مـــــــــــــنتدى رومــــــكم على البالتـــواك7ewar jaree2 fee aladyan
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مـــــــــــــنتدى رومــــــكم على البالتـــواك7ewar jaree2 fee aladyan

مـــــــــــــــــنتدى_مسيحيــــــــــات_حقوق انســـــــــــــــــان_ اســــــــــــلامــــــــــــــــيات
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الإسراء والمعراج وصعود إبراهيم فى الهاجادا والقرآن

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
margerges_4jc
Admin



عدد المساهمات : 567
نقاط : 1711
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 18/08/2010

الإسراء والمعراج وصعود إبراهيم فى الهاجادا والقرآن Empty
مُساهمةموضوع: الإسراء والمعراج وصعود إبراهيم فى الهاجادا والقرآن   الإسراء والمعراج وصعود إبراهيم فى الهاجادا والقرآن I_icon_minitimeالجمعة سبتمبر 03, 2010 7:12 am

الإسراء والمعراج وصعود إبراهيم فى الهاجادا والقرآن

صعود إبراهيم في سفر وصية إبراهيم الأبوكريفي من مصادر قصة معراج محمد

هذه القصة التي يترجمها لويس جينزبرج ويختصرها تعود أصلا إلى كتاب (عهد إبراهيم) الأبوكريفي

في قصة طويلة من فصل (إبرهيم) بعنوان (النذير بالموت) أن الرب أرسلَ ملاك رئيس ميخائيل لإبلاغ إبراهيم بأنه حان وقت موته، وكانت مهمته قبض روحه، وعندما شاهده إبراهيم في تنكره في شكل رجل رحب به وكان يريده أن يركب معه على دابة فرفض وسارا حتى البيت، وفي الطريق سمع موسى غناءً من شجرة ضخمة من فرع منها قال له: "أنت مقدس، لأنك أديتَ الذي أُرسِلْتَ له." فعلم إبراهيم أنه سيموت وأخفى ما سمع في قلبه ظاناً أن ضيفه لم يسمع ما سمعه هو. عندما كان إبراهيم يأمر ابنه إسحاق بوضع ماء قال له أن تلك آخر قدمي ضيف سيغسلها في تلك القصعة، مما جعل إسحاق يبكي، واستحيى الملاكُ من قول الأمر لإبراهيم واحتار لأنه وجد النبي مضيافاً طيباً لطيف المعشر وكان قد قدم له مائدة حافلة في الأسفل في بيته، فصعد الملاك سريعاً قبل الجلوس على تلك المائدة ليستشير الرب ويسأله ماذا يفعل وليساعده على إحراجه وتردده، وعند المائدة جعل الله روحاً في فم الملاك لتأكل الطعام بدلاً منه بينما هو يتظاهر بالأكل معهم على المائدة لأن الملائكة لا يأكلون ولا يشربون، ثم عند وقت النوم بعدما تركوا غرفة لنوم الضيف جعل الربُ إسحاقَ يرى حلماً أثناء نومه جعله يخرج من غرفته فزعاً باكياً قائلاً: "دعني ألمسك يا أبي قبل أن يأخذوك مني." وهكذا جعل الرب إسحاق يفهم أن أباه سيموت وينقل هذا لأبيه ولأمه سارة، فبكوا وقلدهم الملاك في نمط بكائهم، لكن سارة من خلال كلام الملاك وسماعها له علمت أنه ملاك وأنه نفس الذي سبق أن زارهم مع الملاكين الآخرين عند بلوطات ممرا فأشارت إلى إبراهيم من طرف خفيّ للذهاب خارجاً عند الباب، لتتحدث معه وتخبره بذا، فقال هو الآخر أنه أدرك أيضاً أنه الملاك عندما غسل قدميه إذ شعر في قلبه أنهما نفس القدمين التي غسل عند بلوطات ممرا، والذي ذهب مع الآخر لإنقاذ لوط [قبل تدمير قرى سدوم وعمورة].. ويفسر الملاكُ الحلمَ بأن إبراهيم سترفع روحه إلى الله، وسيظل جسده الميت على الأرض.. إلخ القصة.



وتمنى إبراهيم من الرب قبل موته أن يرى كل مخلوقات الله في الجنة والأرض، ونقل الملاكُ ميخائيل طلبَه إلى الرب الذي وافقَ عليه وأمر الملاكَ بطاعته في كل ما يطلب إبراهيم منه، وأن يتعامل معه كصديقه.[يعني خليله أي خليل الله]



(إبراهيم يشاهد المساء والأرض)

فحمله ميخائيل على عربة الكروبيم، وقاده في السماء مع ستين ملاكاً، وشاهد كل الأشياء التي على الأرض، سواء الجيدة أو السيئة، نظر إلى الأسفل على الأرض فرأى رجلاً يرتكب جريمة السِفاح مع امرأة متزوجة، فالتفت إلى ميخائيل وأمره بإرسال نار لإهلاكهما فنزلت نار فوراً والتهمتهما، لأن الرب قد أمر ميخائيل لعمل مهما يأمر به إبراهيم.

نظر ثانية فرأى لصوصاً يحفرون خلال منزلٍ فأمر إبراهيم: دع الوحوش البرية تأتي من الصحراء وتمزقهم إلى أشلاء، فخرجت وحوش البرية فوراً من الصحراء والتهموهم، نظر مرة أخرى إلى أسفل، ورأى ناساً يُقدِمون على ارتكاب جريمة قتلٍ، فأمر: دع الأرض تفتح فمها وتبتلعهم، وكما قال ابتلعتهم الأرضُ أحياءً.



ثم تحدث الربُ إلى ميخائيل: "أعدْ إبراهيمَ إلى بيته ولا تدعه يدور على كل الأرض، لأنه ليس له شفقة على الآثمين، لكني عندي شفقة عليهم، لأنهم قد يتوبون ويحيون ويندمون على ذنوبهم، فيُنْقَذون."



لذا دار ميخائيل بالعربة، وجلب إبراهيم إلى مكان الحكم على كل الأرواح،، فرأى إبراهيم طريقين إحداهما طريق كرب وضيقة والأخرى واسعة وعريضة. ورأى هناك بابين أحدهما واسع يوصل إلى الطريق الواسعة، وباب ضيق يوصل إلى الطريق الضيقة. ورأيت هناك خارج البابين رجلاً جالساً على كرسي مرصع بالذهب وكانت هيئته مهيبة كهيبة السيد. ورأيت أرواحاً كثيرة تسوقها الملائكة وتُدخِلها من الباب الواسع، ورأيت أرواحاً أخرى وهي قليلة العدد تحملها الملائكة وتُدخِلها في الباب الضيق. ولما رأى الرجل العجيب الذي كان مستوياً على الكرسي الذهبي أن الذين يدخلون من الباب الضيق قليلون، والذين يدخلون من الباب الواسع كثيرون، أمسك حالاً هذا الرجل العجيب شعر رأسه وجانبَي لحيته وألقى بنفسه من الكرسي إلى الأرض ينوح ويندب. ولما رأى أرواحاً كثيرة تدخل من الباب الضيق كان يقوم من على الأرض ويجلس على كرسيه مهللاً. ثم استفهم إبراهيم من رئيس الملائكة وقال له: يا مولاي الرئيس، من هذا الرجل العجيب الموشح بمثل هذا المجد وهو تارة يبكي ويولول وأخرى يفرح ويهلل؟ فقال له: إن هذا الشخص المجرد من الجسد (الملاك) هو آدم، أول شخص خُلق، وهو في هذا المجد العظيم يشاهد العالم لأن الجميع تناسلوا منه. فإذا رأى أرواحاً كثيرة تدخل من الباب الضيق يقوم ويجلس على كرسيه فرحاً ومهللاً من السرور، لأن الباب الضيق هو باب الصالحين المؤدي إلى الحياة، والذين يدخلون منه يذهبون إلى جنة النعيم. ولهذا السبب يفرح لأنه يرى الأنفس تفوز بالنجاة. ولما يرى أنفساً كثيرة تدخل من الباب الواسع ينتف شعر رأسه ويلقي بنفسه على الأرض باكياً ومولولاً بحُرقة، لأن الباب الواسع هو باب الخطاة الذي يؤدي إلى الهلاك والعقاب الأبدي.



