس بعد خطية داود
وردت ردود فعل الإله القدوس مباشرة بعد خطية داود ؛ ولم يتأخر الرب فقد جاء بالوحي الإلهي ما يلي: في (صموئيل الثاني27: 11-1: 12-23): " وَأَمَّا الأَمْرُ الَّذِي فَعَلَهُ دَاوُدُ فَقَبُحَ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ. فَأَرْسَلَ الرَّبُّ نَاثَانَ إِلَى دَاوُدَ. فَجَاءَ إِلَيْهِ وَقَالَ لَهُ: «كَانَ رَجُلاَنِ فِي مَدِينَةٍ وَاحِدَةٍ، وَاحِدٌ مِنْهُمَا غَنِيٌّ وَالآخَرُ فَقِيرٌ. وَكَانَ لِلْغَنِيِّ غَنَمٌ وَبَقَرٌ كَثِيرَةٌ جِدّاً. وَأَمَّا الْفَقِيرُ فَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَيْءٌ إِلاَّ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ صَغِيرَةٌ قَدِ اقْتَنَاهَا وَرَبَّاهَا وَكَبِرَتْ مَعَهُ وَمَعَ بَنِيهِ جَمِيعاً. تَأْكُلُ مِنْ لُقْمَتِهِ وَتَشْرَبُ مِنْ كَأْسِهِ وَتَنَامُ فِي حِضْنِهِ، وَكَانَتْ لَهُ كَابْنَةٍ. فَجَاءَ ضَيْفٌ إِلَى الرَّجُلِ الْغَنِيِّ فَعَفَا أَنْ يَأْخُذَ مِنْ غَنَمِهِ وَمِنْ بَقَرِهِ لِيُهَيِّئَ لِلضَّيْفِ الَّذِي جَاءَ إِلَيْهِ، فَأَخَذَ نَعْجَةَ الرَّجُلِ الْفَقِيرِ وَهَيَّأَ لِلرَّجُلِ الَّذِي جَاءَ إِلَيْهِ». فَحَمِيَ غَضَبُ دَاوُدَ عَلَى الرَّجُلِ جِدّاً، وَقَالَ لِنَاثَانَ: «حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ إِنَّهُ يُقْتَلُ الرَّجُلُ الْفَاعِلُ ذَلِكَ، وَيَرُدُّ النَّعْجَةَ أَرْبَعَةَ أَضْعَافٍ لأَنَّهُ فَعَلَ هَذَا الأَمْرَ وَلأَنَّهُ لَمْ يُشْفِقْ». فَقَالَ نَاثَانُ لِدَاوُدَ: «أَنْتَ هُوَ الرَّجُلُ! هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ: أَنَا مَسَحْتُكَ مَلِكاً عَلَى إِسْرَائِيلَ وَأَنْقَذْتُكَ مِنْ يَدِ شَاوُلَ وَأَعْطَيْتُكَ بَيْتَ سَيِّدِكَ وَنِسَاءَ سَيِّدِكَ فِي حِضْنِكَ، وَأَعْطَيْتُكَ بَيْتَ إِسْرَائِيلَ وَيَهُوذَا. وَإِنْ كَانَ ذَلِكَ قَلِيلاً كُنْتُ أَزِيدُ لَكَ كَذَا وَكَذَا. لِمَاذَا احْتَقَرْتَ كَلاَمَ الرَّبِّ لِتَعْمَلَ الشَّرَّ فِي عَيْنَيْهِ؟ قَدْ قَتَلْتَ أُورِيَّا الْحِثِّيَّ بِالسَّيْفِ، وَأَخَذْتَ امْرَأَتَهُ لَكَ امْرَأَةً، وَإِيَّاهُ قَتَلْتَ بِسَيْفِ بَنِي عَمُّونَ. وَالآنَ لاَ يُفَارِقُ السَّيْفُ بَيْتَكَ إِلَى الأَبَدِ، لأَنَّكَ احْتَقَرْتَنِي وَأَخَذْتَ امْرَأَةَ أُورِيَّا الْحِثِّيِّ لِتَكُونَ لَكَ امْرَأَةً. هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: هَئَنَذَا أُقِيمُ عَلَيْكَ الشَّرَّ مِنْ بَيْتِكَ، وَآخُذُ نِسَاءَكَ أَمَامَ عَيْنَيْكَ وَأُعْطِيهِنَّ لِقَرِيبِكَ، فَيَضْطَجِعُ مَعَ نِسَائِكَ فِي عَيْنِ هَذِهِ الشَّمْسِ. لأَنَّكَ أَنْتَ فَعَلْتَ بِالسِّرِّ وَأَنَا أَفْعَلُ هَذَا الأَمْرَ قُدَّامَ جَمِيعِ إِسْرَائِيلَ وَقُدَّامَ الشَّمْسِ». فَقَالَ دَاوُدُ لِنَاثَانَ: «قَدْ أَخْطَأْتُ إِلَى الرَّبِّ». فَقَالَ نَاثَانُ لِدَاوُدَ: «الرَّبُّ أَيْضاً قَدْ نَقَلَ عَنْكَ خَطِيَّتَكَ. لاَ تَمُوتُ. غَيْرَ أَنَّهُ مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ قَدْ جَعَلْتَ بِهَذَا الأَمْرِ أَعْدَاءَ الرَّبِّ يَشْمَتُونَ فَالاِبْنُ الْمَوْلُودُ لَكَ يَمُوتُ». وَذَهَبَ نَاثَانُ إِلَى بَيْتِهِ. وَضَرَبَ الرَّبُّ الْوَلَدَ الَّذِي وَلَدَتْهُ امْرَأَةُ أُورِيَّا لِدَاوُدَ فَثَقِلَ. فَسَأَلَ دَاوُدُ اللَّهَ مِنْ أَجْلِ الصَّبِيِّ، وَصَامَ دَاوُدُ صَوْماً، وَدَخَلَ وَبَاتَ مُضْطَجِعاً عَلَى الأَرْضِ. فَقَامَ شُيُوخُ بَيْتِهِ عَلَيْهِ لِيُقِيمُوهُ عَنِ الأَرْضِ فَلَمْ يَشَأْ، وَلَمْ يَأْكُلْ مَعَهُمْ خُبْزاً. وَكَانَ فِي الْيَوْمِ السَّابِعِ أَنَّ الْوَلَدَ مَاتَ، فَخَافَ عَبِيدُ دَاوُدَ أَنْ يُخْبِرُوهُ بِأَنَّ الْوَلَدَ قَدْ مَاتَ لأَنَّهُمْ قَالُوا: «هُوَذَا لَمَّا كَانَ الْوَلَدُ حَيّاً كَلَّمْنَاهُ فَلَمْ يَسْمَعْ لِصَوْتِنَا. فَكَيْفَ نَقُولُ لَهُ قَدْ مَاتَ الْوَلَدُ؟ يَعْمَلُ أَشَرَّ!». وَرَأَى دَاوُدُ عَبِيدَهُ يَتَنَاجُونَ، فَفَطِنَ دَاوُدُ أَنَّ الْوَلَدَ قَدْ مَاتَ. فَقَالَ دَاوُدُ لِعَبِيدِهِ: «هَلْ مَاتَ الْوَلَدُ؟» فَقَالُوا: «مَاتَ». فَقَامَ دَاوُدُ عَنِ الأَرْضِ وَاغْتَسَلَ وَادَّهَنَ وَبَدَّلَ ثِيَابَهُ وَدَخَلَ بَيْتَ الرَّبِّ وَسَجَدَ، ثُمَّ جَاءَ إِلَى بَيْتِهِ وَطَلَبَ فَوَضَعُوا لَهُ خُبْزاً فَأَكَلَ. فَقَالَ لَهُ عَبِيدُهُ: «مَا هَذَا الأَمْرُ الَّذِي فَعَلْتَ؟ لَمَّا كَانَ الْوَلَدُ حَيّاً صُمْتَ وَبَكَيْتَ، وَلَمَّا مَاتَ الْوَلَدُ قُمْتَ وَأَكَلْتَ خُبْزاً». فَقَالَ: «لَمَّا كَانَ الْوَلَدُ حَيّاً صُمْتُ وَبَكَيْتُ لأَنِّي قُلْتُ: مَنْ يَعْلَمُ؟ رُبَّمَا يَرْحَمُنِي الرَّبُّ وَيَحْيَا الْوَلَدُ. وَالآنَ قَدْ مَاتَ، فَلِمَاذَا أَصُومُ؟ هَلْ أَقْدِرُ أَنْ أَرُدَّهُ بَعْدُ؟ أَنَا ذَاهِبٌ إِلَيْهِ وَأَمَّا هُوَ فَلاَ يَرْجِعُ إِلَيَّ»).
كان هذا رد فعل الرب الإله على خطية داود النبي؛ وحقيقة هو إله قدوس ولا يرضى بالشر.. وأنا أنحني له سجوداً وعبادة وشكراً لأنه رائع ومسبح إسمه إلى الأبد؛ فهو لا يحابي بالوجوه؛ ولم يجامل نبيه داود؛ ولم يعطه رخصة خاصة؛ بل عاقبه أشد عقاب.. فماذا كانت النتيجة يا ترى؟؟!! هذا ما سنتابعه في:
رد فعل داود
يا ترى؛ ماذا كان رد فعل داود النبي؛ على تبكيت الرب الإله له؟؟!!
هذه جزئية هامة؛ فتأديب الرب لأولاده يقودهم دائماً إلى التوبة..
وقد سمعنا داود منذ قليل في الوحي المقدس وهو يقول قولته المشهورة (أخطأت إلى الرب).
لقد انتبه داود إلى خطيته.. وكان له كملك على كل الأمة وكنبي من الإله؛ مئات الطرق والمخارج؛ ليؤلف لهم كلاماً ويقول أنه وحي من عند الإله ليخرج به من مأزقه؛ أو أن يشرع كملك قانوناً؛ يعطي نفسه الحق في هذه المرأة.. كانت له مئات الطرق..
