مـــــــــــــنتدى رومــــــكم على البالتـــواك7ewar jaree2 fee aladyan
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مـــــــــــــنتدى رومــــــكم على البالتـــواك7ewar jaree2 fee aladyan

مـــــــــــــــــنتدى_مسيحيــــــــــات_حقوق انســـــــــــــــــان_ اســــــــــــلامــــــــــــــــيات
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الذكر المحفوظ

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
margerges_4jc
Admin



عدد المساهمات : 567
نقاط : 1711
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 18/08/2010

الذكر المحفوظ Empty
مُساهمةموضوع: الذكر المحفوظ   الذكر المحفوظ I_icon_minitimeالخميس فبراير 10, 2011 3:21 pm

الذكر المحفوظ
اللوح المحفوظ


الصلاة فرضة على المسلمين في قصة معراج النبي .

والسؤال هنا هو هل كان انبياء الله المسلمين دون صلاة ؟ لان الصلاة لم تكن قد فرضة على النبي ؟



وان كان انبياء الله قبل محمد مسلمين فهل كانوا يقلاؤن القران بلسان اعجمي مبين ؟ بمعنى اخر هل كان هناك قران يتبعه الانبياء السابقين

إذا كانت آيات القران جاءت ردا على أحداث معينه خيرا كانت ام شر .

وفي نفس الوقت يقولون ان القران مكتوب منذ الازل في اللوح المحفوظ .

وهذا يعني ان الله قد كتب على العباد افعالهم بخيرها وشرها .

فاذا كان هذا هو الحال فعلى أي اساس الله سيحاسبنا على شيء هو كتبه علينا؟

اهذا هو عدل الله ؟

1 سؤال : قالوا ان القران محفوظ منذ الأزل في اللوح المحفوظ.

وسؤالنا هنا هو :هل الآيات التي كانت تنزل على محمد ومن ثم تنسخ أي تلغى لم تكن من الآيات المحفوظة منذ الأزل في اللوح المحفوظ . وان كانت فهل هذا يعني أنها ألغيت (أي حذفت) من اللوح المحفوظ بعد ان نسخت



2 سؤال: هل القران الموجود في اللوح المحفوظ منقط ومشكل ؟



3 سؤال: طالما أن الخلود سمة القرآن الكريم ، فهذا يعني من وجه آخر خلود المشكلات والقضايا الإنسانية التي جاء القرآن لمعالجتها في أصولها ، وإن تغيرت في بعض فروعها وألوانها..

أي أن القرآن خالد ، والقضايا الإنسانية المطلوب علاجها أيضاً خالدة . ولا تزال في الإنسانية حالات كفر ونفاق ، وضعف في الإيمان واستكبار وعلل نفسية، وصور من الولاء والبراء والسقوط والنهوض ، والنصر والهزيمة .... إلخ

فكيف يمكن والحالة هذه أن نعمل بعض الآيات ونعطل بعضها بسبب القول بالنسخ؟ وفي الوقت نفسه نقول بالخلود؟



4سؤال : قالوا : المنسوخ في القران على ثلاثة أدرب ( أنواع)

1} منه ما نسخ خطه وحكمه .

2} ومنه ما نسخ خطه وبقي حكمه.

3} ومنه ما نسخ حكمه وبقي خطه .

السؤال هنا هو : هل التحدي والأعجاز واقع في آليات التي نسخ حكمها وبقي نصها ؟

5 سؤال : هل أعجاز القران واقع في كل آية من آيات القران ؟

ام انه واقع في أحكامه فقط ؟

فلو قيل انه واقع في كل آية من آيات القران . فسؤالنا هنا هو : اين الأعجاز في قوله : ان أنكر الأصوات لصوت الحمير . لقمان 19؟ او قوله : وامرأة مؤمنه ان وهبت نفسها للنبي ...الاحزاب 50؟

وان قيل واقع فقط في الأحكام نقول : اين الأعجاز في قطع يد السارق والذي كان معروفا وممارس من المجتمع الجاهلي قبل الإسلام ؟



الذكر المحفوظ

حفظ الذكر


يستفتح أهل القران على أهل التوراة والإنجيل بان القران حفظ بمعجزة سالما كما نزل على (النبي الأمي ) ، ويستعلون عليهم متهمين إياهم بتحريف التوراة والإنجيل بينما هم قد حافظوا على صحة نقل القران ، ، وسلامة حفظه ، ودليلهم قوله تعالى: (آنا أنزلنا الذكر وآنا له لحافظون) . قالوا : هذه نبوة عن حفظ القران ، وفي تواتر نقله سالما عن الرسول معجزة تؤيد تلك النبوة .



سؤال : هل لفظة ذكر في القران مقتصرا على القران فقط ؟ .

وهل المقصود بآية سورة الحجر 9 : ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) هو القران ؟ وهل تكفل الله في حفظ القران دون سواه ؟ .

أسئلة كثيرة سنجيب عليها من خلال الواقع القرآني ، الذي أساءوا تاويله وتفسيره أهل العلم لشيئا في نفس يعقوب .



نحن لا ننكر ان تعبير الذكر اطلق على القران في اكثر من سورة وآية ، كقوله تعالى : وَقَالُوا يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّك لمجنون)َ الحج 6

وص 8 . والقمر 25. والنحل 44.و يس 11. والقلم.

لكننا نكر وبشدة على الذين خصوا وحددوا واقتصروا معنى الذكر على القران فقط . وفاتهم ان الذكر بحسب الواقع القراني هو الكتاب المقدس قبل القران .

نعم لقد أطلق القران تعبير الذكر على الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد .

وعليه نقول ان لفظة (الذكر) لا تقتصر على القران ، بل هو مرادف للكتاب ، كما ان (أهل الذكر) ، مرادف (لأهل الكتاب) .

فالذكر، في لغة القران ،مرادف للكتاب. وعلى الحصر، فهو مخصوص بالتوراة، كقوله : (وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ) الانبياء 105 .



كما هو مخصوص بالإنجيل كقوله : ( ذَلِكَ نَتْلُوهُ عَلَيْكَ مِنَ الآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ) ال عمران 58. الخطاب في آية آل عمران 58 لعيسى .



فالذكر الحكيم ، خلافا لما يتوهمه العامة ، مرادف للكتاب المقدس ، أي التوراة والإنجيل، وهذا واضح من تسمية القران ( اهل الكتاب) اهل الذكر : فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ 43 بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ) النحل 34-44 والانبياء 7 .