فيحزن إبراهيم لأنه لا يستطيع دخول الفردوس لكبر جثته فيطمئنه الله حيث قال له: "لا تخف ولا تحزن. فسوف تدخل دون تعويق، وكل الذين مثلك."



وبعد هنيهة دخل السماء الثانية ونظر الميزان يزن فيه أحد الملائكة أعمال الناس. ونص تلك العبارة «إن كرسياً كان موضوعاً في وسط البابين، وكان جالساً عليه رجل عجيب، وأمامه مائدة تشبه البلور وكلها من ذهب وكتان رفيع. وعلى المائدة كتاب سُمكه ست أذرع وعرضه عشر أذرع. وعلى يمينها ويسارها ملاكان يمسكان بورقة وحبر وقلم. وأمام المائدة ملاكٌ يشبه النور يمسك ميزاناً بيده. وعلى اليسار ملاك من نار عليه علامات القسوة والفظاظة والغلظة يمسك بوقاً فيه نار آكلة، لامتحان الخطاة. وكان الرجل العجيب الجالس على الكرسي يدين ويمتحن الأرواح، والملاكان اللذان عن اليمين واليسار يكتبان ويسجّلان أعمال الناس. فكان الملاك الذي على اليمين يكتب ويسجّل الأعمال الصالحة، والملاك الذي على اليسار يكتب الخطايا. أما الملاك الذي أمام المائدة والممسك الميزان فكان يزن الأرواح، والملاك الناري الممسك بالنار كان يمتحن الأرواح. فاستفهم إبراهيم من ميخائيل رئيس الملائكة: ما هذه الأشياء التي نشاهدها؟ فقال له رئيس الملائكة: إن ما تراه أيها الفاضل إبراهيم هو الحساب والعقاب والثواب» (كتاب «عهد إبراهيم» كتاب 1 فصل 12).



لاحظ إبراهيم أن روحاً حُكِمَ عليها أن تظل في الوسط، فسأل ميخائيل عن سبب ذلك، فأجابه ميخائيل: "لأن القاضي وجد سيئاتها وحسناتها متساويات، إنها لا سُلِّمَتْ إلى القاضي ولا أُنْقِذَتْ." قال إبراهيم لميخائيل: "دعنا نصلي لهذه الروح، ونرى ما إذا كان الرب سيستمع لنا."، وعندما نهضوا من صلاتهم خبَّرَه ميخائيل أن الروح قد أُنقِذَتْ بصلاتِه. وأخذها ملاكٌ لوضعها في الفردوس. قال إبراهيم لميخائيل: "هلم أيضاً ندعو الربَّ ونلتمس شفقتَه ونتوسل لرحمته لأرواح الآثمين اللذين سالفاً في غضبي لعنتُهم وأهلكتُهم، اللذيْنِ التهمتهما النار واللذين مزقتهم الوحوش البرية إلى أشلاء واللذين ابتلعتهم الأرض، بسبب كلماتي. الآن اعلم أني ارتكبتُ خطيئة أمام السيد ربنا.



بعد الصلاة المشتركة للملاك رئيس وإبراهيم، جاء صوت من السماء قائلاً: "إبراهيم، إبراهيم، لقد أصغيتُ إلى صلاتِكَ، وقد سامحتَكَ على خطيئتِكَ، واللذين تظن أني أهلكتهم، قد دعوتهم وجلبتهم إلى الحياة بحناني الفائق، لأن هناك أوانٌ للعقاب في الدينونة، أما اللذين أهلكتُهم وهم أحياءٌ فأنا لن أعاقبَهم عند موتِهم.



عندما أعاد ميخائيلُ إبراهيمَ إلى بيته، وجدوا سارة ميتة، لم تعلم ما قد حدث مع إبراهيم، لقد أهلكها الحزن وأفاضت روحَها.



تقول الأسطورة أن إبراهيم كان يرفض منذ زيارة الملاك رئيس ميخائيل له أن يموت بشدة، حتى لما ظهر له الموت في شكل لطيف له عبير ومنظر بديع بدلا من الموت الذي يحدث للناس بالفساد والمرض والخوف والألم، ورغم ذلك يستمر إبراهيم في الرفض، ثم طلب إبراهيم من الموت أن يُظهِر له شكلَه الحقيقي (أن يُظهِر له فسادَه)، فعرض رأسين أحدهما كان رأس ثعبان، والآخر مثل السيف، كل خدم إبراهيم اللذين شاهدوا هذا المنظر الحقيقيّ للموت ماتوا، لكن إبراهيم ما كانت نظرات الموت قادرة على التسبب بمغادرة روحِه جسدَه، صلى إبراهيم إلى الرب والرب أقامهم، أزال الربُّ روحَ إبراهيمَ كما لو كان حلماً، والملاك رئيس ميخائيل أخذها إلى الفردوس، بعد المديح والتمجيد الموجهين إلى الرب من الملائكة اللذين جلبوا روح إبراهيم، وبعدما انحنى إبراهيم للصلاة، بعدها أتى صوتُ الربِّ، قائلاً هكذا: "خذوا صديقي إبراهيم إلى الفردوس، حيث مسكن أتقيائي ومساكن قديسيَّ إسحاقَ ويعقوبَ في حضنه[حضن إسحاق]، حيث لا بلاءَ ولا حزنَ ولا تنهدَ، فقط سلامٌ وابتهاجٌ وحياةٌ لا نهائية.



نشاط إبراهيم لم ينتهِ بموته، وكما توسَّطَ في هذا العالم للآثمين، كذلك سوف يتوسط لهم في العالم الآتي. في يوم الدينونة سيجلس عند بوابة الجحيم، ولن يترك اللذين حفظوا شريعة الختان يدخلون إلى هناك.



للاطلاع على النص الكامل لسفر وصية إبراهيم، يرجى العودة إلى ترجمته العربية كتابات ما بين العهدين/ج3/ ص527



*بعض ما اقتبسه محمد من تلك القصة:



أولاً- أشار القرآن بشكل مختصر بائس إلى تلك الأسطورة الهاجادية الثرية جداً بشكل ضعيف خائب، فقال: {.. وكذلك نري إبراهيم ملكوت السماء والأرض وليكون من الموقنين (75)} سورة الأنعام: 75



ثانياً- ورد في سورة القارعة 101: 6-8 {فأما من ثقلت موازينه فهو في عيشة راضية، وأما من خفَّت موازينه فأمُّه هاوية}. وغيرها من آيات، ولا لزوم لأن نذكر كل ما ورد في الأحاديث بخصوص الميزان الكثيرة، لأنها معروفة.



ثالثاً- وذكر بعد هذا أن إبراهيم رأى أن الروح التي تكون أعمالها الصالحة والطالحة متساوية لا تُحسب من المخلَّصين ولا من الهالكين، ولكنها تقيم في موضع وسط بين الاثنين». وهذا المذهب يشبه ما ورد في سورة الأعراف: 7{وبينهما حجاب، وعلى الأعراف رجال}

فيتَّضح مما تقدم أن محمداً اقتبس مسألة الميزان الذي ذكره في القرآن من هذا الكتاب الموضوع الذي أُلف في مصر نحو 400 سنة قبل الهجرة، والأرجح أنه عرف مضمون هذا الكتاب من مارية القبطية التي كانت سريته أو أحد المسيحيين السابقين المساعدين له. غير أن منشأ قضية الميزان الواردة في عهد إبراهيم ليست من التوراة والإنجيل، ولكن منشأها كتاب قديم جداً عنوانه «كتاب الأموات» وُجدت منه نُسخ كثيرة بخط اليد في قبور المصريين عبدة الأصنام. ودفنوا هذا الكتاب مع الموتى، لأن قدماء المصريين كانوا يعتقدون أن أحد آلهتهم واسمه «تحوتي» ألَّفه، وزعموا أن الموتى يحتاجون إلى التعلم منه بعد موتهم. وفي أول فصل 125 من هذا الكتاب صورة إلهين اسمهما «حور» و«أنبو» وضعا في كفة من هذا الميزان قلب رجل بار صالح توفي. ووضعا في الكفة الأخرى تمثال إله آخر من آلهتهم اسمه «معت» أو الصدق. أما إلههم «تحوت» فكان يقيد أعمال الميت في سجل.

