موت المسيح فى القرآن
سورة مريم - سورة 19 - آية 33
وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا
جاء فى تفسير القرطبى القرطبي:
وَالسَّلَامُ عَلَيَّ
أي السلامة علي من الله تعالى . قال الزجاج: ذكر السلام قبل هذا بغير ألف ولام فحسن في الثانية ذكر الألف واللام .
يَوْمَ وُلِدْتُ
يعني في الدنيا . وقيل: من همز الشيطان كما تقدم في " آل عمران " .
وَيَوْمَ أَمُوتُ
يعني في القبر
وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا:
اي وفي الآخرة مبعوثا بعد ان يقوم من الاموات
ويقول المعترض:
نعم قد قال القرآن بموت المسيح في الدنيا
ولكن ليس موته في زمن بني اسرائيل بل في آخر الزمان عندما ينزل ويحرر بيت المقدس مع الامام المهدي، ثم يموت في تلك الأيام ويدفن.
وهذا غير صحيح للأسباب التالية:
1- جملة أُبْعَثُ حَيًّا تعنى أن المسيح قد مات فى الأول ثم بعث حياً
2- لو كان المقصود موتة فى أخر الأيام
لقال: وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا وَيَوْمَ أَمُوتُ
وليس: وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا
لإن نص سورة مريم آية 33 تعنى انه يولد ثم يموت ثم يبعث حيا
وليس يولد ثم يبعث حيا ثم بعد ذلك يموت
سورة المائدة (117): "فلما توفيتني كنت أنت الرقيبَ عليهم وأنت على كل شيء شهيد"
ومنها يتضح أن المسيح توفي على أيدي اليهود وكان الله رقيبا عليهم
ِاذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُون
قال الأمام الرازى: "روى ابن عباس ومحمد ابن اسحق أن معنى متوفيك أى مميتك". (تفسير الرازى جزء 2 ص 457)
وقال السيوطي: في كتاب (الإتقان جزء1 ص 116) "متوفيك: مميتك"
وجاء في تفسير ابن كثير:
إختلف المفسرون في قوله تعالى (إني متوفيك ورافعك إلي) فقال قتادة وغيره هذا من المقدم والمؤخر وتقديره إني رافعك إلي ومتوفيك يعني بعد ذلك
وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس إني متوفيك أي مميتك
وقال محمد بن إسحاق عمن لا يتهم عن وهب بن منبه قال توفاه الله ثلاث ساعات من أول النهار حين رفعه إليه
قال ابن إسحاق والنصارى يزعمون أن الله توفاه سبع ساعات ثم أحياه
قال إسحاق بن بشر عن إدريس عن وهب أماته الله ثلاثة أيام ثم بعثه ثم رفعه
قال مطر الوراق إني متوفيك من الدنيا وليس بوفاة موت وكذا قال ابن جرير توفيه هو رفعه وقال الأكثرون المراد بالوفاة هاهنا النوم كما قال تعالى (وهو الذي يتوفاكم بالليل) الآية وقال تعالى (الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها) الآية وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا قام من النوم الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور" وكذلك " وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا أحمد بن عبد الرحمن حدثنا عبد الله بن أبي جعفر عن أبيه حدثنا الربيع بن أنس عن الحسن أنه قال في قوله تعالى (إني متوفيك) يعني وفاة المنام رفعه الله في منامه"
ومن يزعم هنا أن الوفاه هى النوم
نرد ونقول أن المسيح فى هذا الموقف لم يكن نائماً
بل كان معلقاً ومصلوبا على الصليب
فأى نوم هذا!!!