فالذكر على الإطلاق هو الذي عند أهل الكتاب، أهل الذكر . وما الذكر الذي انزل على محمد سوى تفصيل للذكر الحكيم ، كما ان القران هو (َتَفْصِيلَ الْكِتَابِ) يونس 37 .



دعونا الان نعود لسورة الحجر ، التي ذكرت آية الحفظ . لنتأمل بها .

(الَرَ تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآنٍ مُّبِينٍ 1 رُّبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ كَانُواْ مُسْلِمِينَ 2

ذَرْهُمْ يَأْكُلُواْ وَيَتَمَتَّعُواْ وَيُلْهِهِمُ الأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ 3 وَمَا أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ إِلاَّ وَلَهَا كِتَابٌ مَّعْلُومٌ 4 مَّا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ 5 وَقَالُواْ يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ 6 لَّوْ مَا تَأْتِينَا بِالْمَلائِكَةِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ 7 مَا نُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ إِلاَّ بِالحَقِّ وَمَا كَانُواْ إِذًا مُّنظَرِينَ 8 إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ 9 وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِي شِيَعِ الأَوَّلِينَ 10 وَمَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِؤُونَ 11 كذَلِكَ نَسْلُكُهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ 12 لاَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَقَدْ خَلَتْ سُنَّةُ الأَوَّلِينَ 13 وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَابًا مِّنَ السَّمَاء فَظَلُّواْ فِيهِ يَعْرُجُونَ 14

لَقَالُواْ إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَّسْحُورُونَ 15 وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاء بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ 16 وَحَفِظْنَاهَا مِن كُلِّ شَيْطَانٍ رَّجِيمٍ 17 إِلاَّ مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُّبِينٌ 18 وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْزُونٍ 19 وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ وَمَن لَّسْتُمْ لَهُ بِرَازِقِينَ 20

وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ عِندَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلاَّ بِقَدَرٍ مَّعْلُومٍ 21وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنتُمْ لَهُ بِخَازِنِين) 22.

نقول: ترد آية الحفظ في رده تعالى على المشركين في تهمة النبي بالجنون !!

فهم يقولون: (وَقَالُواْ يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ 6

لَّوْ مَا تَأْتِينَا بِالْمَلائِكَةِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ )

فيرد عليهم رد أول – (مَا نُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ إِلاَّ بِالحَقِّ وَمَا كَانُواْ إِذًا مُّنظَرِينَ) !

جملة معترضة - إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ

(ويرد عليهم رد ثان) - وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِي شِيَعِ الأَوَّلِينَ 10 وَمَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِؤُونَ 11 كَذَلِكَ نَسْلُكُهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ 12 لاَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَقَدْ خَلَتْ سُنَّةُ الأَوَّلِينَ.

(ثم يلحقه برد ثالث) - وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَابًا مِّنَ السَّمَاء فَظَلُّواْ فِيهِ يَعْرُجُونَ 14 لَقَالُواْ إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَّسْحُورُونَ) الحجر 6-16 .

يعتبر المشركون ادعاء تنزيل الذكر على محمد جنونا ، ويطلبون شاهدا على صحة ادعائه من إتيان الملائكة معه .

فيرد عليهم اولا بان نزول الملائكة مع القران سبب بلاء عظيم لهم .

ويرد عليهم ثانيا بان الاستهزاء بالرسل مرض قديم وان سنة الله هي تعذيبهم بتكذيب أنبيائهم ( راجع الآيات من 10- 13 ) .

ويرد عليهم ثالثا بأنه إذا فتح الله بابا من السماء فظل الملائكة فيه يعرجون ،

لَقَالُواْ إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَّسْحُورُونَ !

فالأجوبة الثلاثة متناسقة مترابطة في الرد عليهم . لكن الآية 9 او ايه الحفظ : إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) . ظاهر عليها الإقحام . فهي في غير موضعها . أي خارجة عن السياق .

فما معنى رده على تهمة جنون النبي (وَقَالُواْ يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ) بآية الحفظ؟ سؤال : ما صلة حفظ الذكر في الرد على تهمة الجنون؟

وما معنى ان يجيبهم على قولهم Sad لَّوْ مَا تَأْتِينَا بِالْمَلائِكَةِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ ) بآية الحفظ؟ . انها جملة معترضة ظاهر عليها الإقحام . فهي في غير موضعها . أي خارجة عن السياق .



المسالة الثانية : من قال ان المقصود بلفظة الذكر الواردة في الآية تعني القران؟

نلاحظ الاطلاق في تعبير (الذكر) في الآية 9 كما في الآية 6 .

فليس التعبير خاصا بالقران حتى يكو تعهد الله بحفظه خاصا بالقران وحده .



فالذكر على الاطلاق هو الكتاب المقدس الذي هو عند اهل الذكر : (فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ 43 بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ) النحل 43 .

فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ – (أي اهل الكتاب)- إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ ) الانبساء 7.

لذلك عندما يرد لفظ (الذكر) مطلقا ، غير مبين بقرينة ، فهو يقصد الكتاب المقدس ، كقوله : (فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ) النحل 43 والانبياء 7 .

وكما في هذا القسم الذي يستفتح السورة : ( وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ) . س 1 – ان ترادف الاسمين دليل على انهما اسمان للكتاب المقدس ، اذ لا يصح ان يكون المقسم به والمقسم عليه واحد .

لذلك أيضا فان قوله : (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) يقصد الكتاب المقدس قبل القران العربي ، بسبب اطلاق التعبير ، وقرينة اهل الذكر .



فالذكر على الاطلاق هو الذي عند أهل الكتاب ، اهل الذكر . وما الذكر الذي انزل على محمد سوى تفصيل للذكر الحكيم ، كما ان القران هو (وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ) يونس 37 .

فتعهد الله بحفظ الذكر المنزل إنما يتعلق أولا بالكتاب ثم بالقران .



فالقران العرب يستخدم اسم الذكر له ، نقل عن اهل الذكر الذي يحيل النبي اليهم في حالة الاستفسار والشك .



فالذكر اسم مترادف بين الكتاب والقران : ( وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ) الزخرف 44



سؤالنا هنا هو : ما المقصود من حفظ الذكر ؟ وهل الذكر هنا هو القران ؟ وما هو دليل ذلك؟ .