ولكن
كيف لنبي حقيقي من الرب الإله؛ أن يقدم وحياً لا علاقه له بالإله؛ فداود الصالح الصادق مع نفسه؛ لم يفعل ذلك؛ بل إنكسر قلبه في داخله؛ وصرخ صرخته المدوية حتى اليوم (أخطأت إلى الرب) وندم على خطيته وتاب وبكي.. وقدم لنا مزموراً يعتبر قدوة في التاريخ للتائبين؛ وقد ورد هذا المزمور في الكتاب المقدس؛ وهو (اَلْمَزْمُورُ الْحَادِي وَالْخَمْسُونَ؛ مَزْمُورٌ لِدَاوُدَ عِنْدَمَا جَاءَ إِلَيْهِ نَاثَانُ النَّبِيُّ بَعْدَ مَا دَخَلَ إِلَى بَثْشَبَعَ) فقال فيه داود النبي
(اِرْحَمْنِي يَا اللهُ حَسَبَ رَحْمَتِكَ. حَسَبَ كَثْرَةِ رَأْفَتِكَ امْحُ مَعَاصِيَّ. اغْسِلْنِي كَثِيراً مِنْ إِثْمِي وَمِنْ خَطِيَّتِي طَهِّرْنِي. لأَنِّي عَارِفٌ بِمَعَاصِيَّ وَخَطِيَّتِي أَمَامِي دَائِماً. إِلَيْكَ وَحْدَكَ أَخْطَأْتُ وَالشَّرَّ قُدَّامَ عَيْنَيْكَ صَنَعْتُ لِكَيْ تَتَبَرَّرَ فِي أَقْوَالِكَ وَتَزْكُوَ فِي قَضَائِكَ. هَئَنَذَا بِالإِثْمِ صُوِّرْتُ وَبِالْخَطِيَّةِ حَبِلَتْ بِي أُمِّي. هَا قَدْ سُرِرْتَ بِالْحَقِّ فِي الْبَاطِنِ فَفِي السَّرِيرَةِ تُعَرِّفُنِي حِكْمَةً. طَهِّرْنِي بِالزُوّفَا فَأَطْهُرَ. اغْسِلْنِي فَأَبْيَضَّ أَكْثَرَ مِنَ الثَّلْجِ. أَسْمِعْنِي سُرُوراً وَفَرَحاً فَتَبْتَهِجَ عِظَامٌ سَحَقْتَهَا. اسْتُرْ وَجْهَكَ عَنْ خَطَايَايَ وَامْحُ كُلَّ آثَامِي. قَلْباً نَقِيّاً اخْلُقْ فِيَّ يَا اللهُ وَرُوحاً مُسْتَقِيماً جَدِّدْ فِي دَاخِلِي. لاَ تَطْرَحْنِي مِنْ قُدَّامِ وَجْهِكَ وَرُوحَكَ الْقُدُّوسَ لاَ تَنْزِعْهُ مِنِّي. رُدَّ لِي بَهْجَةَ خَلاَصِكَ وَبِرُوحٍ مُنْتَدِبَةٍ اعْضُدْنِي. فَأُعَلِّمَ الأَثَمَةَ طُرُقَكَ وَالْخُطَاةُ إِلَيْكَ يَرْجِعُونَ. نَجِّنِي مِنَ الدِّمَاءِ يَا اللهُ إِلَهَ خَلاَصِي فَيُسَبِّحَ لِسَانِي بِرَّكَ. يَا رَبُّ افْتَحْ شَفَتَيَّ فَيُخْبِرَ فَمِي بِتَسْبِيحِكَ. لأَنَّكَ لاَ تُسَرُّ بِذَبِيحَةٍ وَإِلاَّ فَكُنْتُ أُقَدِّمُهَا. بِمُحْرَقَةٍ لاَ تَرْضَى. ذَبَائِحُ اللهِ هِيَ رُوحٌ مُنْكَسِرَةٌ. الْقَلْبُ الْمُنْكَسِرُ وَالْمُنْسَحِقُ يَا اللهُ لاَ تَحْتَقِرُهُ. أَحْسِنْ بِرِضَاكَ إِلَى صِهْيَوْنَ. ابْنِ أَسْوَارَ أُورُشَلِيمَ. حِينَئِذٍ تُسَرُّ بِذَبَائِحِ الْبِرِّ مُحْرَقَةٍ وَتَقْدِمَةٍ تَامَّةٍ. حِينَئِذٍ يُصْعِدُونَ عَلَى مَذْبَحِكَ عُجُولاً.)
إذن؛ قداسة الإله؛ قادت عبده داود إلى التوبة وإلى القداسة ؛ انه اله حقيقي وليس اله وهمي يجامل نبيه؛ ويعطيه رخص خاصة ؛ تجعل من هذا النبي أخلاقياً أقل من الذين حوله..
