هل صلب المسيح أم لم يصلب

هل صلب المسيح أم لم يصلب

أنتم تقولون أن المسيح صلب وهذا لا يوافق العقل أن الله يرسل نبيه ولا يحافظ عليه ويحميه؟؟ نعم انه أمر مثير للحوار والنقاش هل صلب المسيح أم لم يصلب؟ هل رفع المسيح أم لم يرفع؟ اليهودية والمسيحية والإسلام ورابعهم عقل الإنسان. يقول اليهود انهم قتلوا المسيح وصلبوه وتقول المسيحية بذلك أيضا؛ ويقول الإسلام لم يصلب؛ النتيجة اثنين قالا بصلب المسيح وواحد قال لم يصلب نصدق من؟ المسيحية والإسلام قالا برفع المسيح؛ واليهود قالوا لم يرفع؛ النتيجة اثنين قالا برفع المسيح وواحد قال لم يرفع نصدق من؟

ذكر القران بصراحة ووضوح أن السيد المسيح مات ورفع:

السلام عليّ يوم ولدت ويوم أموت ويوم ابعث حيا ذلك عيسى ابن مريم (مريم19: 33)

اني متوفيك ورافعك اليّ.. وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة (آل عمران3: 55)

فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم(المائدة5: 117)

من الآيات السابقة يؤكد القران أن المسيح توفى ومات وبعث حيا؛ لكن كيف مات ومتى وأين؟ انه سؤال جدير بالإجابة ربما نجدها في صلب المسيح. لم يذكر القران حادثة صلب المسيح إلا في آية واحدة ومن يدرس ما قبلها وما بعدها يجد إنها قيلت في حوار القران مع اليهود وليس مع النصارى.

وآتينا موسى..رفعنا فوقهم الطور..لاتعدوا في السبت..وكفرهم بآيات الله وقتلهم الأنبياء بغير حق.. وبكفرهم وقولهم على مريم بهتانا عظيما وقولهم انا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم وان الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من علم إلا اتباع الظن وما قتلوه يقينا بل رفعه الله إليه.. وان من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته..(النساء4: 153-160)

المدقق هنا يجد أسئلة لابد لها من إجابة:

أولا: هناك صلب حدث لكن من الذي صلب؟ الجميع عرفوا انه المسيح؛ فاليهود قالوا أنا قتلنا المسيح وحواري عيسى كتبوا الإنجيل وقالوا إن المسيح صلب والقران قال أن هناك صلب حدث لكن لم يقل من الذي صلب؟

ثانيا: قال القران أن اليهود كفروا عندما قالوا البهتان على مريم وقالوا انا قتلنا المسيح رسول الله! كيف يؤمنون انه رسول الله ويقتلوه ويقولوا على أمه بهتانا وكذبا وافتراء؟

ثالثا: هناك كلمات دقيقة وهى ما قتلوه يقينا بل رفعه الله إليه؛ أن الجملة التي بعد بل هي الأهم وهى الغاية من آية الصلب؛ كما ان كلمة ما قتلوه يقينا؛ كلمة يجب ان تعمل في الفكر والعقل؛ فاليهود ظنوا انهم قتلوا المسيح ومات ككل البشر إلى التراب؛ لكن القران ينكر عليهم ذلك بقوله ما قتلوه يقينا بل رفعه الله إليه؛ نعم إنها آية ترد على اليهود إنكارهم للرفع وليس آية تبرئهم من دم المسيح ومن تهمة قتله وصلبه؛ كما إنها ليست آية تنكر صلب المسيح أو ترد على النصارى حيث انه لم يتحاور معهم في تلك الآيات؛ وعملا بقول القران ينصح فيه النبي: فان كنت في شك مما انزلنا إليك فسأل الذين يقرؤون الكتاب من قبلك (يونس10: 94)

نقراء في الإنجيل عن اختلاف اليهود والنصارى حول رفع المسيح؛ وسيدلنا ذلك على ماذا يعني القران بكلمة الذين اختلفوا فيه.

اجتمع رؤساء الكهنة(اليهود)..إلى بيلاطس(الحاكم) قائلين يا سيد قد تذكرنا ان ذلك المضل قال وهو حي انه بعد ثلاثة أيام أقوم فمر بضبط القبر إلى اليوم الثالث لئلا يأتوا تلاميذه ليلا ويسرقوه..فمضوا وضبطوا القبر بالحراس وختموا الحجر(متى27: 62-66).

فأجتمع الشيوخ(اليهود)أعطوا العسكر فضة كثيرة قائلين قولوا ان تلاميذه أتوا ليلا وسرقوه ونحن نيام..فشاع هذا القول عند اليهود إلى هذا اليوم(متى28: 12-15)

مما تقدم نرى إنكار اليهود رفع المسيح؛ بل قالوا ان تلاميذه سرقوه والقران يحاور اليهود وليس النصارى ويرد على اليهود ان المسيح لم يقتل يقينا ككل البشر إلى التراب بل رفعه الله إليه؛ ويفند بذلك كفر اليهود.

أما القول بأن الله ألقى شبه المسيح على شخص آخر وصلب بدلا عن المسيح؛ فهي قصة تنسب إلى الله الغش والخداع والضعف وعدم الحكمة وعدم معرفة المستقبل حيث انه بعمله هذا قد يضل العباد خاصة اتباع عيسى فكأن الله يضل البشر ولا يهديهم وهذا عمل الشيطان وحاشا نسبته إلى الله!

لكن هل صلب المسيح اخترعه النصارى أم هو موجود في كتب الله قبل أن يأتي المسيح بمئات السنوات؟ نعم كل أحداث صلب المسيح جاءت في كتب الأنبياء قبل المسيح!

بذلت ظهري للضاربين وخدي للناتفين وجهي لم استر عن العار والبصق(اشعياء50: 6)(العهد القديم)

بصقوا في وجهه ولكموه واخرين لطموه (مرقس15: 19)

جماعة من الأشرار اكتنفتني ثقبوا يدي ورجلي (مزمور22: 16-19)(العهد القديم)

ثم خرجوا به ليصلبوه (مرقس15: 16-19)

فوزنوا أجرتي ثلاثين من الفضة(زكريا11: 12)(العهد القديم)

فجعلوا له ثلاثين من الفضة(متى26: 15)

فقال القها إلى الفخاري..الثمن الكريم الذي ثمنوني به (زكريا11: 13)(العهد القديم)

واشتروا بها حقل الفخاري(متى27: 3-

يجعلون في طعامي علقما وفي عطشي يسقونني خلا(مزمور69: 21)(العهد القديم)

لكي يتم الكتاب قال انا عطشان..وكان إناء..مملوءا خلا فملأوا اسفنجة من الخل..وقدموها إلى فمه(يوحنا19: 28)

يقتسمون ثيابي بينهم وعلى لباسي يقترعون(مزمور22: 18)(العهد القديم)

اخذوا ثيابه وجعلوها.. ولكل عسكري قسما..بل نقترع عليه لمن يكون ليتم الكتاب(يوحنا19: 22-23)

فينظرون اليّ الذي طعنوه وينوحون عليه كنائح على وحيد له ويكونون في مرارة عليه(زكريا12: 10)(العهد القديم)

واحد من العسكر طعن جنبه بحربة وللوقت خرج دم وماء(يوحنا19: 34)

نعم هذا قليل من كثير من النبوات التي جاءت عن صلب المسيح وتحقيقها في الإنجيل. أحزاننا حملها..مجروح لأجل معاصينا..بجراحه شفينا..الرب وضع عليه إثم جميعنا..ضرب من اجل ذنب شعبي..الرب سرّ أن يسحقه بالحزن أن جعل نفسه ذبيحة إثم..يبرر كثيرين وآثامهم هو يحملها..سكب للموت نفسه أحصي مع أثمه وهو حمل خطيئة كثيرين وشفع في المذنبين (اشعياء53)(العهد القديم)

لو لم تتحقق هذه النبوات بصلب المسيح تتحقق بمن؟ هل تنتظروا مسيحا آخر؟ نحن نؤمن أنها تحققت..نحن نؤمن انهم صلبوه.