ان كان القران هو الذكر المحفوظ ؟ فسؤالنا هنا هو : من ماذا حفظ القران ؟ هل حفظ من النسيان ؟الآية

من المحو ؟ الآية

من التبديل ؟ الآية

من النسخ ؟ الآية

من تمنى الشيطان ؟ الآية

ام حفظ من إحراق نسخه الأصلية على يد عثمان؟ الآية

ام حفظ من إلغاء أحرفه الست الذي انزل عليها ؟ الآية

ام حفظ من لبشك النبوي ؟ الآية



ان اية سورة الحجر 9 لا تتماشى مع الواقع القرآني الذي أكد لنا ظاهرة نسيان النبي للقران وذلك بفعل الشيطان .

لا يتماشى مع ظاهرة تمنى الشيطان في الوحي القراني .

ان تفسير المسلمين لاية الحجر 9 على ان المقصود من الذكر المحفوظ هو القران . يعتبر تجني على القران وعلى نصه .





الذكر المحفوظ

للتوراة والإنجيل والقران ، أسماء واحدة


فالثلاثة هي الكتاب المنزل : ( بعث الله النبيين مبشرين ومنذرين ، وانزل معهم الكتاب بالحق) البقرة 213.

والقران نفسه وحي من هذا الكتاب الإمام ، بدون تبديل : (واتل ما أوحى إليك من كتاب ربك : لا مبدل لكلماته ) الكهف 27.



لذلك فالقران: ( تفصيل الكتاب ) يونس 37 ،



وتصديق له يهيمن على حراسته :

(وأنزلنا إليك الكتاب ، مصدقا لما بين يديه (قبله) من الكتاب ، ومهيمنا عليه) المائدة 51 .

وَآمِنُوا بِمَا أَنزَلْتُ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ ).

وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ . البقرة 89.

لَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ . البقرة 101.

… جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ.ال عمران 81 .

وَهَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ .الانعام 92 .

وَهَذَا كِتَابٌ مُصَدِّقٌ لِسَانًا عَرَبِيًّا.الاحقاف 12 .

الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَهُمْ. البقرة 91.

مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ . البقرة 97 .

نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ.ال عمران 3 .

وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنْ التَّوْرَاةِ .ال عمران 50 .

نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ . النساء 47 .





فعلى المسلمين ان يؤمنوا بالكتاب والقران ايمانا واحدا : ( يا ايها الذين آمنوا ، آمنوا بالله ورسوله ، والكتاب الذي انزل على رسوله ، والكتاب الذي انزل من قبل ) النساء 136 . فالكتاب المنزل في الثلاثة واحد ، وله فيها جميعا قيمة واحدة .



والثلاثة جميعا هي الذكر الحكيم :

( هذا ذكر من معي وذكر من قبلي ) الأنبياء 23.

والذكر هو أصلا عند أهله : ( فاسألوا أهل الذكر ، لن كنتم لا تعلمون البينات والزبر) النحل 43-44.

فما القران سوى بيان للتنزيل في الكتاب : ( وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما انزل اليهم ) النحل 44 . فالذكر واحد في الثلاثة.



والثلاثة هي الفرقان :

( نزل عليك الكتاب بالحق ، وانزل التوراة والإنجيل من قبل هدى للناس وانزل الفرقان ) ال عمران 4 : فالتوراة والإنجيل والقران هي كلها الفرقان



وما القران نفسه سوى ( بينات من الهدى والفرقان) البقرة 185.

لذلك : ( تبارك الذي انزل الفرقان على عبده ) الفرقان 1 .

كما ( آتينا موسى وهارون الفرقان ) الأنبياء 48 .



فالكتب الثلاثة هي الفرقان .

والثلاثة هي القران ، قبل أن يصير اسما خاصا بالكتاب العربي.

فمنذ مطلع الدعوة ، ولما ينزل من القران العربي سوى آيات معدودات ، يؤمر محمد ( قم الليل إلا قليلا ….. ورتل القران ترتيلا ( المزمل فمن الواضح انه قران الكتاب .

هذا ا يتضح من قوله : (وأمرت ان أكون من المسلمين ، وان أتلو القران) النمل 90-91.

أي قران الكتاب الذي يتلوه مع المسلمين من قبله الذي أمر بان ينضم إليهم ويكون ( من المسلمين ) . وفي مطلع السور يرادف بين ( تلك آيات الكتاب ) الشعراء 1 والقصص 1 يونس 1 لقمان 2 ، وبين تلك آيات القران) النمل 1 . فالقران اسم الكتاب كله مثل القران العربي : ( تلك آيات القران كتاب مبين) نمل 1 هذا الترادف يجعل للثلاثة قيمة واحدة .



2) فالكتاب المنزل واحد في التوراة والإنجيل والقران

( كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمْ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ ) . البقرة 213.

فكل الأنبياء يبثون بالكتاب الواحد ، ولو تنوعت لغته . لذلك فالقران وحي من الكتاب نفسه ، دون تبديل : ( وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا . الكهف 27.

فالتوراة والإنجيل والقران هي كلها الكتاب الواحد المنزل : فلها جميعا منزلة واحدة .



3) تنزيل الكتاب في التوراة والإنجيل والقران ، عقيدة واحدة.

(الم . اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ من قبل وهدى للناس وانزل الفرقان . ال عمران 1-3 .

فالتنزيل واحد في التوراة والإنجيل والقران ، من الحي القيوم نفسه .

والقران ( تنزيل رب العالمين …. وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ ) . الشعراء 193 – 197 .

فلا يميزه عنها سوى اللسان العربي وحده : ( وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً وَهَذَا كِتَابٌ مُصَدِّقٌ لِسَانًا عَرَبِيًّا لِيُنْذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَى لِلْمُحْسِنِينَ . الأحقاف 12 .

4) اصل الكتاب المنزل في التوراة والإنجيل والقران واحد.

اصل الكتب المنزلة كلها هو : ( اللَوْحٍ المَحْفُوظٍ ) . البروج 22.

ويسميه ( أُمِّ الْكِتَابِ ) . الزخرف 4 ؛ ( الرعد 39) أي اصله الذي لا يتغير منه شيء ؛ وهو ما كتبه بالأزل) ( الجلالان) ؛ ( اصل الكتب ، وهو اللوح المحفوظ) البيضاوي .

فبما ان اصل التوراة والإنجيل والقران واحد ؛ فهي كلها واحدة، ولها قيمة واحدة، في نظر القران نفسه .



5) التوراة والإنجيل والقران تعلم جميعا دينا واحدا .