فيتضح مما ذكر أن القرآن اتخذ مسألة الميزان من كتاب «عهد إبراهيم» وأن مسألة الميزان فيه مأخوذة من الروايات الشفاهية التي وصلت من السلف إلى الخلف من اعتقادات قدماء المصريين المدوَّنة في «كتاب الأموات» الذي هو مصدر ذكر الميزان الأصلي.



رابعاً- وورد في الأحاديث أن محمداً رأى في ليلة المعراج آدم أب البشر تارة يبكي ويولول وأخرى يفرح ويهلل (البخاري ومسلم ومسند أحمد وكتب السنن) حيث يقول: «فلما فتح علونا السماء الدنيا إذا رجل قاعد على يمينه وعلى يساره أسودة. إذا نظر قِبل يمينه ضحك، وإذا نظر قِبل شماله بكى. فقال: مرحباً بالنبي الصالح والابن الصالح. قلت لجبرائيل: من هذا؟ قال: هذا آدم، وهذه الأسودة عن يمينه وعن شماله نسم بنيه، فأهل اليمين منهم أهل الجنة، والأسودة التي عن شماله أهل النار. فإذا نظر عن يمينه ضحك، وإذا نظر عن شماله بكى».

رواه البخاري في ك الصلاة ب كيف فرضت الصلوات في الإسراء، ومسلم في ك الإيمان ب الإسراء.

وأصل هذا الحديث أيضاً من كتاب «عهد إبراهيم» فقد ورد فيه ما يماثله كما رأينا في (كتاب 1 فصل 11)



خامساً- سماع إبراهيم لأغنية الشجرة التي تحدثه فيها، يذكرنا بقول محمد في كتب الأحاديث وسيرة ابن هشام أنه يعرف أشجاراً وحجارة كن يسلمنَّ عليه قبل بعثته النبوية في مكة.

فروى ابن إسحاق في السيرة النبوية:

قال ابن إسحاق: وحدثني عبد الملك بن عُبَيْد اللّه بن أبي سفيان بن العلاء بن جارية الثقفي، وكان واعيةً، عن بعض أهل العلم:

أن رسول اللّه حين أراده اللّه بكرامته، وابتدأه بالنبوة، كان إذا خرج لحاجته أبعدَ حتى تحسَّرَ عنه البيوتُ، ويُفضى إلى شِعاب مكة وبطون أوديتها، فلا يمر رسول اللّه بحجر ولا شجر، إلا قال: السلامُ عليك يا رسولَ اللّه. قال: فيلتفتُ رسول اللّه حولَه، وعن يمينه وشماله وخلفه، فلا يرى إلا الشجرَ والحجارة، فمكث رسول اللّه كذلك يرى ويسمع، ما شاء اللّهُ أن يمكثَ، ثم جاءه جبريل عليه السلام بما جاءه من كرامة اللّه، وهو بحراء في شهر رمضان.



وروى مسلم في صحيحه:

[2277] وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا يحيى بن أبي بكير عن إبراهيم بن طهمان حدثني سماك بن حرب عن جابر بن سمرة قال قال رسول الله إني لأعرف حجرا بمكة كان يسلم علي قبل أن أبعث إني لأعرفه الآن.



وقد رواه الترمذي 3624 وأحمد 5/ 89- 95- 105 والحاكم 4/70 والدارمي20 والبيهقي في دلائل النبوة2/146



سادساً- مسألة أن إبراهيم لما سمع ما تقول الشجرة علم أن هذا أوان موته، يذكرنا بما تزعمه الأحاديث أن محمداً لما أنزلت عليه الآية{اليومَ أكملتُ لكم دينَكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيتُ لكم الإسلامَ ديناً} علم أن هذا أذان بموته وأن قد نُعِيَ إلى موته، فقال في أكثر من مرة ما يدل على أن هذا وقت اقتراب موته الوشيك، كمثل ما قاله في حجة الوداع: لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا، وزيارته للبقيع مدفن شهداء معركة بدر، وغيرها من قصص في الأحاديث. وانظر تفسير ابن عباس لآية {إذا جاء نصر الله والفتح. ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا. فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا} في تفسيره لآية الأولى.



سابعاً- قارن رفع الرب لإبراهيم مع ما يقوله محمد من أنه لقاه في السماء السادسة في رحلة معراجه الأسطورية وأنه رحب به وحياه وامتدحه. ثم إدخاله الجنة مع ما يرويه محمد أنه رآه في الجنة رجلا عملاقاً طوالا حوله أطفال الجنة.

فروى البخاري:

1386 - حدثنا موسى بن إسماعيل: حدثنا جرير بن حازم: حدثنا أبو رجاء، عن سمرة بن جندب قال:

كان النبي إذا صلى صلاة، اقبل علينا بوجهه، فقال: (من رأى منكم الليلة رؤيا). قال: فإن رأى أحد قصها، فيقول: (ما شاء الله). فسألنا يوما فقال: (هل رأى أحد منكم رؤيا). قلنا: لا، قال: (لكني رأيت الليلة رجلين أتياني فأخذا بيدي، فأخرجاني إلى الأرض المقدسة، فإذا رجل جالس، ورجل قائم، بيده كلوب من حديد) قال بعض أصحابنا عن موسى: (إنه يدخل ذلك الكوب في شدقه حتى يبلغ قفاه، ثم يفعل بشدقه الآخر مثل ذلك، ويلتئم شدقه هذا، فيعود فيصنع مثله. قلت: ما هذا؟ قالا: انطلق، فانطلقنا، حتى أتينا على رجل مضطجع على قفاه، ورجل قائم على رأسه بفهر، أو صخرة، فيشدخ بها رأسه، فإذا ضربه تدهده الحجر، فانطلق إليه ليأخذه، فلا يرجع إلى هذا، حتى يلتئم رأسه، وعاد رأسه كما هو، فعاد إليه فضربه، قلت: من هذا؟ قالا: انطلق، فانطلقنا إلى ثقب مثل التنور، أعلاه ضيق وأسفله واسع، يتوقد تحته نارا، فإذا اقترب ارتفعوا، حتى كادوا أن يخرجوا، فإذا خمدت رجعوا فيها، وفيها رجال ونساء عراة، فقلت: من هذا؟ قالا: انطلق، فانطلقنا، حتى أتينا على نهر من دم فيه رجل قائم، وعلى وسط النهر - قال يزيد ووهب ابن جرير، عن جرير بن حازم - وعلى شط النهر رجل بين يديه حجارة، فأقبل الرجل الذي في النهر، فإذا أراد أن يخرج رمى الرجل بحجر في فيه، فرده حيث كان، فجعل كلما جاء ليخرج رمى في فيه بحجر، فيرجع كما كان، فقلت: من هذا؟ قالا: انطلق، فانطلقنا، حتى انتهيا إلى روضة خضراء، فيها شجرة عظيمة، وفي أصلها شيخ وصبيان، وإذا رجل قريب من الشجرة، بين يديه نار يوقدها، فصعدا بي في الشجرة، وأدخلاني دارا، لم أر قط أحسن منها، فيها رجال شيوخ، وشباب ونساء وصبيان، ثم أخرجاني منها فصعدا بي الشجرة، فأدخلاني دارا، هي أحسن وأفضل، فيها شيوخ وشباب، قلت: طوفتماني الليلة، فأخبراني عما رأيت. قالا: نعم، أما الذي رايته يشق شدقه فكذاب، يحدث بالكذبة، فتحمل عنه حتى تبلغ الآفاق، فيصنع به إلى يوم القيامة، والذي رأيته يشدخ رأسه، فرجل علمه الله القرآن، فنام عنه بالليل، ولم يعمل فيه بالنهار، يفعل به إلى يوم القيامة، والذي رأيته في الثقب فهم الزناة، والذي رأيته في النهر آكلوا الربا، والشيخ في أصل الشجرة إبراهيم عليه السلام، والصبيان حوله فأولاد الناس، والذي يوقد النار مالك خازن النار، والدار الأولى التي دخلت دار عامة المؤمنين، وأما هذه الدار فدار الشهداء، وأنا جبريل، وهذا مكيائيل، فارفع رأسك، فرفعت رأسي، فإذا فوقي مثل السحاب، قالا: ذاك منزلك، قلت: دعاني أدخل منزلي، قالا: إنه بقي لك عمر لم تستكمله، فلو استكملت أتيت منزلك).



وروى أحمد بن حنبل:

19236 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا عَوْفٌ عَنْ أَبِي رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيِّ حَدَّثَنَا سَمُرَةُ بْنُ جُنْدُبٍ الْفَزَارِيُّ قَالَ

كَانَ رَسُولُ اللَّهِ مِمَّا يَقُولُ لِأَصْحَابِهِ هَلْ رَأَى أَحَدٌ مِنْكُمْ رُؤْيَا قَالَ فَيَقُصُّ عَلَيْهِ مَنْ شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَقُصَّ قَالَ وَإِنَّهُ قَالَ لَنَا ذَاتَ غَدَاةٍ إِنَّهُ أَتَانِي اللَّيْلَةَ آتِيَانِ وَإِنَّهُمَا ابْتَعَثَانِي وَإِنَّهُمَا قَالَا لِي انْطَلِقْ وَإِنِّي انْطَلَقْتُ مَعَهُمَا وَإِنَّا أَتَيْنَا عَلَى رَجُلٍ مُضْطَجِعٍ وَإِذَا آخَرُ قَائِمٌ عَلَيْهِ بِصَخْرَةٍ وَإِذَا هُوَ يَهْوِي عَلَيْهِ بِالصَّخْرَةِ لِرَأْسِهِ فَيَثْلَغُ بِهَا رَأْسَهُ فَيَتَدَهْدَهُ الْحَجَرُ هَاهُنَا فَيَتْبَعُ الْحَجَرَ يَأْخُذُهُ فَمَا يَرْجِعُ إِلَيْهِ حَتَّى يَصِحَّ رَأْسُهُ كَمَا كَانَ ثُمَّ يَعُودُ عَلَيْهِ فَيَفْعَلُ بِهِ مِثْلَ مَا فَعَلَ الْمَرَّةَ الْأُولَى قَالَ قُلْتُ سُبْحَانَ اللَّهِ مَا هَذَانِ قَالَ قَالَا لِي انْطَلِقْ انْطَلِقْ فَانْطَلَقْتُ مَعَهُمَا فَأَتَيْنَا عَلَى رَجُلٍ مُسْتَلْقٍ لِقَفَاهُ وَإِذَا آخَرُ قَائِمٌ عَلَيْهِ بِكَلُّوبٍ مِنْ حَدِيدٍ وَإِذَا هُوَ يَأْتِي أَحَدَ شِقَّيْ وَجْهِهِ فَيُشَرْشِرُ شِدْقَهُ إِلَى قَفَاهُ وَمَنْخِرَاهُ إِلَى قَفَاهُ وَعَيْنَاهُ إِلَى قَفَاهُ قَالَ ثُمَّ يَتَحَوَّلُ إِلَى الْجَانِبِ الْآخَرِ فَيَفْعَلُ بِهِ مِثْلَ مَا فَعَلَ بِالْجَانِبِ الْأَوَّلِ فَمَا يَفْرُغُ مِنْ ذَلِكَ الْجَانِبِ حَتَّى يَصِحَّ الْأَوَّلُ كَمَا كَانَ ثُمَّ يَعُودُ فَيَفْعَلُ بِهِ مِثْلَ مَا فَعَلَ بِهِ الْمَرَّةَ الْأُولَى قَالَ قُلْتُ سُبْحَانَ اللَّهِ مَا هَذَانِ قَالَ قَالَا لِي انْطَلِقْ انْطَلِقْ قَالَ فَانْطَلَقْنَا فَأَتَيْنَا عَلَى مِثْلِ بِنَاءِ التَّنُّورِ قَالَ عَوْفٌ وَأَحْسَبُ أَنَّهُ قَالَ وَإِذَا فِيهِ لَغَطٌ وَأَصْوَاتٌ قَالَ فَاطَّلَعْتُ فَإِذَا فِيهِ رِجَالٌ وَنِسَاءٌ عُرَاةٌ وَإِذَا هُمْ يَأْتِيهِمْ لَهِيبٌ مِنْ أَسْفَلَ مِنْهُمْ فَإِذَا أَتَاهُمْ ذَلِكَ اللَّهَبُ ضَوْضَوْا قَالَ قُلْتُ مَا هَؤُلَاءِ قَالَ قَالَا لِي انْطَلِقْ انْطَلِقْ قَالَ فَانْطَلَقْنَا فَأَتَيْنَا عَلَى نَهَرٍ حَسِبْتُ أَنَّهُ قَالَ أَحْمَرَ مِثْلِ الدَّمِ وَإِذَا فِي النَّهَرِ رَجُلٌ يَسْبَحُ ثُمَّ يَأْتِي ذَلِكَ الرَّجُلُ الَّذِي قَدْ جَمَعَ الْحِجَارَةَ فَيَفْغَرُ لَهُ فَاهُ فَيُلْقِمُهُ حَجَرًا حَجَرًا قَالَ فَيَنْطَلِقُ فَيَسْبَحُ مَا يَسْبَحُ ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَيْهِ كُلَّمَا رَجَعَ إِلَيْهِ فَغَرَ لَهُ فَاهُ وَأَلْقَمَهُ حَجَرًا قَالَ قُلْتُ مَا هَذَا قَالَ قَالَا لِي انْطَلِقْ انْطَلِقْ فَانْطَلَقْنَا فَأَتَيْنَا عَلَى رَجُلٍ كَرِيهِ الْمَرْآةِ كَأَكْرَهِ مَا أَنْتَ رَاءٍ رَجُلًا مَرْآةً فَإِذَا هُوَ عِنْدَ نَارٍ لَهُ يَحُشُّهَا وَيَسْعَى حَوْلَهَا قَالَ قُلْتُ لَهُمَا مَا هَذَا قَالَ قَالَا لِي انْطَلِقْ انْطَلِقْ قَالَ فَانْطَلَقْنَا فَأَتَيْنَا عَلَى رَوْضَةٍ مُعْشِبَةٍ فِيهَا مِنْ كُلِّ نَوْرِ الرَّبِيعِ قَالَ وَإِذَا بَيْنَ ظَهْرَانَيْ الرَّوْضَةِ رَجُلٌ قَائِمٌ طَوِيلٌ لَا أَكَادُ أَنْ أَرَى رَأْسَهُ طُولًا فِي السَّمَاءِ وَإِذَا حَوْلَ الرَّجُلِ مِنْ أَكْثَرِ وِلْدَانٍ رَأَيْتُهُمْ قَطُّ وَأَحْسَنِهِ قَالَ قُلْتُ لَهُمَا مَا هَذَا وَمَا هَؤُلَاءِ قَالَ قَالَا لِي انْطَلِقْ انْطَلِقْ قَالَ فَانْطَلَقْنَا فَانْتَهَيْنَا إِلَى دَوْحَةٍ عَظِيمَةٍ لَمْ أَرَ دَوْحَةً قَطُّ أَعْظَمَ مِنْهَا وَلَا أَحْسَنَ قَالَ فَقَالَا لِي ارْقَ فِيهَا فَارْتَقَيْنَا فِيهَا فَانْتَهَيْتُ إِلَى مَدِينَةٍ مَبْنِيَّةٍ بِلَبِنٍ ذَهَبٍ وَلَبِنٍ فِضَّةٍ فَأَتَيْنَا بَابَ الْمَدِينَةِ فَاسْتَفْتَحْنَا فَفُتِحَ لَنَا فَدَخَلْنَا فَلَقِينَا فِيهَا رِجَالًا شَطْرٌ مِنْ خَلْقِهِمْ كَأَحْسَنِ مَا أَنْتَ رَاءٍ وَشَطْرٌ كَأَقْبَحِ مَا أَنْتَ رَاءٍ قَالَ فَقَالَا لَهُمْ اذْهَبُوا فَقَعُوا فِي ذَلِكَ النَّهَرِ فَإِذَا نَهَرٌ صَغِيرٌ مُعْتَرِضٌ يَجْرِي كَأَنَّمَا هُوَ الْمَحْضُ فِي الْبَيَاضِ قَالَ فَذَهَبُوا فَوَقَعُوا فِيهِ ثُمَّ رَجَعُوا إِلَيْنَا وَقَدْ ذَهَبَ ذَلِكَ السُّوءُ عَنْهُمْ وَصَارُوا فِي أَحْسَنِ صُورَةٍ قَالَ فَقَالَا لِي هَذِهِ جَنَّةُ عَدْنٍ وَهَذَاكَ مَنْزِلُكَ قَالَ فَبَيْنَمَا بَصَرِي صُعُدًا فَإِذَا قَصْرٌ مِثْلُ الرَّبَابَةِ الْبَيْضَاءِ قَالَا لِي هَذَاكَ مَنْزِلُكَ قَالَ قُلْتُ لَهُمَا بَارَكَ اللَّهُ فِيكُمَا ذَرَانِي فَلَأَدْخُلُهُ قَالَ قَالَا لِي الْآنَ فَلَا وَأَنْتَ دَاخِلُهُ قَالَ فَإِنِّي رَأَيْتُ مُنْذُ اللَّيْلَةِ عَجَبًا فَمَا هَذَا الَّذِي رَأَيْتُ قَالَ قَالَا لِي أَمَا إِنَّا سَنُخْبِرُكَ أَمَّا الرَّجُلُ الْأَوَّلُ الَّذِي أَتَيْتَ عَلَيْهِ يُثْلَغُ رَأْسُهُ بِالْحَجَرِ فَإِنَّهُ رَجُلٌ يَأْخُذُ الْقُرْآنَ فَيَرْفُضُهُ وَيَنَامُ عَنْ الصَّلَوَاتِ الْمَكْتُوبَةِ وَأَمَّا الرَّجُلُ الَّذِي أَتَيْتَ عَلَيْهِ يُشَرْشَرُ شِدْقُهُ إِلَى قَفَاهُ وَعَيْنَاهُ إِلَى قَفَاهُ وَمَنْخِرَاهُ إِلَى قَفَاهُ فَإِنَّهُ الرَّجُلُ يَغْدُو مِنْ بَيْتِهِ فَيَكْذِبُ الْكَذِبَةَ تَبْلُغُ الْآفَاقَ وَأَمَّا الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ الْعُرَاةُ الَّذِينَ فِي بِنَاءٍ مِثْلِ بِنَاءِ التَّنُّورِ فَإِنَّهُمْ الزُّنَاةُ وَالزَّوَانِي وَأَمَّا الرَّجُلُ الَّذِي يَسْبَحُ فِي النَّهَرِ وَيُلْقَمُ الْحِجَارَةَ فَإِنَّهُ آكِلُ الرِّبَا وَأَمَّا الرَّجُلُ الْكَرِيهُ الْمَرْآةِ الَّذِي عِنْدَ النَّارِ يَحُشُّهَا فَإِنَّهُ مَالِكٌ خَازِنُ جَهَنَّمَ وَأَمَّا الرَّجُلُ الطَّوِيلُ الَّذِي رَأَيْتَ فِي الرَّوْضَةِ فَإِنَّهُ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَام وَأَمَّا الْوِلْدَانُ الَّذِينَ حَوْلَهُ فَكُلُّ مَوْلُودٍ مَاتَ عَلَى الْفِطْرَةِ قَالَ فَقَالَ بَعْضُ الْمُسْلِمِينَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَأَوْلَادُ الْمُشْرِكِينَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ وَأَوْلَادُ الْمُشْرِكِينَ وَأَمَّا الْقَوْمُ الَّذِينَ كَانَ شَطْرٌ مِنْهُمْ حَسَنًا وَشَطْرٌ قَبِيحًا فَإِنَّهُمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا فَتَجَاوَزَ اللَّهُ عَنْهُمْ

سَمِعْت مِنْ عَبَّادِ بْنِ عَبَّادٍ يُخْبِرُ بِهِ عَنْ عَوْفٍ عَنْ أَبِي رَجَاءٍ عَنْ سَمُرَةَ عَنْ النَّبِيِّ قَالَ فَيَتَدَهْدَهُ الْحَجَرُ هَاهُنَا قَالَ أَبِي فَجَعَلْتُ أَتَعَجَّبُ مِنْ فَصَاحَةِ عَبَّادٍ



ثامناً- قارن قصة الطريقين والبابين مع أحاديث محمد وأمثاله الكثيرة عن أن طريق الجنة ضيقة محفوفة بالمكاره، وطريق النار واسعة مزدانة بالشهوات واللذات.فعلى سبيل المثال لا الحصر،



روى البخاريّ:

6487 - حدثنا إسماعيل قال: حدثني مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة: أن رسول الله قال: (حجبت النار بالشهوات، وحجبت الجنة بالمكاره).



وروى مسلم:

[2822] حدثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت وحميد عن أنس بن مالك قال قال رسول الله حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات

وتوجد أمثال وتشبيهات محمدية خصوصاً في مسند الإمام أحمد بن حنبل عن هذا الموضوع لا أذكرها الآن للأسف. لكن منها هذا الحديث:

16976 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سَوَّارٍ أَبُو الْعَلَاءِ حَدَّثَنَا لَيْثٌ يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ جُبَيْرٍ حَدَّثَهُ عَنْ أَبِيهِ عَنْ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ الْأَنْصَارِيِّ

عَنْ رَسُولِ اللَّهِ قَالَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا وَعَلَى جَنْبَتَيْ الصِّرَاطِ سُورَانِ فِيهِمَا أَبْوَابٌ مُفَتَّحَةٌ وَعَلَى الْأَبْوَابِ سُتُورٌ مُرْخَاةٌ وَعَلَى بَابِ الصِّرَاطِ دَاعٍ يَقُولُ أَيُّهَا النَّاسُ ادْخُلُوا الصِّرَاطَ جَمِيعًا وَلَا تَتَفَرَّجُوا وَدَاعٍ يَدْعُو مِنْ جَوْفِ الصِّرَاطِ فَإِذَا أَرَادَ يَفْتَحُ شَيْئًا مِنْ تِلْكَ الْأَبْوَابِ قَالَ وَيْحَكَ لَا تَفْتَحْهُ فَإِنَّكَ إِنْ تَفْتَحْهُ تَلِجْهُ وَالصِّرَاطُ الْإِسْلَامُ وَالسُّورَانِ حُدُودُ اللَّهِ تَعَالَى وَالْأَبْوَابُ الْمُفَتَّحَةُ مَحَارِمُ اللَّهِ تَعَالَى وَذَلِكَ الدَّاعِي عَلَى رَأْسِ الصِّرَاطِ كِتَابُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَالدَّاعِي فَوْقَ الصِّرَاطِ وَاعِظُ اللَّهِ فِي قَلْبِ كُلِّ مُسْلِمٍ

إسناده حسن وصحيح لغيره كما قال الشيخ المحقق شعيب الأرنؤوط، ورواه الترمذيّ في سننه والحاكم في المستدرك1/ 73



وروى الترمذي في جامعه:

2559 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ

عَنْ رَسُولِ اللَّهِ قَالَ لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ الْجَنَّةَ وَالنَّارَ أَرْسَلَ جِبْرِيلَ إِلَى الْجَنَّةِ فَقَالَ انْظُرْ إِلَيْهَا وَإِلَى مَا أَعْدَدْتُ لِأَهْلِهَا فِيهَا قَالَ فَجَاءَهَا وَنَظَرَ إِلَيْهَا وَإِلَى مَا أَعَدَّ اللَّهُ لِأَهْلِهَا فِيهَا قَالَ فَرَجَعَ إِلَيْهِ قَالَ فَوَعِزَّتِكَ لَا يَسْمَعُ بِهَا أَحَدٌ إِلَّا دَخَلَهَا فَأَمَرَ بِهَا فَحُفَّتْ بِالْمَكَارِهِ فَقَالَ ارْجِعْ إِلَيْهَا فَانْظُرْ إِلَى مَا أَعْدَدْتُ لِأَهْلِهَا فِيهَا قَالَ فَرَجَعَ إِلَيْهَا فَإِذَا هِيَ قَدْ حُفَّتْ بِالْمَكَارِهِ فَرَجَعَ إِلَيْهِ فَقَالَ وَعِزَّتِكَ لَقَدْ خِفْتُ أَنْ لَا يَدْخُلَهَا أَحَدٌ قَالَ اذْهَبْ إِلَى النَّارِ فَانْظُرْ إِلَيْهَا وَإِلَى مَا أَعْدَدْتُ لِأَهْلِهَا فِيهَا فَإِذَا هِيَ يَرْكَبُ بَعْضُهَا بَعْضًا فَرَجَعَ إِلَيْهِ فَقَالَ وَعِزَّتِكَ لَا يَسْمَعُ بِهَا أَحَدٌ فَيَدْخُلَهَا فَأَمَرَ بِهَا فَحُفَّتْ بِالشَّهَوَاتِ فَقَالَ ارْجِعْ إِلَيْهَا فَرَجَعَ إِلَيْهَا فَقَالَ وَعِزَّتِكَ لَقَدْ خَشِيتُ أَنْ لَا يَنْجُوَ مِنْهَا أَحَدٌ إِلَّا دَخَلَهَا

قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ

قال علماء الحديث: وهو كما قال



ورواه أبو داود في سننه:

4744 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَعِيلَ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ الْجَنَّةَ قَالَ لِجِبْرِيلَ اذْهَبْ فَانْظُرْ إِلَيْهَا فَذَهَبَ فَنَظَرَ إِلَيْهَا ثُمَّ جَاءَ فَقَالَ أَيْ رَبِّ وَعِزَّتِكَ لَا يَسْمَعُ بِهَا أَحَدٌ إِلَّا دَخَلَهَا ثُمَّ حَفَّهَا بِالْمَكَارِهِ ثُمَّ قَالَ يَا جِبْرِيلُ اذْهَبْ فَانْظُرْ إِلَيْهَا فَذَهَبَ فَنَظَرَ إِلَيْهَا ثُمَّ جَاءَ فَقَالَ أَيْ رَبِّ وَعِزَّتِكَ لَقَدْ خَشِيتُ أَنْ لَا يَدْخُلَهَا أَحَدٌ قَالَ فَلَمَّا خَلَقَ اللَّهُ النَّارَ قَالَ يَا جِبْرِيلُ اذْهَبْ فَانْظُرْ إِلَيْهَا فَذَهَبَ فَنَظَرَ إِلَيْهَا ثُمَّ جَاءَ فَقَالَ أَيْ رَبِّ وَعِزَّتِكَ لَا يَسْمَعُ بِهَا أَحَدٌ فَيَدْخُلُهَا فَحَفَّهَا بِالشَّهَوَاتِ ثُمَّ قَالَ يَا جِبْرِيلُ اذْهَبْ فَانْظُرْ إِلَيْهَا فَذَهَبَ فَنَظَرَ إِلَيْهَا ثُمَّ جَاءَ فَقَالَ أَيْ رَبِّ وَعِزَّتِكَ لَقَدْ خَشِيتُ أَنْ لَا يَبْقَى أَحَدٌ إِلَّا دَخَلَهَا

حديث حسن صحيح

ورواه النسائي في ك الأيمان والنذور ب الحلف بعزة الله تعالى، بما لا حاجة لتكراره هنا.

ويشابه هذا نص العهد الجديد: (13ادخلوا من الباب الضيق لأنه واسع الباب ورحب الطريق الذي يؤدي الى الهلاك وكثيرون هم الذين يدخلون منه 14ما أضيق الباب وأكرب الطريق الذي يؤدي إلى الحياة وقليلون هم الذين يجدونه) متى 7: 13-14



تاسعاً- قارن ما قاله الرب في الأسطورة لإبراهيم مع آيات قرآنية، مثل:

{يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27) ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً (28) فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (29) وَادْخُلِي جَنَّتِي (30)} الفجر: 27- 30،

والآية {.. لا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون} بنفس اللفظ أو نحوه في آيات كثيرة،

والآية {لا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً وَلا تَأْثِيماً (25) إِلاَّ قِيلاً سَلاماً سَلاماً (26)} الواقعة: 25- 26،

والآية{تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْراً كَرِيماً (44)} الأحزاب: 44،

والآيات {جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ (23) سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ (24)} الرعد: 23- 24،

والآية {مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الأَرَائِكِ لا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْساً وَلا زَمْهَرِيراً (13)} الإنسان: 13



عاشراً- ما يقوله الرب لإبراهيم في الأسطورة عن أنه لا يعاقب من يهلكه في هذه الحياة، يذكرنا قطعاً بأحاديث محمد الصحيحة:

652 و653- روى البخاري حدثنا قتيبة، عن مالك، عن سمي، مولى أبي بكر، عن أبي صالح السمان، عن أبي هريرة:

أن رسول الله قال: (بينما رجل يمشي بطريق، وجد غصن شوك على الطريق فأخره، فشكر الله له فغفر له). ثم قال: (الشهداء خمسة: المطعون، والمبطون، والغريق، وصاحب الهدم، والشهيد في سبيل الله).. إلخ الحديث



720 - وروى البخاري أيضاً حدثنا أبو عاصم، عن مالك، عن سمي، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال النبي: (الشهداء: الغرق، والمطعون، والمبطون، والهدم).. إلخ الحديث



وقوله المطعون أي المصاب بالطاعون، والمبطون أي المصاب بمرض في البطن ربما يقصد كأمراض الكبد وتليفه وما شابه. وبعض الأحاديث أضافت المحروق أو الحريق والتي تموت في الطلق أي وضعها لطفلها.



وروى النسائي في سننه:

3113 - أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ قَالَ حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ قَالَ حَدَّثَنَا بَحِيرٌ عَنْ خَالِدٍ عَنْ ابْنِ أَبِي بِلَالٍ عَنْ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ

أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ يَخْتَصِمُ الشُّهَدَاءُ وَالْمُتَوَفَّوْنَ عَلَى فُرُشِهِمْ إِلَى رَبِّنَا فِي الَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْ الطَّاعُونِ فَيَقُولُ الشُّهَدَاءُ إِخْوَانُنَا قُتِلُوا كَمَا قُتِلْنَا وَيَقُولُ الْمُتَوَفَّوْنَ عَلَى فُرُشِهِمْ إِخْوَانُنَا مَاتُوا عَلَى فُرُشِهِمْ كَمَا مُتْنَا فَيَقُولُ رَبُّنَا انْظُرُوا إِلَى جِرَاحِهِمْ فَإِنْ أَشْبَهَ جِرَاحُهُمْ جِرَاحَ الْمَقْتُولِينَ فَإِنَّهُمْ مِنْهُمْ وَمَعَهُمْ فَإِذَا جِرَاحُهُمْ قَدْ أَشْبَهَتْ جِرَاحَهُمْ



حديث صحيح

حادي عشر- ما قاله النص في خاتمه عن شفاعة إبراهيم، يقارن بأحاديث محمد عن مكانة إبراهيم يوم القيامة وأحاديثه حيث يُخرِج كل عصاة المسلمين من جهنم حتى يصل إلى إخراج من في قلبه مثقال حبة خردل من إيمان، وفي روايات من قال لا إله إلا الله.



ومن روايات البخاري عن مكانة إبراهيم يوم القيامة:



3349 - حدثنا محمد بن كثير: أخبرنا سفيان: حدثنا المغيرة بن النعمان قال: حدثني سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما،

عن النبي قال: (إنكم محشورون حفاة عراة غرلا، ثم قرأ: {كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين}. وأول من يكسى يوم القيامة إبراهيم، وإن إناسا من أصحابي يؤخذ بهم ذات الشمال، فأقول: أصحابي أصحابي، فيقول: إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم، فأقول كما قال العبد الصالح: {وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم - إلى قوله - الحكيم}).



4652 - حدثنا أبو الوليد: حدثنا شعبة: أخبرنا المغيرة بن النعمان قال: سمعت سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:

خطب رسول الله فقال: (يا أيها الناس، إنكم محشورون إلى الله حفاة عراة غرلا، ثم قال: {كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين}. إلى آخر الآية، ثم قال: ألا وإن أول الخلائق يكسى يوم القيامة إبراهيم، ألا وإنه يجاء برجال من أمتي فيؤخذ بهم ذات الشمال، فأقول: يا رب أصيحابي، فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك، فأقول كما قال العبد الصالح: {وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيد}. فيقال: إن هؤلاء لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم).



ومن أحاديث شفاعة محمد، ما رواه البخاري:

7509 - حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ رَاشِدٍ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ حُمَيْدٍ قَالَ سَمِعْتُ أَنَسًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ يَقُولُ إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ شُفِّعْتُ فَقُلْتُ يَا رَبِّ أَدْخِلْ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ خَرْدَلَةٌ فَيَدْخُلُونَ ثُمَّ أَقُولُ أَدْخِلْ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ أَدْنَى شَيْءٍ فَقَالَ أَنَسٌ كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى أَصَابِعِ رَسُولِ اللَّهِ



7510 - حدثنا سليمان بن حرب: حدثنا حمَّاد بن زيد: حدثنا معبد بن هلال العنزي قال: اجتمعنا ناس من أهل البصرة، فذهبنا إلى أنس بن مالك، وذهبنا معنا بثابت البُناني إليه، يسأله لنا عن حديث الشفاعة، فإذا هو في قصره، فوافقناه يصلي الضحى، فاستأذنَّا فأذن لنا وهو قاعد على فراشه، فقلنا لثابت: لا تسأله عن شيء أول من حديث الشفاعة، فقال: يا أبا حمزة، هؤلاء إخوانك من أهل البصرة، جاؤوك يسألونك عن حديث الشفاعة، فقال:

حدثنا محمد قال: (إذا كان يوم القيمة ماج الناس بعضهم في بعض، فيأتون آدم فيقولون: اشفع لنا إلى ربك، فيقول: لست لها، ولكن عليكم بإبراهيم فإنه خليل الرحمن، فيأتون إبراهيم، فيقول: لست لها، ولكن عليكم بموسى فإنه كليم الله، فيأتون موسى، فيقول: لست لها، ولكن عليكم بعيسى فإنه روح الله وكلمته، فيأتون عيسى فيقول: لست لها، ولكن عليكم بمحمد، فيأتونني، فأقول: أنا لها، فأستأذن على ربي فيؤذن لي، ويلهمني محامد أحمده بها لا تحضرني الآن، فأحمده بتلك المحامد، وأخرُّ له ساجداً، فيقال: يا محمد ارفع رأسك وقل يُسمع لك، وسل تُعط، واشفع تُشَفَّع، فأقول: يا رب، أمتي أمتي، فيقال: انطلق فأخرج منها من كان في قلبه مثقال شعيرة من إيمان، فأنطلق فأفعل، ثم أعود فأحمده بتلك المحامد ثم أخرُّ له ساجداً، فيقال: يا محمد ارفع رأسك، وقل يُسمع لك، وسل تُعط، واشفع تُشَفَّع، فأقول: يا رب أمتي أمتي، فيقال: انطلق فأخرج منها من كان في قلبه مثقال ذرة أو خردلة من إيمان، فأنطلق فأفعل، ثم أعود فأحمده بتلك المحامد ثم أخر له ساجداً، فيقال: يا محمد ارفع رأسك، وقل يُسمع لك، وسل تُعط، واشفع تُشَفَّع، فأقول: يا رب أمتي أمتي، فيقول: انطلق فأخرج من كان في قلبه أدنى أدنى أدنى مثقال حبة خردل من إيمان فأخرجه من النار، فأنطلق فأفعل).

فلما خرجنا من عند أنس، قلت لبعض أصحابنا: لو مررنا بالحسن، وهو متوار في منزل أبي خليفة، فحدثناه بما حدثنا أنس بن مالك، فأتيناه فسلمنا عليه فأذن لنا، فقلنا له: يا أبا سعيد، جئناك من عند أخيك أنس بن مالك، فلم نر مثل ما حدثنا في الشفاعة، فقال: هِيهِ، فحدثناه بالحديث، فانتهى إلى هذا الموضع، فقال: هِيهِ، فقلنا: لم يزد لنا على هذا، فقال: لقد حدثني، وهو جميع، منذ عشرين سنة، فلا أدري أنسي أم كره أن تتكلوا، قلنا يا أبا سعيد فحدثنا: فضحك وقال: خلق الإنسان عجولاً، ما ذكرته إلا وأنا أريد أن أحدثكم، حدثني كما حدثكم به، وقال: (ثم أعود الرابعة فأحمده بتلك المحامد، ثم أخرُّ له ساجداً، فيقال: يا محمد ارفع رأسك، وقل يُسمع، وسل تُعطه، واشفع تُشَفَّع، فأقول: يا رب ائذن لي فيمن قال لا إله إلا الله، فيقول: وعزتي وجلالي وكبريائي وعظمتي لأخرجنَّ منها من قال لا إله إلا الله).



7440 - وقال حجاج بن منهال: حدثنا همَّام بن يحيى: حدثنا قتادة، عن أنس رضي الله عنه:

أن النبي قال: (يحبس المؤمنون يوم القيامة حتى يُهمُّوا بذلك، فيقولون: لو استشفعنا إلى ربنا فيريحنا من مكاننا، فيأتون آدم فيقولون: أنت آدم أبو الناس، خلقك الله بيده، وأسكنك جنته، وأسجد لك ملائكته، وعلمك أسماء كل شئ، لتشفع لنا عند ربك حتى يريحنا من مكاننا هذا. قال: فيقول: لست هناكم، قال: ويذكر خطيئته التي أصاب: أكله من الشجرة وقد نهي عنها، ولكن ائتوا نوحاً أول نبي بعثه الله إلى أهل الأرض، فيأتون نوحاً فيقول: لست هناكم، ويذكر خطيئته التي أصاب: سؤاله ربه بغير علم، ولكن ائوا إبراهيم خليل الرحمن، قال: فيأتون إبراهيم فيقول: إني لست هناكم، ويذكر ثلاث كلمات كذبهنَّ، ولكن ائتوا موسى: عبداً آتاه الله التوراة وكلمه وقرَّبه نجيًّا، قال: فيأتون موسى فيقول: إني لست هناكم، ويذكر خطيئته التي أصاب: قتله النفس، ولكن ائتوا عيسى عبد الله ورسوله، وروح الله وكلمته، قال: فيأتون عيسى فيقول: لست هناكم، ولكن ائتوا محمداً، عبداً غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فيأتوني، فأستأذن على ربي في داره فيؤذن لي عليه، فإذا رأيته وقعت ساجداً، فيدعني ما شاء الله أن يدعني، فيقول: ارفع محمد، وقل يُسمع، واشفع تُشَفَّع، وسل تُعْطَ، قال: فأرفع رأسي فأثني على ربي بثناء وتحميد يعلمنيه، فيحد لي حداً، فأخرج فأدخلهم الجنة - قال قتادة: وسمعته أيضاً يقول: فأخرج فأخرجهم من النار وأدخلهم الجنة - ثم أعود فأستأذن على ربي في داره، فيؤذن لي عليه، فإذا رأيته وقعت ساجداً، فيدعني ما شاء الله أن يدعني، ثم يقول: ارفع محمد، وقل يُسمع، واشفع تُشَفَّعْ، وسل تُعط، قال: فأرفع رأسي فأثني على ربي بثناء وتحميد يعلمنيه، قال: ثم أشفع فيحد لي حداً، فأخرج فأدخلهم الجنة - قال قتادة: وسمعته يقول: فأخرج فأخرجهم من النار وأدخلهم الجنة - ثم أعود الثالثة، فأستأذن على ربي في داره فيؤذن لي عليه، فإذا رأيته وقعت له ساجداً، فيدعني ما شاء الله أن يدعني، ثم يقول: ارفع محمد، وقل يُسمع، واشفع تُشَفَّع، وسل تُعطَهْ، قال: فأرفع رأسي، فأثني على ربي بثناء وتحميد يعلمنيه، قال: ثم أشفع فيحد لي حداً، فأخرج فأدخلهم الجنة - قال قتادة: وقد سمعته يقول: فأخرج فأخرجهم من النار وأدخلهم الجنة - حتى ما يبقى في النار إلا من حبسه القرآن). أي وجب عليه الخلود. قال: ثم تلا هذه الآية: {عسى أن يبعثك ربك مقاماً محموداً}. قال: وهذا المقام المحمود الذي وعده نبيكم .



7439 - حدثنا يحيى بن بكير: حدثنا الليث بن سعد، عن خالد بن يزيد، عن سعيد ابن أبي هلال، عن زيد، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري قال:

قلنا: يا رسول الله، هل نرى ربنا يوم القيامة؟ قال: (هل تضارُّون في رؤية الشمس والقمر إذا كانت صحواً). قلنا: لا، قال: (فإنكم لا تضارُّون في رؤية ربكم يومئذ إلا كما تضارُّون في رؤيتهما). ثم قال: (ينادي مناد: ليذهب كل قوم إلى ما كانوا يعبدون، فيذهب أصحاب الصليب مع صليبهم، وأصحاب الأوثان مع أوثانهم، وأصحاب كل آلهة مع آلهتهم، حتى يبقى من كان يعبد الله، من بر أو فاجر، وغُبَّرات من أهل الكتاب، ثم يؤتى بجهنم تُعرض كأنها سراب، فيقال لليهود: ما كنتم تعبدون؟ قالوا: كنا نعبد عزير ابن الله، فيقال: كذبتم، لم يكن لله صاحبة ولا ولد، فما تريدون؟ قالوا: نريد أن تسقينا، فيقال: اشربوا، فيتساقطون في جهنم. ثم يقال للنصارى: ما كنتم تعبدون؟ فيقولون: كنا نعبد المسيح ابن الله، فيقال: كذبتم، لم يكن لله صاحبة ولا ولد، فما تريدون؟ فيقولون: نريد أن تسقينا، فيقال: اشربوا، فيتساقطون، حتى يبقى من كان يعبد الله، من بر أو فاجر، فيقال لهم: ما يحبسكم وقد ذهب الناس؟ فيقولون: فارقناهم ونحن أحوج منَّا إليه اليوم، وإنا سمعنا مناديا ينادي: ليلحق كل قوم بما كانوا يعبدون، وإنما ننتظر ربنا، قال: فيأتيهم الجبَّار في صورة غير صورته التي رأوه فيها أول مرة، فيقول: أنا ربكم، فيقولون: أنت ربنا، فلا يكلمه إلا الأنبياء، فيقول: هل بينكم وبينه آية تعرفونه، فيقولون: الساق، فيكشف عن ساقه، فيسجد له كل مؤمن، ويبقى من كان يسجد لله رياء وسمعة، فيذهب كيما يسجد فيعود ظهره طبقاً واحداً، ثم يؤتى بالجسر فيُجعل بين ظهري جهنم). قلنا: يا رسول الله، وما الجسر؟ قال: (مَدْحَضَةٌ مَزِلَّةٌ، عليه خطاطيف وكلاليب، وحسكة مفلطحة لها شوكة عقيفة، تكون بنجد، يقال لها: السعدان، المؤمن عليها كالطرف وكالبرق وكالريح، وكأجاويد الخيل والركاب، فناج مسلَّم وناج مخدوش، ومكدوس في نار جهنم، حتى يمر آخرهم يسحب سحباً، فما أنتم بأشد لي مناشدة في الحق قد تبين لكم مِنَ المؤمن يومئذ للجبار، وإذا رأوا أنهم قد نجوا، في إخوانهم، يقولون: ربنا إخواننا، كانوا يصلون معنا، ويصومون معنا، ويعملون معنا، فيقول الله تعالى: اذهبوا فمن وجدتم في قلبه مثقال دينار من إيمان فأخرجوه، ويحرِّم الله صورهم على النار، فيأتونهم وبعضهم قد غاب في النار إلى قدمه، وإلى أنصاف ساقيه، فيُخرجون من عرفوا، ثم يعودون، فيقول: اذهبوا فمن وجدتم في قلبه مثقال نصف دينار فأخرجوه، فيُخرجون من عرفوا ثم يعودون، فيقول: اذهبوا فمن وجدتم في قلبه مثقال ذرة من إيمان فأخرجوه، فيُخرجون من عرفوا). قال أبو سعيد: فإن لم تصدقوني فاقرؤوا: {إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها}. (فيشفع النبيون والملائكة والمؤمنون، فيقول الجبار: بقيت شفاعتي، فيقبض قبضة من النار، فيخرج أقواماً قد امتُحِشوا، فليقون في نهر بأفواه الجنة يقال له: ماء الحياة، فينبتون في حافتيه كما تنبت الحِبَّة في حميل السيل، قد رأيتموها إلى جانب الصخرة، إلى جانب الشجرة، فما كان إلى الشمس منها كان أخضر، وما كان منها إلى الظل كان أبيض، فيخرجون كأنهم اللؤلؤ، فيجعل في رقابهم الخواتيم، فيدخلون الجنة، فيقول أهل الجنة: هؤلاء عتقاء الرحمن، أدخلهم الجنة بغير عمل عملوه، ولا خير قدموه، فيقال لهم: لكم ما رأيتم ومثله معه).



4476 - حدثنا مسلم بن إبراهيم: حدثنا هشام: حدثنا قتادة، عن أنس رضي الله عنه، عن النبي . قال لي خليفة: حدثنا يزيد ابن زريع: حدثنا سعيد، عن قتادة، عن أنس رضي الله عنه، عن النبي قال: (يجتمع المؤمنون يوم القيامة فيقولون: لو استشفعنا إلى ربنا، فيأتون آدم فيقولون: أنت أبو الناس، خلقك الله بيده، وأسجد لك ملائكته، وعلمك أسماء كل شيء، فاشفع لنا عند ربك حتى يريحنا من مكاننا هذا. فيقول: لست هناكم، ويذكر ذنبه فيستحي، ائتونا نوحا، فإنه أول رسول بعثه الله إلى أهل الأرض. فيأتون فيقول: لست هناكم، ويذكر سؤاله ربه ما ليس ليه به علم فيستحي، فيقول: ائتوا خليل الرحمن. فيأتونه فيقول: لست هناكم، ائتوا موسى، عبدا كلمه الله وأعطاه التوراة. فيأتونه فيقول: لست هناكم، ويذكر قتل النفس بغير نفس، فيستحي من ربه فيقول: ائتوا عيسى عبد
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الإسراء والمعراج وصعود إبراهيم فى الهاجادا والقرآن
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الإسراء والمعراج وصعود موسى الثانى فى الهاجادا والقرآن
»  إبراهيم فى الهاجادا والقرآن 6 نقارن ذلك بقصة التوراة، ثم قصة أحاديث محمد:
» الإسراء والمعراج
» الإسراء والمعراج 2
» خرافة الإسراء والمعراج

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مـــــــــــــنتدى رومــــــكم على البالتـــواك7ewar jaree2 fee aladyan :: (الفئة التـــــــــــاسعه اســـــــــــــلاميات) :: اســـــــــــــلامــــــــــــــــــــــيات القران-
انتقل الى: