لماذا مات المسيح مصلوب
قرأت في أحد الكتب هذه العبارة " أول ما يتبادر إلي الذهن عندما نقف أمام صورة المسيح المصلوب " لماذا مات مصلوباً "؟ ولم يمت بطريقة أخري؟ ألم يرد في سفر التثنية أن المعلق علي خشبة ملعون (تث 21: 23). فهل يطلق هذا الوصف علي المسيح؟
الرد:
اللعنة لم تصب علي المسيح، لكنه حمل اللعنة المحكوم بها علي الإنسان في شريعة العهد القديم (تث 27: 28). كما أن المسيح لم يخطئ أبداً، ولكنه حمل كل خطية الإنسان لكي يمحوها بدمه. فهو لم يكن خاطئاً، ولكنه كان حامل خطية. وهكذا حمل لعنتنا لكي يحمينا من لعنة الناموس. كان لابد أن يموت الإنسان عقوبة علي خطيئته، فمات المسيح نيابة عنه لكي يفديه.
واختار موت الصليب، لأنه أبشع الميتات، وفيه يستوفي أقسى الآلام التي يستحقها الإنسان.
هناك ميتات تتم في لحظة أو لحظات وتنتهي. كأن يضرب إنسان بالسيف أو باَلة حادة علي رأسه فيموت في لحظة. وهكذا الذي يخنقونه فيموت للتو، والذي يرجمونه ليموت في لحظات. أما المصلوب فيقاسي اَلاماً مرة، تتمزق فيها أنسجته وأعصابه،و يتصفي دمه، وماء جسده من التعب والإرهاق. وهكذا تحمل المسيح أقسى الآلام، لأجل الإنسان الذي ينبغي أن يتألم.
كذلك كانت عقوبة الصلب فيها العلانية والتشهير مما يتعب النفس.
فالمعلق علي خشبة واضح أمام الناس، لم يقتل في الخفاء، إنما أمام الكل، وخارج المحلة حتى لا ينسجها! وكل من يراه يعرف أنه لابد مستحق الموت بسبب خطايا بشعة قد ارتكبها.و احتمل السيد المسيح كل هذا العار، لأجلنا لكي يفدينا.