هذا ما وصى به الله زعماء الأنبياء والرسل ، نوح وابراهيم وعيسى وموسى ومحمد:

( شَرَعَ لَكُمْ مِنْ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ ) الشورى 13 . لذلك : ( لا نفرق بين أحد منهم ، ونحن له مسلمون ).



6) وهذا الدين الواحد في الثلاثة هو التوحيد الكتابي

فالتوحيد المنزل هو الايمان بالله واليوم الآخر ، وهذا ما تنادي به الكتب الثلاثة . لذلك: ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ . البقرة 62 .؛ قابل الحج 17 و 67 ؛ المائدة 69.

وبوحدة التوحيد والدين في الكتب الثلاثة ، يتحدى المشركين : (قُلْ فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ هُوَ أَهْدَى مِنْهُمَا أَتَّبِعْهُ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ . القصص 49 .

وهذا التوحيد الكتابي المنزل هو واحد في الكتب الثلاثة : ( هَذَا ذِكْرُ مَنْ مَعِي وَذِكْرُ مَنْ قَبْلِي بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُمْ مُعْرِضُونَ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِي . الأنبياء 24 –25 . فسره (الجلالان) ( ذكر من معي أي أمتي ، وهو القران ؛ وذكر من قبلي أي من الأمم ، وهو التوراة والإنجيل وغيرهما من كتب الله ؛ فليس في واحد منها أن مع الله آلها آخر .

فالتوحيد الكتابي واحد في الثلاثة ؛ فلهما جميعا منزلة واحدة .



7) وهذا التوحيد الكتابي المنزل هو الإسلام

ان (الإسلام) موجود اسما ودينا قبل محمد والقران ، وذلك بنص القران القاطع:

( هُوَ سَمَّاكُمْ الْمُسْلِمينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا ) الحج 78 : ( من قبل) في الكتاب كله؛

( وفي هذا) القران ، كما اجمع على تفسيره الطبري والزمخشري والبيضاوي والجلالان .

لذلك يؤمر محمد في بعثته ان ينضم الى ( المسلمين) الموجودين من قبله : ( وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنْ الْمُسْلِمِينَ ، وان أتلو القران) معهم . النمل 90-91 .

وجميع الأنبياء علموا إسلام الكتاب ، فلا دين غيره ، لانه دين الفطرة ، ودين الكتاب :

(أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنْ الْخَاسِرِينَ . ال عمران 83 –85 .

ان إسلام القران هو إسلام الكتاب نفسه . والإسلام الذي لا دين غيره هو إسلام الكتاب ، من إبراهيم إلى موسى إلى عيسى ، قبل إسلام القران ؛ وما إسلام القران الا إسلام الكاب الذي شرعه الله للعرب ( الشورى 12 ) .

لكن هذا الإسلام هو على التخصيص إسلام النصارى ( أُوْلُوا الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ ) الذين يشهدون مع الله وملائكته ( إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ) . ال عمران 18 – 19.

فالإسلام حصرا هو الإسلام (النصراني ) قبل ان يكون الإسلام القرآني .

هذا ما أعلنه الحواريون ، صحابة المسيح ، مرارا : ( آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ . ال عمران 52 الصف 14 ؛ وهذا ما أعلنه النصارى لمحمد حين تلا عليهم إسلام القران : ( إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ ). القصص 53 .

وكما شهد الحواريون للمسيح بالإسلام : ( رَبَّنَا آمَنَّا …. فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ. ال عمران 53 ؛ يشهد القران بالحرف الواحد للنصارى بالإسلام : (رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ ) المائدة 86.

وميزة هذا الإسلام (النصراني ) القرآني هو التوحيد بين الرسل والكتب المنزلة (لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ . البقرة 136 وال عمران 84.

وبما ان الإسلام واحد في الكتب المنزلة كلها ، فالايمان( بكتب الله ورسله ) واحد، وهو ركن من أركان دين الله : ( ليْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ ….. البقرة 177 .

فآمنوا بالله ( وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ ) ال عمران 179. النساء 152 و171 والحديد 19 و21.

فقد ( آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ . البقرة 285 .

هذا هو أساس الحوار الذي يفرضه القران على أمته : فلا ينس أهل القران هذا التلقين في حوارهم مع أهل الإنجيل .



Cool الإنجيل هو كلام الله على لسان كلمة الله

ان الله يستجمع الحي كله في السيد المسيح : ( وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ . ال عمران 48

في الترادف تظهر ( الحكمة) مرادفا للإنجيل ؛ والمسيح نفسه يعلن ، ( قال : قَالَ قَدْ جِئْتُكُمْ بِالْحِكْمَةِ ) . الزخرف 63.

وهذا الجمع المعجز للوحي في المسيح عقيدة راسخة في القران ، فهو يردد : ( إِذْ وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ ). المائدة 110 .

وميزة محمد والقران إيمانهما بالمسيح انه (كلمة الله: إِذْ قَالَتْ الْمَلَائِكَةُ يَامَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ ). ال عمران 45 . وهذه هي البشرى نفسها للمعمدان (ال عمران 39 ).

فتعريف القران بالمسيح ، عيسى ، ابن مريم ، رسول الله ، انه (كَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ ) . النساء 171 .

وهذا التعريف ، مهما اختلف التأويل ، فانه يرفع المسيح من عالم البشر ، الى عالم الروح ، عالم الملاك والله .

فكلام الله على لسان (كلمة الله) هو ختام الوحي والنبوة ؛ لأنه ليس من رسول عند الله مثل الذي هو (كلمته وروح منه ) . قال الرازي : سمي كلمة الله كأنه صار عين كلمة الله … أو لأنه أبان كلمة الله افضل بيان ) آل عمران 45.

وميزة محمد في دعوته انه : ( النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يؤمن بالله وكلمته . الأعراف 158 .

قرأنا ( كلمته) بدلا (كلماته) على قراءة اصح تفرضها القرائن.

لذلك جاء القران ( تصديقا للكتاب ) البقرة 41 و 77 و 89 91 و 101 ؛ آل عمران 3 ؛ النساء 47 مائدة 46 ؛ الأنعام 92 ؛ يونس 37 ؛ يوسف 111 ؛ فاطر 31 ؛ الأحقاف 30 . الصف 6 .

(وتفصيل الكتاب) : يونس 37 ؛ يوسف 111 ؛ الأنعام 114.

( بل تعريب الكتاب ) : فهو ( تنزيل من الرحمن الرحيم : كتاب فصلت آياته فرانا عربيا ) فصلت 1 ؛ (كتاب أحكمت آياته ، ثم فصلت من لدن خبير حكيم ) هود 1 .