الخلاصه: سقط داود وأخطأ وتاب وندم
“ارحمني يا الله حسب رحمتك.حسب كثرة رأفتك امح معاصيّ.” (مز 51:: 1) فالملك الاسرائيلى والنبي داود خاطئ تماما , فقد خالف اوامر الرب وإرتكب ابشع خطيئة
فوجدنا اله اسرائيل يوبخ هذا الملك الاسرائيلى على هذه الخطيئة الشنعاء بل ويرفع حمايته عنه ويتركه فريسة لاقرب المقربين اليه ليفتعلوا به ابشع الف مرة بما افتعله بزوج بتشبع فنجد الرب يخاطب داود قائلا:
” لماذا احتقرت كلام الرب لتعمل الشر فى عينيه؟؟ , قد قتلت أوريا الحثى بالسيف!!و اخذت إمرأته لك إمرأة!! وإياه قتلت بسيف بنى عمون!
والآن
لا يفارق السيف بيتك إلى الابد لأنك إحتقرتنى واخذت إمرأة أوريا الحثى لتكون لك إمراة هكذا قال الرب: هأنذا اُقيم عليك الشر من بيتك!! وآخذ نساءك أمام عينيك واُعطيهن لقريبك فيضطجع مع نسائك فى عين هذه الشمس!! لانك لأنت فعلت بالسر وانا أفعل الأمر قدام جميع إسرائيل وقدام الشمس ” (صموئيل الثانى 12: 9-13)
تعترضون على خطية داود النبي
ولا تنظرون إلى توبته ولا إلى تأديب الرب له
أقول: يا من تعترضون على خطية داود النبي؛ ولا تنظرون إلى توبته ولا إلى تأديب الرب له.. هل تعلمون أن داود أيضاً زنى وقتل في عقيدتكم الإسلامية؛ أم أنكم كالعادة؛ يخفون الحقائق
تعالوا معاً ندخل إلى القرآن الكريم والتفاسير وبعض المراجع الإسلامية؛ لنرى كيف أن خطية داود النبي موجودة عند الأحباء المسلمين؛ كما هي.. فهيا نقرأ؛ إقرأوا؛ فالقراءة أساس المعرفة..
جاء بالقرآن الكريم في (سورة ص22و23و24): "إِذْ دَخَلُوا عَلَى دَاوُدَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قَالُوا لَا تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ فَاحْكُمْ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلَا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاءِ الصِّرَاطِ؛ إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ. فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ. قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ وَظَنَّ دَاوُدُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ ".
هذا ما ورد في القرآن؛ وأريد منكم أن تتابعوني في قراءة بعض المراجع الإسلامية التي سأشير لأسمائها وأرقام صفحاتها؛ لمن يريد أن يكمل بحثه فيها..
(الكامل في التاريخ لابن الأثير ص 74)
قال " وقيل: كان سبب البليّة أنه حدّث نفسه أنه يطيق أن يقطع يوماً بغير مقارفة سوء، فلما كان اليوم الذي يخلو فيه للعبادة عزم على أن يقطع ذلك اليوم بغير سوء وأغلق بابه وأقبل على العبادة، فإذا هو بحمامة من ذهب فيها كل لون حسن قد وقعت بين يديه، فأهوى ليأخذها، فطارت غير بعيد من غير أن ييأس من أخذها، فما زال يتبعها وهي تفرّ منه حتى أشرف على امرأة تغتسل فأعجبه حسنها، فلما رأت ظلّه في الأرض جلّلت نفسها بشعرها فاستترت به، فزاده ذلك رغبةً، فسأل عنها فأخبر أن زوجها بثغر كذا، فبعث الى صاحب الثغر بأن يقدّم أوريا بين يدي التابوت في الحرب، وكان كل من يتقدّم بين يدي التابوت لا ينهزم، إمّا أن يظفر أو يقتل، ففعل ذلك به فقُتل.)
هذا الكلام موجود كما هو في تاريخ الرسل والملوك للطبري ص193و194 ؛ كذلك راجع نهاية الأرب في فنون الأدب للنويري ص 1421
القرطبي لسورة ص22
فَنَظَرَ اِمْرَأَةً فِي بُسْتَان عَلَى شَطّ بِرْكَة تَغْتَسِل ; قَالَهُ الْكَلْبِيّ.
وَقَالَ السُّدِّيّ:
تَغْتَسِل عُرْيَانَةً عَلَى سَطْح لَهَا ; فَرَأَى أَجْمَل النِّسَاء خَلْقًا , فَأَبْصَرَتْ ظِلَّهُ فَنَفَضَتْ شَعْرَهَا فَغَطَّى بَدَنهَا , فَزَادَهُ إِعْجَابًا بِهَا.
الجلالان لسورة ص22
وَهُمَا مَلَكَانِ جَاءَا فِي صُورَة خَصْمَيْنِ وَقَعَ لَهُمَا مَا ذُكِرَ عَلَى سَبِيل الْفَرْض لِتَنْبِيهِ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَام عَلَى مَا وَقَعَ مِنْهُ وَكَانَ لَهُ تِسْع وَتِسْعُونَ امْرَأَة وَطَلَبَ امْرَأَة شَخْص لَيْسَ لَهُ غَيْرهَا وَتَزَوَّجَهَا وَدَخَلَ بِهَا.
الطبري لسورة ص23
وَذَلِكَ أَنَّ دَاوُد كَانَتْ لَهُ فِيمَا قِيلَ: تِسْع وَتِسْعُونَ اِمْرَأَة , وَكَانَتْ لِلرَّجُلِ الَّذِي أَغْزَاهُ حَتَّى قُتِلَ اِمْرَأَة وَاحِدَة ; فَلَمَّا قُتِلَ نَكَحَ فِيمَا ذَكَرَ دَاوُد اِمْرَأَته
بدائع الزهور في وقائع الدهور للسيوطي ص79و80
قال وهب بن منبه بينما داود يقرأ فى محرابه اذ دخل عليه طائر فى محرابه من الكوة وكان ذلك الطائر على صفة الحمامة ريشها من الذهب وجناحها مكلل بأنواع الجواهر الملونة ومنقارها من الزمرد الأخضر ورجلاها من الياقوت الاحمر فلما رآها داود شغلته عن القراءة فتأملها فظن أنها من الجنة فمد يده اليها ففرت من بين يديه الى جانبه فقام اليها ففرت الى الكوة.
وقيل كان سبب ذلك أن داود قال يارب ان جميع الأنبياء ابتليتهم لتعظم لهم الأجور فهلا ابتليتنى لتعظم أجرى فأوحى الله اليه ياداود استعد للبلاء فى يوم كذا وكذا فلما كان الميعاد أتى اليه ابليس اللعين فى صفة الطائر المذكور قال فتقدم داود الى الطائر ففر من الكوة الى بستان تحت قصر داود فنظر داود الى البستان لاجل الطائر واذا فى البستان امرأة جميلة ذات حسن فائق على أهل زمانها وهى تغتسل فلما نظر داود اليها خجلت وأسبلت شعرها فغطى سائر جسدها فوقع حبها فى قلبه وشغف بها.. قال فلما افتتن بها وسأل عن أمرها فقيل انها متزوجة برجل من الجند وهو مسافر وله ستة أشهر فى الغزو فعند ذلك كتب الى أمير الجيش يقول قدم أوريا بن حنا أمام الجيش وأعطه الراية بيده وكان أوريا زوج المرأة وكان المتقدم بالراية قليلا ما يسلم فلما وصل الكتاب فعل أمير الجيش ما أمره داود فسلم الراية الى أوريا وتقدم فقتل فكتب أمير الجيش يخبره بموت لأوريا فعند ذلك خطب داود امرأته فتزوج بها فحملت منه بولده سليمان عليهما السلام وكان اسم المرأة تشايع بنت صورى فأقام معها أياما وكان لداود اذ ذاك تسع وتسعون امرأة وقد كمل بأم سليمان المائة.
وفي المصنف في باب ما ذكر من أمر داود وتواضعه [ ص: 464- 467 ]
حدثنا ابن فضيل عن ليث عن مجاهد قال: لما أصاب داود الخطيئة , وإنما كانت خطيئته أنه لما أبصرها أمر بها فعزلها فلم يقربها.. وعرف (داود) ذنبه فخر ساجداً أربعين يوما وأربعين ليلة , وكانت خطيئته مكتوبة في يده , ينظر إليها لكي لا يغفل حتى نبت البقل حوله من دموعه ما غطى رأسه , فنادى بعد أربعين يوما: قرح الجبين وجمدت العين , وداود عليه السلام لم يرجع إليه في خطيئة شيء فنودي: أجائع فتطعم أم عريان فتكسى أم مظلوم فتنصر , قال: فنحب نحبة هاج ما يليه من البقل حين لم يذكر ذنبه فعند ذلك غفر له , فإذا كان يوم القيامة قال له ربه: كن أمامي , فيقول: أي رب ذنبي ذنبي , فيقول: كن خلفي , فيقول له: خذ بقدمي فيأخذ بقدمه.
قال علي بن زيد: وحدثني خليفة عن ابن عباس أن داود حدث نفسه إن ابتلي أن يعتصم , فقيل له: إنك ستبتلى وتعلم اليوم الذي تبتلى فيه فخذ حذرك , فقيل له: هذا اليوم الذي تبتلى فيه , فأخذ الزبور فوضعه في حجره وأغلق باب المحراب وأقعد منصفا على الباب وقال: لا تأذن لأحد علي اليوم , فبينما هو يقرأ الزبور إذ جاء طائر مذهب كأحسن ما يكون الطير , فيه من كل لون , فجعل يدرج بين يديه فدنا منه , فأمكن أن يأخذه , فتناوله بيده ليأخذه , فاستوفزه من خلفه , فأطبق الزبور وقام إليه ليأخذه , فطار فوقع على كوة المحراب , فدنا منه أيضا ليأخذه فوقع على حصن فأشرف عليه لينظر أين وقع ; فإذا هو بالمرأة عند بركتها تغتسل من المحيض , فلما رأت ظله حركت رأسها فغطت جسدها بشعرها فقال داود للمنصف: اذهب فقل لفلانة , تجيء , فأتاها فقال: إن نبي الله يدعوك , فقالت: ما لي ولنبي الله , إن كانت له حاجة فليأتني , أما أنا فلا آتيه , فأتاه المنصف فأخبره بقولها , فأتاها: وأغلقت الباب دونه ; فقالت: ما لك يا داود؟ أما تعلم أنه من فعل هذا رجمتموهما ووعظته فرجع , وكان زوجها غازيا في سبيل الله , فكتب داود عليه السلام إلى أمير المغزى: انظر أوريا فاجعله في حملة التابوت , فقتل , فلما انقضت عدتها خطبها.. فاشترطت عليه: إن ولدت غلاما أن يجعله الخليفة من بعده , وأشهدت عليه خمسين من بني إسرائيل وكتبت عليه بذلك كتابا , فما شعر بفتنته أنه فتن حتى ولدت سليمان وشب , فتسور المكان عليه المحراب ; فكان من شأنهما ما قص الله (وخر داود ساجدا) فغفر الله له (وأناب) وتاب الله عليه , فطلقها وجفا سليمان وأبعده , فبينما هو في مسير له وهو في ناحية القوم إذ أتى على غلمان له يلعبون ; فجعلوا يقولون: يا لادين يا لادين , فوقف داود فقال: ما شأن هذا , يسمى لادين , فقال سليمان وهو في ناحية القوم: أما إنه لو سألني عن هذه لأخبرته بأمره ; فقيل لداود: إن سليمان قال كذا وكذا , فدعاه وقال: ما شأن هذا الغلام سمي لادين , فقال: سأعلم لك علم ذلك ; فسأل سليمان عن أبيه كيف كان أمره؟ فقيل: إن أباه كان في سفر له مع أصحاب له ; وكان كثير المال فأرادوا قتله , فأوصاهم فقال: إني تركت امرأتي حبلى , فإن ولدت غلاما فقولوا لها: تسميه " لادين " فبعث سليمان إلى أصحابه , فجاءوا فخلا بأحدهم فلم يزل حتى أقر , وخلا بالآخرين , فلم يزل بهم حتى أقروا كلهم , فرفعهم إلى داود فقتلهم فعطف عليه بعض العطف , وكانت امرأة عابدة من بني إسرائيل وكانت تبتلت , وكانت لها جاريتان جميلتان وقد تبتلت المرأة لا تريد الرجال , فقالت إحدى الجاريتين للأخرى: قد طال علينا هذا البلاء , أما هذه فلا تريد الرجال , ولا تزال بشر ما كنا لها , فلو أنا فضحناها فرجمت , فصرنا إلى الرجال , فأخذتا ماء البيض فأتتاها وهي ساجدة فكشفتا عنها ثوبها ونضحتا في دبرها ماء البيض وصرختا: إنها قد بغت , وكان من زنى منهم حده الرجم فرفعت إلى داود عليه السلام وماء البيض في ثيابها فأراد رجمها , فقال سليمان: أما إنه لو سألني لأنبأته , فقيل لداود: إن سليمان قال كذا وكذا , فدعاه فقال: ما شأن هذه؟ ما أمرها؟ فقال: ائتوني بنار فإنه إن كان ماء الرجال تفرق , وإن كان ماء البيض اجتمع , فأتي بنار فوضعها عليه فاجتمع فدرأ عنها الرجم , وعطف عليه بعض العطف وأحبه , ثم كان بعد ذلك أصحاب الحرث وأصحاب الشياه , فقضى داود عليه السلام لأصحاب الحرث بالغنم , فخرجوا وخرجت الرعاء معهم الكلاب فقال سليمان: كيف قضى بينكم؟ فأخبروه فقال: لو وليت أمرهم لقضيت بينهم بغير هذا القضاء , فقيل لداود: إن سليمان يقول كذا وكذا , فدعاه فقال: كيف تقضي؟ فقال: أدفع الغنم إلى أصحاب الحرث هذا العام فيكون لهم أولادها وسلاها وألبابها ومنافعها ويبذر هؤلاء مثل حرثهم , فإذا بلغ الحرث الذي كان عليه أخذ هؤلاء الحرث ودفع هؤلاء إلى هؤلاء الغنم , قال , فعطف عليه , قال حماد: وسمعت ثابتا يقول: هو أوريا.
روى البغوى بإسناد الثعلبى عن أنس بن مالك قال: سمعت رسول الله(ص) يقول إن داود النبى حين نظر إلى المرأة فهم ففظع على بنى إسرائيل أوصى صاحب البعث فقال: إذا حضر العدو فقرب فلانا بين يدى التابوت، وقد كان التابوت فى ذلك الزمان يستنصر به، ومن قدم بين يدى التابوت لم يرجع حتى يقتل أو يهزم عنه الجيش، فقتل زوج المرأة.
وقال النسفى فى تفسيره المسمى (مدارك التنزيل وحقائق التأويل) وقال غيره أيضاً اتفق أن داود وقعت عينه على أمرأة فأحبها فسأله النزول عنها فاستحى أن يرده ففعل فتزوجها وهى أم سليمان، فقيل له إنه مع عظم منزلتك وكثرة نسائك لم يكن ينبغى لك أن تسأل رجلاً ليس له إلا امرأة واحدة للنزول عنها لك. بل كان الواجب عليك مغالبة هواك وقهر نفسك والصبر على ما امتحنت به..
وقال ابن عباس وغيره، فمكث داود أربعين ليلة ساجداً حتى نبت الزرع من دموعه على رأسه وأكلت الأرض من جبهته وهو يقول فى سجوده: رب زل داود زلة أبعد ما بين الشرق والغرب، رب إن لم ترحم ضعف داود ولم تغفر ذنبه جعلت ذنبه حديثاً فى الخلق من بعده. فجاءه جبريل من بعد أربعين ليلة فقال: يا داود إن الله تعالى قد غفر لك الهم الذى هممت به. فقال: قد عرفت أن الله عدل لا يميل.
قال وهب بن منيه: إن داود لما تاب الله عليه بكى على خطيته ثلاثين سنة لا يرفأ دمعه ليلاً ولا نهاراً، وكان أصاب الخطية وهو ابن سبعين سنة، فقسم الدهر بعد الخطية على أربعة أيام، يوم للقضاء بين بنى إسرائيل، ويوم لنسائه، ويوم يسبح فى الجبال والفيافى والساحل، ويوم يخلو فى دار له فيها أربعة آلاف محراب، فيجتمع إليه الرهبان فينوح معهم على نفسه ويساعدونه على ذلك. فإذا كان يوم سياحته يخرج إلى الفيافى ويرفع صوته بالمزامير، فيبكى وتبكى الشجر والرمال والطين والوحوش حتى يسيل من دموعهم مثل الأنهار، ثم يجىء إلى الجبال والحجارة والطير والدواب حتى تسيل من بكائهم الأودية. ثم يجىء إلى الساحل فيرفع صوته ويبكى فتبكى معه الحيتان ودواب البحر وطين الماء.
وروى الأوزاعى عن محمد قال: إن مثل عينى داود كالقربتين ينقطان ماء. ولقد خدت الدموع فى وجهه كخديد الماء فى الأرض.
وقال وهب بن منيه أيضاً: لما تاب الله تعالى على داود قال يارب غفرت لى، فكيف لى لا أنسى خطيتى فاستغفر منها وللخاطنين إلى يوم القيامة؟ فرسم الله تعالى خطيئته فى يده اليمنى فما رفع فيها طعاماً ولا شراباً إلا بكى إذا رآها الخ.
وروى الحسن قال: كان داود بعد الخطية لا يجالس إلا الخاطئين. يقول تعالى إلى داود الخاطىء ولا يشرب شراباً إلا مزجه بدموع عينيه. وكان يجعل خبز الشعير اليابس فى قصعة فلا يزال يبكى عليه حتى يبتل بدموع عينيه. وكان يذر عليه الملح والرماد فيأكل ويقول هذا أكل الخاطئين.
وهذه الأحاديث الإسلامية تتفق مع ما جاء فى المزمور عن شعور داود بخطيته وندامته، إذ قال يارب لا توبخنى بغضبك ولا تؤدبنى بغيظك.. أعوم فى كل ليلة سريرى وبدموعى أُذوب فراشى (مز 6: 1، 6) ليست فى عظامى سلامة من جهة خطيتى لأن آثامى قد طمت فوق رأسى كحمل ثقيل أثقل مما أحتمل. قد أنتنت. قاحت حير ضربى من جهة حماقتى.. لأننى أخبر بإثمى وأغتم من خطيتى (مز 38: 3،4،18) لأن شروراً لا تحصى قد اكتنفتنى حاقت بى آثامى (مز 40: 12) حسب كثرة رأفتك أمح معاصى. اغسلنى كثيراً من إثمى ومن خطيتى طهرنى لأنى عارف بمعاصى وخطيتى أمامى دائماً. إليك وحدك أخطأت والشر قدام عينيك صنعت (مز 50: 1-4).
مما سبق يتضح لنا أن داود النبي في القرآن وتفاسيره؛ هو أيضاً وقع في خطية شهوة هذه المرأة وهي في عصمة زوجها؛ بل وقام بقتله ليأخذها له.. بل ورأينا كيف أن داود النبي كان جاهلاً بالأحكام التي يصدرها وسليمان ابنه يصحح له.. ولا أدري؛ فإن كانت هذه الخطية لدواود النبي وغيرها من الخطايا؛ موجودة في المراجع الإسلامية؛ وفي القرآن لها نصوص؛ وفي الثقافة الإسلامية تمتلئ الكتب بها؛ فلماذا يعترضون عليها في الكتاب المقدس؛ خاصة أننا لا نؤمن بعصمة الأنبياء مثلهم؛ وأنها وردت في الكتاب المقدس؛ وبكل وضوح على أنها خطية ضعف من داود وليس أمراً من الإله له أن يقوم بهذه الخطية..
إذن سؤالي للدكتور زغلول النجار ولمن يهاجمون المسيحية: كيف تؤمنون بعصمة الأنبياء؛ والقرآن الكريم يذكر أخطاء الأنبياء؟؟!!
بل وكيف تفسرون خطية داود غير المسكوت عنها في مراجعكم؟؟!! إذن إعتراضكم عليها في الكتاب المقدس هو؛ إما من باب الحقد ومحاولة تشوية المسيحية؛ أو من باب الجهل بالحقائق المقدسه ؛.. ولا أعتقد أكثر من ذلك!!
الكتاب المقدس لا يحابي أحداً
الكتاب المقدس لم يحابي أحداً.. روى قصة خيانة يهوذا ونكران بطرس وشك توما ولم يجمل صورة احد أو يضع أي مساحيق تجميلية
داود بطل الإيمان روي لنا الكتاب المقدس قصة سقوطه بالزنى وأنه أحب زوجة أحد ضباط جيشه وكان ضابطاً مخلصاً بل وأرسله إلى الجبهة في منطقة خطرة حتى يقتل وتم كذلك.. ولكن ما موقف الله..الله أرسل نبياً اسمه ناثان إلى داود واقرؤوا ما أرسل الرب على لسان النبي
فارسل الرب ناثان الى داود.فجاء اليه وقال له.كان رجلان في مدينة واحدة واحد منهما غني والآخر فقير. وكان للغني غنم وبقر كثيرة جدا. واما الفقير فلم يكن له شيء الا نعجة واحدة صغيرة قد اقتناها وربّاها وكبرت معه ومع بنيه جميعا.تاكل من لقمته وتشرب من كاسه وتنام في حضنه وكانت له كابنة. فجاء ضيف الى الرجل الغني فعفا ان ياخذ من غنمه ومن بقره ليهيّئ للضيف الذي جاء اليه فاخذ نعجة الرجل الفقير وهيّأ للرجل الذي جاء اليه.فحمي غضب داود على الرجل جدا وقال لناثان حيّ هو الرب انه يقتل الرجل الفاعل ذلك
ويرد النعجة اربعة اضعاف لانه فعل هذا الامر ولانه لم يشفق فقال ناثان لداود انت هو الرجل.هكذا قال الرب اله اسرائيل.انا مسحتك ملكا على اسرائيل وانقذتك من يد شاول واعطيتك بيت سيدك ونساء سيدك في حضنك واعطيتك بيت اسرائيل ويهوذا وان كان ذلك قليلا كنت ازيد لك كذا وكذا. لماذا احتقرت كلام الرب لتعمل الشر في عينيه.قد قتلت اوريا الحثّي بالسيف واخذت امرأته لك امرأة واياه قتلت بسيف بني عمون. والآن لا يفارق السيف بيتك الى الابد لانك احتقرتني واخذت امرأة اوريا الحثّي لتكون لك امرأة
لقد أمات الله ابن الزنا وو وبخ داود رغم أن داود ندم وكما يقول بالمزامير: أنه غسل فراشه بدموع الندم وقال المزمور الشهير الذي يتلوه أي مؤمن عندما يحس بثقل خطاياه..
اتكلت على جمالك وزنيت على اسمك
يعترض البعض على هذه الآيات” اتكلت على جمالك وزنيت على اسمك وسكبت زناك على كل عابر فكان له. وأخذت من ثيابك وصنعت لنفسك مرتفعات موشّاة وزنيت عليها. أمر لم يأت ولم يكن. واخذت امتعة زينتك من ذهبي ومن فضتي التي اعطيتك وصنعت لنفسك صور ذكور وزنيت بها. ” (حزقيال 16: 15-17)
انني أتساءل لماذا لا يكلف المعترضون انفسهم عناء قراءة ما ينقلونه قبل ان ينقلوه؟؟ يبدو انهم يخشون ان قرأوا يموتون!!.. ورغم اننا سبق ان رددنا على هذا الاقتباس وغيره من الاقتباسات من سفر حزقيال ولكن يبدوا انهم ينقلون دون ان تقرأوا.. ولكن لا مانع من التكرار
سفر حزقيال كتبه الوحى المقدس بيد النبى حزقيال وقت ان كانت شمال مملكة اسرائيل قد دفعها الرب ليد الاحتلال البابلى بسبب خطايا شعبها وتركهم لوصايا الرب فدفعهم الرب الى السبى فى بابل خارج ديار آباءهم واجدادهم كعبيد اذلاء لملوك بابل العظيمة الجبابرة الابطال الاقوياء
و كان اهل شمال اسرائيل المسبيين يتعزون فى مصيبتهم بان جنوب اسرائيل لا يزال حرا
غير ان الرب أرى النبى حزقيال رؤيا ينبهه فيها الرب بان الطريق الوحيد لعودة اهل شمال مملكة اسرائيل الى ديارهم هو التوبة ولا يجب ان ينتظروا نجدة من بقية مملكة اسرائيل التى لا تزال حرة فحتى جنوب مملكة اسرائيل عندما يكمل اهلها خطاياهم بما يجعلهم مستحقين للسبى سيتركهم الرب ليد ملوك بابل الاقوياء ليسبونهم ايضا فى بابل العظيمة
فليعلم الجميع اذا ان جنوب