تجسد وظهور المسيح
هل كان لله تجسدات في العهد القديم، قبل تجسده من القديسة العذراء مريم في العهد الجديد؟ وهل كان ظهوره لكثير من الأنبياء مثل ابراهيم وموسي، واشعياء وحزقيال ودانيال أنبياء الله كانت كلها تجسدات؟
الرد:
يجب أن نفرق تماماً بين التجسد والظهورات.
عبارة تجسد، معناها أخذ جسداً.
أما الظهورات فمعناها أخذ شكلاً ظهر به.
وقد أخذ الرب شكل ملاك الرب ظهر به لموسي في العليقة (خر 3: 2،3).
وأخذ أيضاً شكل ملاك الرب ظهر به لمنوح حينما بشره بميلاد شمشون (قض 13: 3).
وظهر أيضاً علي عرشه وحوله السارافيم، كما ظهر لأشعياء (أش 6: 1، 2)
وظهر بشكل ابن إنسان كما راَه دانيال (دا 7: 13).
وظهر أيضاً لبينا ابراهيم كإنسان ومعه رجلان عند بلوطة ممرا (تك 18: 2).
كذلك ظهر لأبينا يعقوب بهيئة إنسان صارعه حتي الفجر (تك 32: 24،30).
ولكن هذه كلها ظهورات..
أما تجسده من العذراء مريم فهو ناسوت كامل، أخذ كل مراحل الحمل. وبعد الولادة أخذ كل مراحل النمو كإنسان (لو 2: 52).
وهذا لم يحدث بالنسبة إلي ظهوره لأحد من الآباء والأنبياء. وإنما هو شكل ظهر له ثم اختفي.
أما كون الشكل له وجه أو يد وما إلي ذلك، هذا من لوازم الشكل الذي ظهر به... أما عن كيف صارع يعقوب، فهذه قوة من الله شعر بها يعقوب، ولكنها ليست تجسداً.
أما من جهة تجسده من العذراء، فكان له طبيعة الجسد:
ومنها تألمه وسفك دمه، وموته، وقيامته وصعوده.
وأيضاً بعد قيامته رآه تلاميذه، وجسوه بأيديهم كما في (لو 24: 39)، (يو 20: 27).
وهكذا تظهر الطبيعة البشرية كاملة. كما أن هذا الناسوت عاش مع الناس سنوات طويلة، وليس مثل ظهورات كان يبدو فيها أمام الناس لمدة لحظات أو دقائق ثم يختفي ولا يرونه بعد..
كذلك فتجسده من العذراء باق لم يفن ولم يزل.
وقد قال للص اليمين " اليوم تكون معي في الفردوس " (لو 23: 43). وقال بولس الرسول " لي اشتهاء أن أنطلق وأكون مع المسيح، ذاك أفضل جداً " (في 2: 23). وقد رآه يوحنا الحبيب في سفر الرؤيا أكثر من مرة. أما الظهورات قد انتهت بوقتها، وليست لها استمرارية كالتجسد. لعله قد وضح بعد كل هذا أن هناك فرقاً أو فروقاً عديدة بين التجسد والظهورات التي في العهد القديم.