لذلك ( والكتاب المبين : إنا أنزلناه قرانا عربيا ) يوسف 1 .

فتفصيل الكتاب هو في لغته القران تعريبه مفصلا: ( ولولا جعلناه قرانا أعجميا لقالوا: لولا فصلت آياته ) فصلت 44.

فالقران ينتسب جملة وتفصيلا إلى الكتاب الإمام : ( ومن قبله كتاب موسى إماما ورحمة ) هود 17 ؛ الأحقاف 12 ؛ خصوصا إلى الكتاب المنير : ( فان كذبوك فقد كذب رسل من قبلك جاءوا بالبينات والزبر والكتاب المنير ) آل عمران 184.

فلا ينتسب إلى كتاب سماوي عند الله ، بل إلى كتاب الله على الأرض: ( قل : فآتوا بالتوراة فأتلوها ان كنتم صادقين ) آل عمران 933 ؛ والقران ( تنزيل رب العالمين ) لأنه ( في زبر الأولين ) الشعراء 193 –195.

وهو يفخر انه (يؤمن بالله وكلمته ) الأعراف 158 لان الإنجيل كلام الله على لسان كلمة الله : ففي المسيح توحد كلام الله وكلمة الله ؛ فصار كلمة الله كلام الله عينه الذاتي المنزل .



9) الإنجيل هدى وموعظة للمسلمين ، كما هو للمسيحيين

هذا هو موجز النبوة والكتاب : ( وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِمْ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنْ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الْإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنْ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ. المائدة 46 .

( المتقون ) في اصطلاح الكتاب والقران ، هم المؤمنون من الأميين بالكتاب المنزل ، كما في قوله : ( ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين … وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ ) . البقرة 1 – 4 ؛ هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ. ال عمران 138 .

فالقران (هدي وموعظة للمتقين) من العرب ، كما أن الإنجيل (هدى وموعظة للمتقين) منهم . المائدة 46 .

والقران هو تعليم ( الكتاب والحكمة) اللذين استجمعهما المسيح، للعرب : ( كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ. البقرة 151 . كما طلب إبراهيم وإسماعيل لهم من ربهم ( البقرة 129).

وبتعليم القران العرب الكتاب والحكمة ، التوراة والإنجيل ، أنقذهم من ضلال مبين : ( لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ . ال عمران 164 . قابل الجمة 2

(هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ) الجمعة 2 .

فالقران هو تعليم (الكتاب والحكمة ، التوراة والإنجيل) كما نزلت على المسيح ( وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ). ال عمران 48 .



10) فالمسيح في عرف القران نفسه ، خاتمة النبوة والكتاب

أولا: لان المسيح وحدة ( كلمة الله) كأنه كلام الله تجسد فيه ، فصار (كلمة الله) عين كلام الله . فالمسيح هو ( كلمة الله) الذاتية والمنزلة جميعا.

ثانيا : لان القران في تعاقب الأنبياء يجعل المسيح خاتمة الرسل : ( وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ ) . البقرة 87 .

وميزة الختام معه تأييد الروح القدس له على الدوام في سيرته ودعوته ، لا في حال الوحي فقط كما عند سائر الأنبياء والرسل .

فهو (لم يفارقه ساعة) (يسير معه حيث سار ) . وفي المفاضلة بين الرسل يجعل تأييد المسيح بالمعجزات وبروح القدس : (وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ). البقرة 253 سبب فضله على غيره ( وجعل معجزاته سبب تفضيله لأنها آيات واضحات ، ومعجزات عظيمة لم يستجمعها غيره ) البيضاوي . فهذان التفضيل بالمعجزات ، والتخصيص بتأييد روح القدس برهان الختام في المسيح .

ولا نص في القران يقول ( بتقفية) رسول على المسيح .

يقولون: ان القران يصف محمد بانه (خاتم النبيين) ( رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ) الأحزاب 40.

لكن نلاحظ دقة التعبير : فهو يقول ( خاَتم ) لا (ختامة) . وخاَتم هو ختم الصدق والتصديق.

وهذا هو المعنى المتواتر في القران بأنه ( تصديق الكتاب) ، وفي محمد بانه يصدق الكتاب في تفصيله للعرب () البقرة 41 و 77 و 89 91 و 101 ؛ آل عمران 3 ؛ النساء 47 مائدة 46 ؛ الأنعام 92 ؛ يونس 37 ؛ يوسف 111 ؛ فاطر 31 ؛ الأحقاف 30 . الصف 6 .

وعلى كل حال ، فالمسيح هو خاتم الأنبياء والأولياء في اليوم الآخر : (وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ ) . الزخرف 61 . فهو (علم) يشير إلى دنوها ؛ وهو (علم) لها تعرف به . ومن يكون كذلك حين الساعة الأخيرة من تاريخ البشرية فهو بالحقيقة خاتمة النبوة والكتاب .

تلك هي قيمة الكتاب عامة ، والإنجيل خاصة ،في نظر القران.

وفي آخر سورة ، وفي آخر آية تقريبا ، يضع الكتب الثلاثة في منزلة واحدة ، ( وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ ) . التوبة 111 .





لتلك الاعتبارات كلها ، والمتشابهات جميعها ، في تعبير (التنزيل) فعندما يذكر القران العربي تنزيله من الله ، لا نستبين طريقة تنزيل يقينا كقوله : ( الله الذي انزل الكتاب بالحق ، والميزان ) الشورى 17 . فالكتاب والميزان كلاهما تنزيل الله .

والقران نفسه ، الذي يؤكد مرارا وتكرارا تنزيله ، يجهل هو نفسه الطريقة : ( إنما انزل بعلم الله ) هود 14 ؛ فقد ( أنزله بعلمه ) النساء 156 .

اجل ان القران : ( تنزيل العزيز الرحيم ) يس 5 ، ( تنزيل من الرحمن الرحيم ) فصلت 2 ؛

( تنزيل من حكيم حميد ) فصلت 42 ؛ ( تنزيل من رب العالمين ) الواقعة 80 ؛ الحاقة 43 .

لكن طريقة التنزيل مجهولة او مطوية : ( إنما انزل بعلم الله ) الشعراء 192 ؛ النساء 156.

فالتشابه قائم في معنى التنزيل ، وفي طريقته : تلك هي النتيجة المحتومة الحاسمة لتلك القرائن القرآنية .

لذلك عندما يصرح : وانه لتنزيل رب العالمين …. وانه لفي زبر الأولين ) الشعراء 193-197

يصح ان نستنتج انه ان القران تنزيل من (زبر الأولين ) ، أي تفصيل الكتاب الذي قبله (يونس 37).

وعندما يؤكد : ( قل : نزله روح القدس من ربك بالحق ) النحل 102 لا يزل الإبهام في طريقة التنزيل ؛ ونتساءل ما سر قوله: (وانك لتلقي القران من لدن حكيم عليم) النمل 2 ؟ هل من جواب في تصريحه : ( فلا تكن في مرية من لقائه ، وجعلناه هدى لبني إسرائيل ، وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا) السجدة 23-24 ؟ - وبنو إسرائيل الذين يقتدى بهداهم ويستشهد بهم هم ( النصارى) ومن قوم موسى امة يهدون بالحق وبه يعدلون ) الأعراف 158.

فهل ( الحكيم العليم) الذي يلقي القران على محمد هو الذي ينوه به في تصريحه: (وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله ) الأحقاف 10 ؟.

ذاك التساؤل ، وذاك الاستنتاج ، هما حق ؛ لان معنى التنزيل وطريقة التنزيل في القران هما من المتشابه فيه .



الذكر المحفوظ

ثانيا تعابير متشابهة عن مصدر القران العربي


هناك أربعة تعابير متشابهة عن مصدر القران العربي ، لا ترفع الابهام والغموض في معنى تنزيله .

تعبير أول : ( فلا ! اقسم بمواقع النجوم – وانه لقسم لو تعلمون عظيم – انه لقران كريم، في كتاب مكنون ، لا يمسه الا المطهرون ، تنزيل من رب العالمين ) الواقعة 75-80 .

ان القران الكريم هو ( في كتاب مكنون) . ولكن أين هو هذا (الكتاب المكنون) ؟ يقول: ( لا يمسه الا المطهرون) ؛ والطهارة في لغة القران تتعلق بجسد الإنسان اكثر من قلبه؛ (والله يحب المطهرين) التوبة 109 ، ( ويحب المتطهرين ) البقرة 222 ؛ فالتعبير ليس كناية عن الملائكة ، بل عن البشر المتطهرين ، المطهرين . وقوله : ( تنزيل من رب العالمين ) يدل على ان ( الكتاب المكنون) قد نزل ، وليس بعد في السماء ؛ إنما هو على الأرض ، لكن لا يمسه إلا المطهرون .



تعبير ثان

( بل هو قران مجيد، في لوح محفوظ) البروج 21-22.

هاتان الآيتان هما ختام حديث طويل عن أهل الأخدود ، شهداء نجران النصارى ؛ وختام حديث مقتضب يقتصر على الإشارة: (هل أتاك حديث الجنود ، فرعون وثمود). فكفر أهل مكة بالحديثين : ( بل الذين كفروا في تكذيب) حينئذ يرد عليهم بقوله: ( والله من ورائهم محيط ) ؛ ثم بقوله : ( بل هو قران مجيد في لوح محفوظ) . فسياق الحديث كله انه لا يصح لأهل مكة التكذيب به لانه ( في لوح محفوظ) ؛ هذا الاستشهاد بمصدر الحديث برهان على ان اللوح المحفوظ الذي يحويه هو على الأرض ، لانه لا يعقل أن يحيلهم إلى لوح محفوظ في السماء ، لا سبيل لهم اليه.

وليس من قرينة في الآية ، ولا في السورة كلها ، تدل على ان هذا اللوح محفوظ في السماء .



تعبير ثالث

( لكل اجل كتاب ، يمحو الله ما يشاء ويثبت ؛ وعنده ام الكتاب) الرعد 40-41 .

قالوا : ( أم الكتاب : اصله الذي لا يتغير منه شيء، وهو ما كتبه في الأزل ( الجلالان) .

هذا تعريف متناقض : ففي الأزل ، قبل الخلق ، ليس الله بحاجة ان يكتب لذاته، وليس من خلق ليكتب لهم . وهب ان الله عنده (لوح محفوظ) هو (ام الكتاب) الذي ينزل منه على خلقه: فكيف يمحو الله منه ما يشاء ويثبت ، في كل اجل ، عند تنزيل الكتاب؟ هل يبدأ الله ويعيد؟ فليس ( عنده ام الكتاب) في السماء منذ الأزل ، لان قوله : (يمحو الله ما يشاء ويثبت) من الكتاب بحسب كل اجل ، دليل على كتاب على الأرض ، لا على كتاب في السماء منذ الأزل، لان ما كتبه الله في الأزل لا يتغير منه شيء : لذلك فان ( ام الكتاب ) أي اصله الذي بموجبه ( يمحو الله ما يشاء ويثبت ) هو قابل للتبديل والنسخ ، والمحو الإثبات ؛ وهذا لا يصح الا في كتاب الله الذي على الأرض . فلا صلة (لام الكتاب ) بالسماء ولا بالأزل ؛ لان هذا يقول بقديمين : الله وكتابه الأزلي.

هذا ما يتضح من قوله أيضا : ( حم والكتاب المبين : إنا جعلناه قرانا عربيا لعلكم تعقلون! وانه في أم الكتاب لدينا ، لعلي حكيم) الزخرف 1-4 .يقسم على طريقة أهل الكتاب ( بالكتاب المبين) انه (جعله قرانا عربيا) . فالقران العربي ( مجعول ) ؛ والكتاب المبين قد جعل قرانا عربيا .

وبما ان القران العربي (تصديق الذي بين يديه) (قبله) وتفصيل الكتاب ، يونس 37 ؛ فالكتاب المبين الذي جعل قرانا عربيا هو (الذي بين يديه) أي قبله . وفي قوله : ( وانه في ام الكتاب لدينا، لعلي حكيم) ، إن لفظ (لدينا) قد يكون في السماء ، او على الأرض، فلا يقطع بمعنى كان وجوده.

فالتصريح لا يعني الا انه جعل الكتاب المبين الذي عند أهل الكتاب قرانا عربيا .ولئلا يطالب بإبراز ( ام الكتاب ) استدرك فقال : ( انه لدينا، لعلي حكيم) ، مثل قوله : ( في لوح محفوظ) ، ومثل قوله : (لا يمسه إلا المطهرون) أي انه لا يحل للمشركين ان يلمسوه .

ولما أحرجوه قال ( وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله ) ان (مثل) القران عند اهل الكتاب ، لا في السماء .



تعبير رابع

كلا ! انها تذكرة ، فمن شاء ذكره ، في صحف مكرمة ، مرفوعة مطهرة ،بأيدي سفرة، كرام بررة) عبس 11-16.

في هذا الوصف ، التصريح بالقران واصله : انه ذكر من

(الصحف المكرمة) . يقابله قوله : ( وان هذا لفي الصحف الأولى ، صحف إبراهيم وموسى) الأعلى 18-19؛ ويؤكده قوله : ( او لم تأتهم بينة ما في الصحف الأولى ) ص 133 : فان (الصحف المكرمة) هي التي بين أيدي أهل الكتاب ، (مرفوعة ) عن الناس ، (مطهرة) من المشركين ، او من غير المتطهرين من الكتابيين .

وهو جواب لهم : ( بل يريد كل امرئ ان يؤتى صحفا منشرة ! – كلا ، بل لا يخافون الآخرة ! كلا ، انه تذكرة ، فمن شاء ذكره ) المدثر 53-55 ؛ فهو يجيب بأن (الصحف ) المذكورة التي ينقل عنها الذكر هي ( مرفوعة مطهرة) . هذا جواب للمشركين . وجوابه لليهود الكتابيين ، المطالبين (بالبينة : رسول من الله يتلو صحفا مطهرة ، فيها كتب قيمة ) ؛ فيجيب : ( وما تفرق الذين أوتوا الكتاب (اليهود) إلا من بعد ما جاءتهم البينة) البينة 1-4 .

فمحمد (يتلو صحفا مطهرة، فيها كتب قيمة) ، والقران العربي (تذكرة) منها. ودليل ثالث من اسم (السفرة) : فهو نقل حرفي للكلمة العبرية (سوفريم) أي كتبة الكتاب؛ ومهنتهم المقدسة تجعلهم (كراما بررة) .

فالقران العربي تذكرة من الصحف المكرمة ، المرفوعة عن تداول العامة ، المطهرة من مس غير المطهرين ؛ وهي موجودة بأيدي (سفرة بررة) . فلا شيء من تلك الأوصاف كلها يوحي بأنها في السماء ن منذ الأزل .

ان القران العربي (تذكرة) من الكتاب الموجود عند أهل الكتاب.

ويقطع غموض تلك التعابير الأربعة تصريحه : ( وشهد شاهدا من بني إسرائيل على مثله ) أحقاف 10: فمثل القران هو عند بني إسرائيل النصارى ، لان اليهود من بني إسرائيل هم مع المشركين (شر البرية) البينة 1 فلا يستشهد بهم .





الذكر المحفوظ

ثالثا التصاريح القرآنية عن مصدر القران العربي


التصريح الأول :
ان القران من ( الصحف الأولى ) .

انه تصريح ثلاثي ، لا يدع مجالا للشك في مصدره: ( ان هذا (القران) لفي الصحف الأولى ، صحف إبراهيم وموسى ) الأعلى 18-19 : ( او لم يتنبأ بما في صحف موسى، وإبراهيم الذي وفيّ ) النجم 37-38 ؛ ( او لم تأتهم بينة ما في الصحف الأولى) طه133. ان واقع نسبة القران العربي للصحف الأولى ،هو نبأ عن ذلك ، وهو بينة عليه .

وهذا التصريح الثلاثي يأتي في سورة (النجم 37-38) بعد وصف رؤيا ملاك الوحي في نزلتين ، مما يدل على ان القران العربي وحي من الصحف الأولى .

يؤيده قوله : ( هذا نذير من النذر الأولى) النجم 56.

فالقران العربي هو ( من الصحف الأولى ) ، ( من النذر الأولى).



التصريح الثاني :
تنزيل رب العالمين هو في زبر الأولين .

التصريح الضخم الذي يعلن ان تنزيل رب العالمين في القران هو من زبر الأولين : ( وانه لتنزيل رب العالمين ، نزل به الروح الأمين ، بلسان عربي مبين ، على قلبك لتكون من المنذرين ن وانه لفي زبر الأولين : او لم يكن لهم آية ان يعلمه علماء بني إسرائيل) ؟ الشعراء 193-197.

بمقارنة هذا النص بتصريح (الشورى 52) يتضح ان الله أرسل إلى محمد (روحا من أمره) يصفه (بالروح الامين ) تمييزا عن غيره ، فخاطبه بلسان عربيا مبين ، وأمره بالايمان بالكتاب الذي جعله نورا يهدي به من يشاء من عباده .

وهذا الأمر بالايمان بالكتاب هو (تنزيل رب العالمين ، على قلبك لتكون من المنذرين).

والتنزيل الذي ينذر به ( هو في زبر الأولين) .

ويستشهد على ان القران العربي ( في زبر الأولين ) بشهادة (علماء بني إسرائيل ) أي (أولى العلم قائما بالقسط ) ، وهم النصارى من بني إسرائيل ، ( ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون ) الأعراف 158 قابل الصف 14 . فشهادة هؤلاء النصارى بان تنزيل رب العالمين في القران العربي ، هو من ( زبر الأولين) أي ( كتبهم كالتوراة والإنجيل) هي (آيه لهم) على صحة دعوة محمد بالقران العربي.

وهم يستطيعون ان يشهدوا على مطابقة القران العربي (للمثل ) الذي عندهم ، بين أيديهم ؛ لا لكتاب في السماء ، ما من سبيل لهم للوصول اليه .

فالقران العربي ينقل للعرب تنزيل رب العالمين من (زبر الأولين)، كما أمره الروح الأمين ، بلسان عربي مبين . هذا مصدره ، ومصدر تنزيله.



التصريح الثالث :
إمامة الكتاب للقران العربي
التصريح مزدوج في إمامة الكتاب للقران العربي : ( ومن قبله كتاب موسى إمام ورحمة : وهذا كتاب مصدق لسانا عربيا) الأحقاف 12 . ومن قبله أيضا (الكتاب المنير) الذي يجادل المشركين بعلمه وهداه (لقمان 20 ؛ فاطر 25 ؛ الحج 8 ).

إن إمامة الكتاب، التوراة والإنجيل ، للقران العربي ، كاملة فلا يختلف عنه إلا (باللسان العربي) .

ويقتصر دور القران العربي على التصديق ( لسانا عربيا ) : هذه هي حاله. فالكتاب الذي عند أهل الكتاب هو مصدر القران: (وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله ) الأحقاف 10.



التصريح الرابع:
أشراف أئمة الكتاب على تعريبه بالقران . يقول : ( ولقد آتينا موسى الكتاب : فلا تكن في مرية من لقائه ؛ وجعلناه هدى لنبي إسرائيل ؛ وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا) السجدة 23-24.

ان الله جعل الكتاب هدى لبني إسرائيل ؛ وجعل منهم أئمة يهدون بأمره تعالى الى هدى الكتاب ؛ فما على محمد ان يشك في لقائه الكتاب ، بواسطتهم .

وهؤلاء الأئمة هم ( الراسخون في العلم ) ، من ( اولي العلم قائما بالقسط) أي النصارى من بني إسرائيل) الأعراف 158 والصف 14.

فهؤلاء الأئمة النصارى هم الذين يشرفون على لقاء محمد بالكتاب ، وعلى نقل الكتاب الى القران العربي : ( وانه لتنزيل رب العالمين …. وانه لفي زبر الأولين: او لم تن لهم آية ان يعلمه علماء بني إسرائيل ) الشعراء 193 –197 . فالشهادات متواترة مؤتلفة ويدل على أشراف أئمة النصارى على نقل الكتاب إلى القران العربي تصريحه بأن القران نفسه (هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم ) العنكبوت 47 ؛ وتصريحه بأن (الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم ) الأنعام 20 ؛ البقرة 146 أي معرفة أبوية مصدرية .



تصريح خامس :
مرادفات (التنزيل) في لغة القران من متشابهاته ، فلا يقطع بمعنى محدود.
والان نرى ان مرادفاته لا تساعد على تحديد معناه .



1) التنزيل هو تيسير القران للعرب :

( ولقد يسرنا القران للذكر ، فهل من مذكر) القمر 17 و23 و32 و40) . فهو تيسير عربي لذلك الكتاب : ( فإنما يسرناه بلسانك لتبشر به المتقين، وتنذر قوما لدا) مريم 97 ؛ (فإنما يسرناه بلسانك ، لعلهم يتذكرون) الدخان 58. لاحظ دقة التعبير (يسرناه بلسانك) .



2) التنزيل هو تصريف الآيات في القران للعرب :

( ولقد صرفناه بينهم ليذكروا ) الفرقان 50.

لقد صرفه ، وصرف فيه : ( ولقد صرفنا في هذا القران ليذكروا) الإسراء 41 .

وصرف فيه من كل مثل : (ولقد صرفنا في هذا القران للناس من كل مثل) الكهف 55.

وبيانه بالأمثال لم يحملهم على الهداية : (ولقد صرفنا في هذا القران للناس من كل مثل ، فأبى اكثر الناس الا كفورا ) الإسراء 89 ؛ كما ( صرفنا فيه من الوعيد ، لعلهم يتقون او يحدث لهم ذكرا) طه 113 . فالتعريف دليل المقدرة البيانية ، ولا يحمل معنى التنزيل : ( وكذلك نصرف الآيات ) الأنعام 105 ؛ الأعراف 57 .

فالتصريف في البيان والتبيين ، ولا يقطع بمعنى الوحي والتنزيل: (انظر كيف نصرف الآيات ثم هم يصدفون ) الأنعام 46 .



3) التنزيل هو تبيين آيات الله للعرب :

( يبين الله لكم الآيات ) (البقرة 219 و266 ؛ النور 18 و 58 و61) ؛ ( يبين الله لكم آياته ) (البقرة 242 ؛ ال عمران 103 ؛ مائدة 92 ؛ نور 59).

والتبيين يتعلق بلسان القوم اكثر منه بالتنزيل : ( وما أرسلنا من رسول الا بلسان قومه ليبين لهم ) إبراهيم 4 . وموضوع هذا البيان نوعان ؛ الأول : ( وما أنزلنا عليك الكتاب الا لتبيين لهم ما اختلفوا فيه ) النحل 64 ؛ والثاني : ( وأنزلنا إليك الذكر لتبيين للناس ما انزل إليهم ، ولعلهم يتفكرون) النحل 44.

فالقران هو بيان الكتاب الذي انزل إليهم واختلفوا فيه إلى يهود ونصارى (النمل 76) .

وهو أيضا بيان للعرب : ( يريد الله ليبين لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم ) النساء 25 .

فالقران هو تبيان الكتاب المنزل قبله ، بلسان محمد ، ولسان قومه .



4) التنزيل هو ( تفصيل الكتاب) المنزل من قبل : ( وما كان هذا القران ان يفترى من دون الله ؛ ولكن تصديق الذي بين يديه (قبله) وتفصيل الكتاب ، لا ريب فيه ، من رب العالمين ) يونس 37. وهو يفصل جملة وتفصيلا : ( وكذلك تفصل الآيات ) أنعام 55 ؛ أعراف 31 و 173 ؛ يونس 24 ؛ الروم 28 ) . فالصلة القائمة بين الكتاب والقران ، هي صلة التنزيل في الكتاب بتفصيله في القران : ( تنزيل من الرحمان الرحيم ، كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا ) أي عربت (فصلت 2-3) ؛ فالتنزيل (كتاب أحكمت آياته، ثم فصلت من لدن خبير حكيم ) هود 1 .

فالتفصيل في لغة القران يعني التعريب : ( ولو جعلناه قرانا أعجميا لقالوا : لولا فصلت آياته ) فصلت 44 .

وهذا هو القول الفصل في معنى التنزيل في القران : انه (تفصيل الكتاب) أي تعريب الكتاب بحسب (المثل) الأحقاف10 .

فقوله : ( وكذلك أنزلناه قرآنا عربيا) النحل 113 يعني : ( انا جعلناه قرآنا عربيا) الزخرف 2-3 .

فالقران العربي هو نقل الكتاب المنزل قبله الى العربية بالتيسير ، والتصريف ، والتبيين ، والتفصيل ، أي بالتعريب؛ وقوله المتواتر (أنزلناه) يعني (جعلناه) . هذا هو تنزيل القران بلغته واصطلاحه .





التصريح السابع : وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله .


يتحدى لاثبات صحته وأعجازه ( بحديث مثله ) الطور 34 ؛ (لا يأتون بمثله) الإسراء 88 ؛ ( فأ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الذكر المحفوظ
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» اللوح المحفوظ

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مـــــــــــــنتدى رومــــــكم على البالتـــواك7ewar jaree2 fee aladyan :: (الفئة التـــــــــــاسعه اســـــــــــــلاميات) :: اســـــــــــــلامــــــــــــــــــــــيات القران-
انتقل الى: